عَزَّ الرجلُ يَعِرُّ عِزَّاً وعِزَّةً بكسرِهما وعَزَازَةً بالفَتْح : صار عَزيزاً كتَعَزَّزَ ومنه الحديث : قال لعائشة : " هل تَدْرِين لمَ كان قَوْمُك رَفعوا بابَ الكعبةِ قالت : لا . قال : تَعَزُّزاً لا يَدْخُلها إلاّ من أرادوا " أي تكَبُّراً وتَشدُّداً على الناس وجاء في بعض نسخِ مُسلِم : تَعَزُّراً بالراء بعد الزاي من التَّعْزِير وهو التَّوْقير . قال أبو زَيْد : عَزَّ الرجل يَعِزُّ عِزَّاً وعِزَّةً إذا قَوِيَ بعد ذلَّةٍ وصار عَزيزاً . وأعَزَّه اللهُ تعالى : جَعَلَه عَزيزاً وعَزَّزَه تَعْزِيزاً كذلك ويقال : عَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم : قَوَّيْتُهم وشدَّدْتُهم وفي التنزيل : " فعَزَّزْنا بثالثٍ " أي قوَّيْنا وشَدَّدنا وقد قُرِئَت : فَعَزَزْنا بالتخفيف كقولك : شَدَدْنا . والعِزّ في الأصل القُوَّةُ والشِّدَّة والغلَبَة والرِّفْعة والامْتِناع . وفي البَصائر : العِزَّة : حالةٌ مانعةٌ للإنسان من أن يُغلَب وهي يُمدَح بها تارةً ويُذَمُّ بها تارةً كعِزَّة الكُفّار : " بل الذين كَفروا في عِزَّةٍ وشِقاق " ووَجهُ ذلك أنّ العِزَّة لله ولرسوله وهي الدائمةُ الباقية وهي العِزَّة الحقيقية والعِزَّةُ التي هي للكفّار هي التَّعَزُّز وفي الحقيقة ذُلّ لأنّه تشَبُّع بما لم يُعطَه وقد تُستَعار العِزّة للحَمِيَّة والأنَفَة المذمومة وذلك في قَوْلهُ تَعالى : " وإذا قيل له اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْه العِزَّةُ بالإثْم " عَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزَّاً وعِزَّةً وعَزازَة : قَلَّ فلا يكادُ يُوجَد وهذا جامِعٌ لكلِّ شيءٍ فهو عَزيزٌ قليلٌ . وفي البَصائر : هو اعْتِبار بما قيل : كلّ موجودٍ مَمْلُولٌ وكلّ مَفْقُودٍ مَطْلُوبٌ ج عِزَازٌ بالكسر وأَعِزَّةٌ وأَعِزَّاء . قال اللهُ تعالى : " فَسَوْفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهم ويُحبِّونَه أَذِلَّةٍ على المؤمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين " أي جانبُهم غليظٌ على الكافرين لَيِّنٌ على المؤمنين وقال الشاعر : .
بِيضُ الوجوهُ كَريمةٌ أَحْسَابُهم ... في كلِّ نائبةٍ عِزازُ الآنِفِ ولا يقال عُزَزاء كراهيةَ التّضعيف وامْتِناعُ هذا مُطَّرِد في هذا النحو المُضاعَف . قال الأَزْهَرِيّ : يتذَلَّلون للمؤمنين وإن كانوا أَعِزَّةً وَيَتَعزَّزون على الكافرين وإن كانوا في شَرَفِ الأحسابِ دونَهم . عَزَّ الماءُ يَعِزُّ بالكسر أي سال وكذلك مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضّ . عَزَّت القَرحةُ تَعِزُّ بالكسر إذا سالَ ما فيها . ويقال : عَزَّ عليَّ أن تَفْعَلَ كذا وعَزَّ عليّ ذلك أي حَقَّ واشتدَّ وشَقّ وكذا قولُهم : عَزَّ عليَّ أن أسوءَك . أي اشتدّ كما في الأساس يَعِزُّ ويَعَزُّ كيَقِلّ ويَمَلّ أي بالكسر وبالفَتْح يقال : عَزّ يَعَزُّ بالفَتْح إذا اشتدَّ وعَزَزْتُ عليه أَعِزُّ من حدِّ ضَرَبَ أي كَرُمْت عليه نقله الجَوْهَرِيّ . وأُعْزِزْتُ بما أصابكَ بالضمّ أي مَبْنِيّاً للمَجهول أي عَظُم عليَّ . ويقال : أَعْزِزْ عليَّ بذلك أي أَعْظِمْ ومعناه عَظُمَ عَلَيَّ ومنه حديث عَلِيّ رَضِيَ الله عنه لمّا رأى طَلْحَةَ قَتيلاً قال : " أَعْزِزْ عَلَيَّ أبا مُحَمَّد أنْ أراكَ مُجَدَّلاً تحت نجومِ السماء " . والعَزُوز كصَبُور : الناقةُ الضَّيِّقَةُ الإحليل لا تَدِرُّ حتى تُحلَب بجهْد وكذلك الشاة ج عُزُزٌ بضمَّتَيْن كصَبور وصُبُر ويقولون : ما العَزُوز كالفَتوح ولا الجَرور كالمَتوح أي ليست الضيِّقةُ الإحليل كالواسعَتُه والبعيدةُ القَعْرِ كالقَريبَته وقد عَزَّتْ تَعُزُّ كمَدَّ يَمُدُّ عُزوزاً كقُعود وعِزازاً بالكسر وعَزُزَت ككَرُمَت قال ابْن الأَعْرابِيّ : عَزُزَت الشاةُ والناقةُ عُزُزاً شديداً بضمَّتَيْن إذا ضاقَ خَلِفُها ولها لبَنٌ كثيرٌ . قال الأَزْهَرِيّ : أَظْهَر التَّضعيف في عَزُزَت ومِثلُه قليل قد أَعَزَّت إذا كانت عَزوزاً كذلك تعَزَّزَت والاسم العَزَز والعَزَاز . وعَزَّه يعُزّه عَزَّاً كمَدَّه : قَهَرَه وغَلَبَه في المُعازَّة أي المُحاجَّة . قال الشاعرُ يَصِفُ جمَلاً : .
يعُزُّ على الطريقِ بمَنْكَبَيْه ... كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداحِ