وقد سَمَّوْا مُؤْنِساً وأَنَسَةَ والأخيرُ مولى النبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم ويقال : أبو أَنَسَة ويقال إنّ كُنيتَه أبو مَسْرُوحٍ شَهِدَ بَدْرَاً واستُشهِدَ له وفيه خِلافٌ . وإنسانٌ بالكَسْر : قبيلةٌ من قَيسٍ ثم من بني نَصْر قاله البرقيُّ استدركه شَيْخُنا . قلتُ : بَني نَصْرِ بن مُعاويَةَ بن أبي بكر بن هَوازِن . وإنْسانُ أيضاً في بني جُشَمَ بن مُعاويَة أخي نَصْرٍ هذا وهو إنسانُ بنُ عوارة بن غَزِيَّةَ بن جُشَمَ ومنهم ذو الشَّنَّة وَهْبُ بن خالد بن عَبْد بن تَميم بن مُعاويةَ بن إنْسان الإنْسانيُّ وأما أبو هاشم كثيرُ بنُ عَبْد الله الأَيْليُّ الأَنْسانيُّ فمُحرّكةٌ نُسِبَ إلى قريةِ أنَس بن مالك وروى عنه وهو أصلُ الضُّعَفاء قال الرُّشاطيُّ : وإنّما قيل له كذا ليُفْرق بينه وبين المَنسوبِ إلى أنَس . وأبو عامر الأَنَسيّ محرّكة شيخٌ للمالينيّ . وأبو خالدٍ موسى بنُ أحمد الأَنَسيُّ ثمّ الإسْماعيليُّ نُسِبَ إلى جدِّه أنَس بن مالك . وأَنِسٌ بكسر النون بن أَلْهَان : جاهليٌّ ضَبَطَه أبو عُبَيْد البَكْريُّ في مُعجمَه قال : وبه سُمِّي الجبلُ الذي في ديارِ أَلْهَان قال الحافظُ : نَقَلْتُه من خطِّ مغْلَطاي . وآنِسٌ كصاحِبٍ : حِصنٌ عظيمٌ باليمن وقد نُسِبَ إليه جُملةٌ من الأَعْيان منهم : القاضي صالحُ بن داوود الآنِسيُّ صاحبُ الحاشية على الكَشّاف توفِّي سنة 1100 ، وولَدُه يحيى دَرَّسَ بعد أبيه بصَنْعاءَ وصَعْدَةَ . تذنيبٌ : الإنسان أصله إنْسِيَان لأن العرب قاطبةً قالوا في تصغيرِه : أُنَيْسِيَان فدَلَّت الياءُ الأخيرةُ على الياء في تكبيرِه إلاّ أنّهم حذفوها لمّا كَثُرَ في كلامِهم وقد جاءَ أيضاً هكذا في حديث ابن صَيّاد : انْطَلِقوا بنا إلى أُنَيْسِيَانٍ وهو شاذٌّ على غيرِ قياسٍ . ورُوي عن ابنِ عَبّاسٍ Bهما أنه قال : إنّما سُمِّي الإنْسانُ إنْساناً لأنّه عُهِدَ إليه فنَسِي قال الأَزْهَرِيّ : وإذا كان الإنسانُ في أصله إنْسِيَانٌ فهو إفْعِلانٌ من النِّسْيان وقولُ ابن عبّاسٍ له حُجَّةٌ قويّةٌ وهو مثلُ : لَيْل إضْحِيَان من ضَحِيَ يَضْحَى وقد حذفت الياءُ فقيل : إنْسانٌ وهو قولُ أبي الهَيثَم قال الأَزْهَرِيّ : والصوابُ أنّ الإنْسِيانَ فِعْلِيَانٌ من الإنْس والألِفُ فيه فاءُ الفِعل وعلى مِثالِه حِرْصِيَانٌ وهو الجِلْدُ الذي يلي الجِلدَ الأعلى من الحَيَوان . وفي البصائر للمصنِّف : يقال للإنسانِ أيضاً أُنْسان أُنْسٌ بالحَقّ وأُنْسٌ بالخَلْق ويقال : إنّ اشتِقاقَ الإنسان من الإيناس وهو الإبصارُ والعِلمُ والإحساسُ لوُقوفِه على الأشياءِ بطريق العِلمِ ووصولِه إليها بطريق الرُّؤْية وإدراكه لها بوسيلة الحَواسِّ وقيل : اشتقاقُه من النَّوْس وهو التحرُّك سُمِّي لتحرُّكِه في الأمور العِظام وتَصَرُّفِه في الأحوال المُختلِفة وأنواعِ المَصالِح . وقيل : أصلُ الناس النّاسي قال تعالى : " ثمّ أَفيضوا من حَيْثُ أَفاضَ النّاسُ " بالرفعِ والجَرِّ : الجَرُّ إشارةٌ إلى أصله : إشارةٌ إلى عهد آدمَ حيثُ قال : " ولقدْ عَهِدْنا إلى آدَمَ من قَبْلُ فنَسِيَ " وقال الشاعر : .
" وسُمِّيتَ إنْساناً لأنّكَ ناسي وقال الآخَر : .
" فاغْفِرْ فأوَّلُ ناسٍ أوَّلُ النّاسِ وقيل : عَجَبَاً للإنْسانِ كيفَ يُفلِحُ وهو بَيْنَ النِّسْيان والنِّسْوان .
أندلس .
ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : أَنْدُلُس بفتح الهمزة وبضمِّ الدال واللام : قُطْرٌ واسعٌ بالمَغرِب استدرَكَه شَيْخُنا وكذا الآبنُوسُ أما أَنْدُلُسُ فقد أَوْرَدَه المُصَنِّف في دلس تبعاً للصاغانيّ وأمّا آبنُوسُ فصوابُ ذِكرِه في بنس كما سيأتي .
أنكلس .
وأورَدَ صاحبُ اللِّسان هنا أَنْقَلَيْسُ بفتح الهمزة وكسرِها ويقال : أَنْكَلَيْسُ : السَّمَكُ الذي يُشبِهُ الحَيَّةَ وقد ذَكَرَهُما المُصَنِّف في قلس تبعاً للصاغانيّ كما سيأتي .
أوس