يريد بالوَحشيّة الرِّيح . يقول : الرِّيح تَصْفُقُني . وبَصيرة الخ أي هذه الريح مَن أَشْرَفَ لها أصابَتْه إلاّ أن يَسْتَتِرَ تدخل في ثيابه والمُراد بالعَزيزة العُقاب وبالفِراش وَكْرُها ورَوْثَةُ أَنْفِها أي طرف أَنْفِها . يعني مِنقارَها أراد : لم أَزَلْ أَعْلُو حتى بَلَغْت وَكْرَ الطَّيْر . والمِخْصَف : الذي يُخصَف به كالإشْفى ويُروى عَزيبة وهي التي عَزَبَت عمّن أرادها ويُروى أيضاً غَريبة بالغَيْن والراء وهي السَّوداء كما نقله السُّكَّريّ في شَرْحِ ديوان الهُذليِّين . ويقولون للرجل : تُحبُّني ؛ فيقول : لَعَزَّما أي لَشَدَّما ولَحَقَّ ما كذا في الأساس . يقولون : فلان جِئْ به عَزَّاً بَزَّاً أي لا مَحالة أي طَوْعَاً أو كَرْهَاً . قال ثعلب في الكلام الفَصيح : إذا عَزَّ أخوك فهُنْ والعربُ تقولُه وهو مثَلٌ أي إذا تعَظَّمَ أخوك شامِخاً عليك فهُن فالتَزِم له الهَوان وقال الأَزْهَرِيّ : المعنى : إذا غَلَبَك وقَهَرَك ولم تُقاوِمه فلِنْ له : أي تَواضَع له فإن اضطرابَك عليه يزيدُك ذُلاًّ وخَبالاً . قال أبو إسحاق : الذي قاله ثعلب خطأٌ وإنّما الكلام : إذا عَزَّ أخوك فهِنْ . بكسرِ الهاءِ معناه : إذا اشتدَّ عَلَيْك فهِنْ له ودارِه . وهذا من مكارم الأخلاق . وأمّا هُنْ بالضمّ كما قاله ثَعْلَب فهو من الهَوان والعرب لا تَأْمُر بذلك لأنّهم أَعِزَّةٌ أَبَّاؤُونَ للضَّيْم . قال ابنُ سِيدَه : إن الذي ذهبَ إليه ثَعْلَبٌ صحيحٌ لقولِ ابنِ أحمر : .
وقارِعَةٍ من الأيّامِ لولا ... سَبيلُهمُ لَزاحَتْ عنك حِينا .
دَبَبْتُ لها الضَّرَاءُ فقلتُ أَبْقَى ... إذا عَزَّ ابنُ عمِّك أن تَهونا ومن عَزَّ بَزَّ . أي من غَلَبَ سَلَبَ وهو أيضاً من الأمثال وقد تقدّم في بزز . والعَزيز كأمير المَلِك مَأْخُوذٌ من العِزّ وهو الشِّدَّة والقَهْر وسُمِّي به لِغَلَبَتِه على أهلِ مَمْلَكَتِه أي فليس هو من عِزَّةِ النَّفس . العَزيزُ أيضاً : لقَبُ مَن مَلَكَ مِصرَ مع الإسكَنْدَرِيَّة كما يقال النَّجاشيّ لمن مَلَكَ الحَبَشة وقَيْصَر لمن مَلَكَ الرُّوم وبهما فُسِّر قَوْله تَعالى : " يا أيُّها العَزيزُ مَسَّنا وأَهْلَنا الضُّرُّ " . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَزيز : من صِفات اللهُ تعالى وأسمائِه الحُسنى قال الزَّجَّاج : هو المُمْتَنِعُ فلا يَغْلِبُه شيءٌ . وقال غيره : هو القويُّ الغالِبُ كلِّ شيء وقيل : هو الذي ليس كمِثله شيءٌ . ومن أسمائِه عزَّ وجلَّ : المُعِزّ وهو الذي يَهَب العِزَّ لمن يشاء من عِبادِه . والتَّعَزُّز : التَّكَبُّر ورجلٌ عَزيزٌ : مَنيعٌ لا يُغلَب ولا يُقهَر وقَوْلهُ تَعالى : " وإنّه لكِتابٌ عَزيزٌ لا يأتيهِ الباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْه ولا مِن خَلْفِه " أي حُفِظَ وعَزَّ من أن يَلْحَقَه شيءٌ من هذا . وعِزٌّ عَزيزٌ على المُبالَغة أو بمعنى مُعِزّ قال طَرَفَةُ : .
ولو حَضَرَتْه تَغْلِبُ ابنَةُ وائِلٍ ... لكانوا له عِزَّاً عَزيزاً وناصِرا وكلمةٌ شَنْعَاءُ لأهلِ الشِّحْر يقولون : بعِزَّى لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّك كقولِك : لَعَمْري ولَعَمْرُك . وفي حديث عمر : " اخْشَوْشِنوا وتَمَعْزَزوا " أي تشَدَّدوا في الدِّين وتصَلَّبوا . من العِزّ القُوَّة والشِّدّة . والميم زائدة كَتَمَسْكَن من السُّكون وقيل : هو من المَعَز وهو الشِّدّة وسيأتي في مَوْضِعه ويُروى : وتَمَعْدَدوا . وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه . وعَزَّزْتُ القَوم : قَوَّيْتُهم . والأَعِزَّاء : الأَشِدَّاء وليس من عِزَّةِ النَّفْس . ونقلَ سيبويه : وقالوا : عَزَّ ما أنّك ذاهِبٌ . كقولِك : حقَّاً أنّك ذاهب . والعَزَز مُحرّكة : المكانُ الصُّلْبُ السريعُ السَّيْل . وأرضٌ عَزازَةٌ وعَزَّاء : مَعْزُوزة أنشد ابْن الأَعْرابِيّ : .
عَزازَة كلِّ سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ ... لكلِّ عَزازةٍ سالَتْ قَرارُ