فلا بدَّ من هذه الأَلف إلى آخِرِ القصيدة . قال ابن سِيدَه : هكذا أَسْماه الخليلُ تأْسيساً جعلَ المَصدرَ اسْماً له وبعضُهم يقول : أَلِفُ التَّأْسيسِ فإذا كان ذلكَ احْتَمَلَ أَن يُريدَ الاسمَ والمَصدرَ وقالوا في الجَمع : تأْسيساتٌ . أَو التَّأْسيسُ : هو حَرفُ القافيةِ الذي هو قبل الدَّخيل وهو أَوَّل جُزءٍ في القافية كأَلِفِ ناصِبِ . وقال ابن جِنِّي : أَلِفُ التَّأْسيس كأَنَّها أَلِفُ القافية وأَصلُها أُخِذَ من أُسِّ الحائطِ وأَساسِه وذلك أَنَّ أَلِفَ التَّأْسيس لتَقَدُّمِها والعناية بها والمُحافظَة عليها كأَنَّها أُسُّ القافية وللأزهريِّ فيه تحقيقٌ أَبْسَطُ من هذا فراجِعْه في التهذيب . يُقال : خُذْ أُسَّ الطَّريقِ وذلك إذا اهْتَديتَ بأَثَرٍ أَو بَعْرٍ فإذا اسْتَبانَ الطّريقُ قيل : خُذْ شَرَكَ الطَّريقِ . أُسْ أُسْ بالضَّمّ : كلمةٌ تُقال للحَيَّة إذا رَقَوْها ليَأْخُذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه فتخضَعُ له وتلينُ . قاله الليث . ومما يُستدرك عليه : أَسَّسَ بالحَرْف : جعلَه تأْسيساً . والأَساسُ كشَدّادٍ : النَّمّامُ . والأُسُّ : المُزَيِّنُ للكَذِب . وفلانٌ أَساسُ أَمرِه الكَذِبُ وهو مَجاز . وكذا قولُهم : مَنْ لم يؤَسِّسْ مُلْكَه بالعدل هدَمَه . وأَسيسٌ كأَمير : حِصْنٌ باليَمَن قاله ياقوت .
ألس .
الأَلْسُ : اختِلاطُ العَقْلِ وقيل : ذَهابُه وبه فُسِّرَ الدُّعاءُ : اللَّهُمَّ إنِّي أَعوذُ بكَ من الأَلْسِ والكِبْرِ . قاله أَبو عُبيدة . أُلِسَ الرجُلُ كعُنِيَ أَلْساً فهو مَأْلُوسٌ أَي مَجنونٌ : ذهبَ عقلُه عن ابن الأَعرابيِّ . وقال غيرُه : أَي ضَعيفُ العَقْلِ قال الرَّاجِز : .
يَتْبَعْنَ مثلَ العُمَّجِ المَنْسُوسِ ... أَهْوَجَ يَمْشي مِشيَةَ المَأْلُوسِ الأَلْسُ : الخِيانَةُ وبه فسَّرَ القُتيبِيُّ حديث الدُّعاءِ السابقَ وخَطَّأَه ابنُ الأَنبارِيِّ . الأَلْسُ أَيضاً : الغِشُّ والخِداعُ والكَذِبُ والَّسرقة . وبالأَوَّل فُسِّرَ قول الشَّاعِر وهو الحُصَيْن بن القَعقاع : .
هُمُ السُّمْنُ بالسَّنُّوت لا أَلْسَ فيهمُ ... وهُم يَمنعونَ جارَهم أَنْ يُقَرَّدا الأَلْسُ : إخطاءُ الرَّأْي وهو من ذَهاب العقل وتَذهيلِه . الثَّلاثةُ عن ابن عَبَّاد . الأَلْسُ : الرِّيبَةُ . الأَلْسُ : تَغَيُّرُ الخُلُق من ريبَةٍ أَو مَرَض . يُقال : ما أَلَسَكَ ؟ . الأَلْسُ : الجُنُون يُقال : إنَّ به لأَلْساً وأَنْشَدَ : .
يا جِرَّتَيْنا بالحَباب حَلْسَا ... إنَّ بِنا أَوْ بكُمُ لأَلْسا كالأُلاسِ بالضَّمِّ أَي كغُراب . وقال ابنُ فارِس : يُقال : هو الذي يَظُنُّ الظَّنَّ ولا يكونُ كذلك . الأَلْسُ : الأَصْلُ السُّوءُ . قال ابن عَبّاد : المَأْلُوسُ : اللَّبَنُ لا يَخْرُجُ زُبْدُه ويَمُرُّ طعمُه ولا يُشْرَبُ من مَرارَته . نقله الصَّاغانِيّ . وإلْياسُ بالكَسْر والفتح وبه قرأَ الأَعرجُ ونُبيح وأَبو وَاقِدٍ والجَرَّاحُ : " وإنَّ إلْيَاسَ " عَلَمٌ أَعْجَمِيٌّ وزادَ في العُباب : لا ينصرفُ للعُجْمَة والتَّعريف . قال الله تعالى : " وإنَّ إلياسَ لُمِنَ المُرْسَلينَ " وقال الجَوْهَرِيّ : اسمٌ أَعجَمِيٌّ . قال شيخُنا : هو فِعْيال من الأَلْس وهو اخْتلاطُ العقلِ . وقيل : هو إفعال من ليس يقال : رجلٌ أَلْيَسُ أَي شُجاعٌ لا يَفِرُّ أَو أَخذوه من ضِدّ الرَّجاءِ ومَدُّوه . والْياسُ بنُ مُضَرَ في التَّحْتيَّة وهو اسمٌ عِبرانيٌّ انتهى . قال الجَوْهَرِيّ : وقد سَمَّت العرَب به وهو الياسُ بنُ مُضَرَ بن نِزار بن مَعَدِّ بن عدنان قال الصَّاغانِيّ : قياسُه إلياسَ النَّبيَّ صلواتُ الله عليه على الْياس بن مُضَرَ في التَّركيب قياسٌ فاسدٌ لأَنَّ ابن مُضَرَ الأَلِف واللام فيه مثلهما في الفضل وكذلك أَخوه النَّاسُ عَيْلانُ وما كان صِفةً في أَصلِه أو مَصدراً فدخولُ الأَلِف واللام فيه غيرُ مُلازمٍ . وأُلَّيْسُ كقُبَّيْطٍ : ة بالأَنبار . كذا في كتاب الفُتوح والعُباب . وفي التَّكملة : مَوضعٌ . قلتُ : وقد جاءَ ذِكرُه في شِعر أَبي مِحْجَنٍ الثَّقفيِّ وكان قد حضرَ غَزاةً بها وأَبْلَى بَلاءً حسَناً فقال :