قال الزّجّاج : إذا جَمَعْتَ أَمْس على أَدْنَى العَدَد قلتَ : ثلاثَةُ آمُسٍ مثلُ فَلْسٍ وأَفْلُسٍ وثلاثةُ آماسٍ مثلُ فَرْخٍ وأَفراخٍ فإذا كَثُرَتْ فهي الأُمُوسُ مثلُ فَلْسٍ وفُلُوسٍ . ومما يستدرَك عليه : آمَسَ الرَّجُلُ : خالَفَ . قال أَبو سعيد : والنِّسْبَةُ إلى أَمْس إمْسِيٌّ بالكَسر على غير قِياسٍ وهو الأَفصَحُ . قال العَجّاجُ : .
" وجَفَّ عنه العَرَقُ الإمْسِيُّ ورُويَ جَوازُ الفتح عن الفَرَّاءِ كما نقله الصَّاغانِيّ . والمَأْمُوسَةُ : النَّارُ في قول الأَحمر الباهليِّ ولم يُسْمَع إلاّ في شِعره وهي الأَنيسَةُ والمَأْنُوسَةُ كما سيأْتي . وأَماسِيَةُ بفتح الهمزة وتخفيف الميم كُورَةٌ واسِعَةٌ ببلاد الرُّوم منها : العِزُّ مُحَمَّد بن عثمانَ بن صالح رسول الأَماسِيُّ الدِّمَشْقِيُّ الحَنَفِيُّ سَمع في الحِجاز على أَبيه وتوفِّيَ سنة 798 ، ووَلَدُه مُحَمَّد ممَّنْ سَمعَ .
أنس .
الإنْسُ بالكَسْر : البَشَرُ كالإنسان بالكسْر أَيضاً وإنَّما لم يضبطهما لشُهْرتهما الواحِدُ إنْسِيٌّ بالكَسْر وأَنَسِيٌّ بالتحريك . قال مُحَمَّد بن عرَفَة الواسِطِيُّ : سُمِّيَ الإنسِيُّونَ لأَنَّهم يُؤْنَسُونَ أَي يُرَوْنَ وسُمِّيَ الجِنُّ جِنّاً لأَنَّهم مَجْنُونونَ عن رُؤْيَة النّاس أَي مُتَوارُونَ . ج أناسِيُّ ككُرْسِيٍّ وكَراسِيَّ وقيل : هو جَمْعُ إنسانٍ كسِرْحانٍ وسَراحِينَ ولكنَّهم أَبدلوا الياءَ من النُّون كما قالوا للأرانب : أَرانِيّ قاله الفراءُ وقَرَأَ الكسائيُّ ويَحيى بن الحارث قولَه تعالى : " وأَناسِيَّ كَثيراً " بالتَّخفيف أَسقطَ الياءَ التي تكون فيما بينَ عَيْن الفِعل ولامُه مثل : قَراقِيرَ وقَراقِرَ يُبَيِّنُ جَوازَ أَناسِيَ بالتَّخفيف قولهم : أَناسِيَةٌ كثيرةٌ جعلوا الهاءَ عِوَضاً من إحدى ياءَيْ أَناسِيَّ جمع إنسان وقال المُبَرِّدُ : أَناسِيَةٌ جمع إنسِيَّةٍ والهاءُ عِوَضٌ من الياءِ المَحذوفة لأَنَّه كان يجب أَناسيّ بوزن زَنادِيقَ وفَرازِينَ وأَنَّ الهاءَ في زَنادِقَةٍ وفَرازِنَةٍ إنما هي بدَلٌ من الياءِ وأَنَّها لمّا حُذِفَتْ للتخفيف عُوِّضَتْ منها الهاءُ فالياءُ الأُولى من أَناسِيَّ بمنزلة الياء من فَرازينَ وزَناديقَ والياءُ الأَخيرةُ منه بمنزلة القافِ والنُّون منهما ومثل ذلك جَحْجاحٌ وجَحاجِحَةٌ إنَّما أَصلُه جَحاجِيحُ . قد يُجْمَعُ الإنسُ على آناس مثل : إجْلٍ وآجالٍ هكذا ضبطه الصَّاغانِيّ وسيأْتي في نوس أنه أُناسٌ بالضَّمِّ فتأَمَّلْ . والمَرْأَةُ أَيضاً إنْسانٌ وقولُهم : إنسانَةٌ بالهاءِ لُغَةٌ عامِّيّةٌ كذا قاله ابن سِيده وقال شيخُنا : بل هي صحيحةٌ وإن كانت قليلةً ونقله صاحب هَمْع الهَوامِع والرَّضيُّ في شرح الحاجِبِيَّة ونقله الشيخ يس في حواشيه على الأَلفِيَّة عن الشيخ ابن هشام فلا يقال إنَّها عامِّيّةٌ بعدَ تصريح هؤلاءِ الأَئِمَّةِ بوُرودِها وإن قال بعضُهم : إنَّها قليلةٌ فالقِلَّة عند بعضٍ لا تقتضي إنكارَها وأَنَّها عامِّيَّةٌ . انتهى فانْظُرْ هذه مع قول ابن سِيدَه : ولا يُقالُ إنسانَةٌ والعامَّةُ تَقولُه . وسُمِعَ في شِعر بعضِ المُوَلَّدينَ قيل : هو أَبو مَنصور الثَّعالبيُّ صاحبُ اليتيمَة والمُضاف والمَنسوب وغيرهما كما صرَّح به في كتبه مُدَّعِياً أَنَّه لم يُسْبَقْ لمعناه كما قاله شيخُنا وكأَنَّه مُوَلَّدٌ لا يُسْتَدَلُّ به : .
لَقَدْ كَسَتْنِي في الهَوَى ... مَلابِسَ الصَّبِّ الغَزِلْ .
إنسانَةٌ فَتَّانَةٌ ... بَدرُ الدُّجَى منها خَجِلْ .
إذا زَنَتْ عينِي بها ... فبالدُّمُوعِ تَغْتَسِلْ