قال ابنُ سِيدَه : وعندي أنّ النَّغِرَة هنا : الغَضْبى لا الغَيْرى لقولِه أَغَيْرى أنتِ أم نَغِرَة فلو كانت النَّغِرَةُ هنا هي الغَيْرى لم يُعادِل بها قولَه أَغَيْرى أنتِ كما لا تقولُ للرجل : أقاعدٌ أنتَ أم جالسٌ . ونَغَّرَ بها تَنْغِيراً : صاحَ بها الضَّمير راجعٌ إلى الناقةِ وأقرَبُ المذكورين هنا المرأةُ وهو خلاف ما في أصول اللغة فكان الأَحرى أنْ يذكر هذا بعد قوله : والنّاقة إلخ . قال الراجز : .
" وعَجُزٌ تَنْغِرُ للتَّنْغيرِ يعني تُطاوِعه على ذلك . نَغَّرَ الصبيُّ تَنْغِيراً : دَغْدَغه نقله الصَّاغانِيّ . والنُّغَر كصُرَد : البُلْبُل عند أهل المدينة أو فِراخُ العصافير واحدتُه نُغَرَةٌ كهُمَزَة . قيل : النُّغَر : ضَرْبٌ من الحُمَّر حُمْرُ المَناقيرِ وأصولِ الأَحْناكِ أو ذُكورُها وقال شَمِرٌ : النُّغَر : فَرْخُ العُصْفورِ تراه أبداً ضاوِياً . وقيل : هو من صغار العصافير ج نِغْرانٌ كصُرَدٍ وصِرْدان قال الشاعر يَصِفُ كَرْمَاً : .
يَحْمِلْنَ أَزْقَاقَ المُدامِ كأنَّما ... يَحْمِلْنَها بأظافِرِ النِّغْرانِ وبتصغيرِها جاءَ الحديثُ : " أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلَّم قال لبُنَيٍّ كان لأبي طَلْحَة الأنصاريّ وكان له نُغَرٌ فماتَ : يا أبا عُمَيْر ما فَعَلَ النُّغَيْر " . والنُّغَر : أولادُ الحَوامِل إذا صَوَّتَتْ ووَزَّغتْ أي صارتْ كالوَزَغ في خِلقَتِها صِغَرٌ . وقال الأَزْهَرِيّ : هذا تصحيفٌ وإنّما هو النُّعَرُ بالعَيْن . ونَغِرَ من الماء كفَرِح نَغَرَاً : أَكْثَرَ كمَغِرَ بالميم . وأَنْغَرتْ البيضةُ : فَسَدَتْ نقله الصَّاغانِيّ أَنْغَرت الشاةُ لغةٌ في أَمْغَرتْ وذلك إذا احمرَّ لَبَنُها ولم تُخرِط أو نزلَ مع لبنِها دمٌ . وقال اللِّحْيانيّ هو أن يكون في لبنِها شُكْلَةُ دمٍ . وقال الأصمعيّ : أَمْغَرتْ الشاةُ وأَنْغَرت وهي شاةٌ مُنغِرٌ ومُمْغِرٌ إذا حُلِبَت فخرجَ مع لبنِها دمٌ وإذا اعْتادَتْ فمِنْغارٌ ومِمْغارٌ . منَ المَجاز : جُرحٌ نَغَّارٌ ونَعَّارٌ وتَغَّارٌ كشَدَّاد في الكلّ : يسيل منه الدمُ وفي الأساس : جَيَّاشٌ بالدّم . وقال الصَّاغانِيّ : نَعَرَ الدمُ وَنَغَر وَتَغَرَ كلّ ذلك إذا انفجَرَ . قلتُ : وقال أبو عمرو : جرْح نَغَّارٌ : سَيَّال وما ذَكَرَه الصَّاغانِيّ فقد نَقَلَه أبو مالكٍ . وقال العُكْلِيُّ : شَخَبَ العِرقُ وَنَغَر وَنَعَرَ قال الكُمَيْت بن زيد : .
وعاثَ فيهِنَّ مِن ذي لِيَّةٍ نُتِقَتْ ... أو نازِفٌ من عروقِ الجَوفِ نَغَّارُ أبو زُهَيْر يَحْيَى بنُ نُغَيْر النُّمَيْريّ كزُبَيْر ويقال : الأنْماريّ ويقال : التَّميميّ ويقال : ابن نُفَيْر بالفاءِ كذا في نسختنا . وفي التَّكْملَة بالقاف ومثله في التَّبْصير صَحابيٌّ روى عنهُ الحِمْصِيُّون . وَتَنَغَّرَ عليه : تَنَكَّرَ أو تَذَمَّرَ وقيل : غَلا جوفُه عليه من الغيظ . وهو مَجاز . والنَّغَر محرَّكة : عَيْنُ الماءِ المِلحِ نقله الصَّاغانِيّ . والتَّناغُر : التَّناكُر وهو مَجاز . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : نَغَّرْتُ منه تَنْغِيراً : صِحْتُ استدركه الصَّاغانِيّ . ونَغِرَ الرجلُ كفَرِحَ نَغَرَاً : حَقَدَ . وَنَغَرَ الشيءُ ونَغِرَ نَغَرَاً ونَغيراً : صَوَّتَ عن ابن القَطَّاع . ونَغَرُ محرَّكةً : مدينةٌ بالسِّنْد بينها وبين غَزْنِين ستّةُ أيّام . وكشَدَّاد نَغّار بن كَعْب بن دُلَفَ بن جُشَم بن قَيْسِ بن سَعْد : نقله الحافظ .
نفر .
النَّفْر بالفتح : التَّفَرُّق وهو مجاز ومنه المثَل : لَقِيتُه قبل كلِّ صَيْحٍ وَنَفْر . أي أوَّلاً . والصَّيْح : الصِّياح والنَّفْر : التَّفَرُّق . النَّفْرُ : جَمْعُ نافِر كصاحب وَصَحْب وزائر وَزَوْر وبه فسّر ابنُ سِيدَه قولَ أبي ذُؤَيْب : .
إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفُرَها ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها