قال الصَّاغانِيّ : وقد أَوْرَدَ الجَوْهَرِيّ البيتَيْن أعني بَيْتَ العباس وبيت المُتَلمِّس في أبس والصوابُ إيرادُهما ها هنا وقد تقدَّمَت الإشارةُ إليه . أَيَاسُ كَسَحَابٍ : د كانت للأرْمَنِ فُرضَةَ تلك البلاد صارت الآن للإسلام ومنه الشيخُ الإمامُ ناصرُ الدِّين الأَيَاسيُّ رئيسُ الحَنَفِيَّةِ بغَزَّة . إيَاسٌ ككِتابٍ : عَلَمٌ هنا نقله الصَّاغانِيّ وقد قلَّده المُصَنِّف وصوابُه أن يُذكَر في أوس وقد نبَّهَ عليه ابنُ سِيدَه فقال : وأمّا إياسٌ اسمُ رجلٍ فإنّه من الأَوْس الذي هو العِوَض على نَحْوِ تسميتِهمْ الرجلَ عَطيَّةَ تَفاؤُلاً ومثلُه تسميتُهم عِيَاضاً . والمُسمَّى بإياسٍ سَبْعَةَ عَشَرَ صَحابِيَّاً منهم إياسُ بنُ أَوْس بن عَتيك الأنصاريُّ وإياسُ بنُ البُكَير الليثيّ . المُسمَّى بإياسٍ أيضاً مُحدِّثون منهم إياسُ بنُ مُعاوية : ثِقةٌ مشهورٌ وإياسُ بنُ خَليفة وإياسُ بنُ مُقاتِل وإياسُ بنُ أبي إياس وغيرُهم . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أَيَّسَ الرجلُ وأَيَّسَ به : قصَّرَ به واحْتَقرَه . وقال الخليل : العربُ تقول : جِئْ به من حيثُ أَيْسَ ولَيْسَ لم تُستعمَلْ أَيْس إلاّ في هذه الكلمة وإنّما معناها كمعنى حَيْثُ هو في حال الكَيْنونة والوُجْد وقال : إنّ معنى ليس لا أَيْسَ أي لا وُجْدَ كما سيأتي . والإياسُ : انقِطاعُ الطَّمَع كما في العُباب .
فصل الباء الموحَّدة مع السين .
بأس .
البَأْس : العَذابُ الشديد كالبَئِس ككَتِف عن ابْن الأَعْرابِيّ . البَأْس : الشِّدَّةُ في الحرب ومنه الحديث : " كُنّا إذا اشتدَّ البَأْسُ اتَّقَيْنا برسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم " يريدُ الخَوف . ولا يكونُ إلاّ مع الشِّدَّة وقال ابنُ سِيدَه : البَأْس : الحَرب ثم كَثُرَ حتى قيل : لا بَأْسَ عليك أي لا خَوْفَ قال قَيْسُ بنُ الخَطِيم : .
يقولُ لي الحَدّادُ وَهْوَ يَقودُني ... إلى السِّجْنِ لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أراد فما بك من بَأْسِ فخُفِّفَ تَخْفِيفاً قياسيَّاً لا بدَلِيّاً ألا ترى أنّ فيها : .
" وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشمسِ وإن قال الرجلُ لعدُّوِه : لا بَأْسَ عليك فقد أمَّنَه ؛ لأنّه نَفَى البَأْسَ عنه وهو في لغةِ حِمْيَرَ لَباتِ قال شاعرُهم : .
تَنادَوْا عندَ غَدْرِهِمُ لَباتِ ... وقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذي رُعَيْنِ قال الأَزْهَرِيّ : هكذا وَجَدْتُه في كتاب شَمِر . وقد بَؤُسَ الرجلُ ككَرُمَ بَأْسَاً فهو بَئيسٌ : شُجاعٌ شديدُ البَأْسِ حكاه أبو زَيْدٍ في كتاب الهَمْز ولكنه قال : هو بَئِيسٌ على فَعِيل . وبَئِسَ الرجلُ كسَمِع يَبْأَسُ بُؤْساً بالضَّمّ وبَأْسَاً وبَئِيساً كأميرٍ وبُؤْسى وبِئْسى بالضَّمّ والكَسر هكذا في سائر النُّسَخ وصوابُه بَئِيسَى على فَعِيلَى كما في التكملة وأنشد لرَبيعةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ : .
وأَجْزي القُروضَ وَفاءً بها ... بِبُؤْسى بَئِيسَى ونُعْمى نَعِيما قال : ويُروى بَئِيساً بالتنوين إذا افتقَرَ واشتَدَّتْ حاجَتُه فهو بائِسٌ وأنشد أبو عمرو للفرَزدَق : .
وبَيْضاءَ من أَهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ ... بَئيساً ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ