: تأمَّله بعَيْنِه هكذا فسَّره الجَوْهَرِيّ . وفي البَصائر : والنظر أيضاً تَقليبُ البَصيرةِ لإدراكِ الشيءِ ورُؤيتِه وقد يُراد به التَّأَمُّل والفَحْص وقد يُراد به المعرفةُ الحاصلةُ بعد الفحْص . وقَوْلُهُ تَعالى : " انْظُروا ماذا في السَّماوات " أي تأمّلوا . واستعمال النَّظَر في البَصَر أكثرُ استعمالاً عند العامّة وفي البصيرة أكثر عند الخاصّة . ويقال : نَظَرْتُ إلى كذا إذا مَدَدْتَ طَرْفَكَ إليه رَأَيْتَه أو لم تَرَهْ ونَظَرْتُ إذا رأيته وتَدَبَّرْته ونظرْتُ في كذا : تأمَّلته كَتَنَظَّره وانْتَظَره كذلك كما سيأتي . نَظَرَتِ الأرضُ : أَرَتِ العينَ نباتَها نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . وفي الأساس : نَظَرَتِ الأرضُ بعَيْن وبعَيْنَيْن : ظَهَرَ نباتُها . نَظَرَ لهم : أي رَثَىَ لهم وأعانهم نقله الصَّاغانِيّ وهو مجاز . نَظَرَ بَيْنَهم أي حَكَمَ . والنَّاظِرُ : العَيْنُ نَفْسُها أو هو النُّقطةُ السوداءُ الصافية التي في وَسط سَواد العين وبها يَرى النَّاظِرُ ما يُرى أو البصرُ نَفْسُه وقيل : النّاظِرُ في العين كالمِرآة التي إذا استقبلْتَها أبصرتَ فيها شَخْصَك أو عِرْقٌ في الأنفِ وفيه ماءُ البصر قاله ابنُ سِيدَه قيل : النّاظر : عَظْمٌ يَجْرِي من الجبهةِ إلى الخياشيم نقله الصَّاغانِيّ . والنّاظِران : عِرْقانِ على حَرْفَيْ الأنفِ يسيلان من المُؤْقَيْن وقيل : هما عِرْقان في العين يَسقيان الأنفَ وقيل : هما عِرْقان في مَجْرَى الدمعِ على الأنفِ من جانِبَيْه وهو قول أبي زيد . وقال ابن السِّكِّيت : هما عِرْقان مُكْتَنِفا الأنف وأنشد لجَرير : .
وأشْفي من تَخَلُّجِ كلّ جِنٍّ ... وأكْوي النَّاظِرَيْنِ من الخُنانِ وقال آخر : .
ولقد قطعت نواظر أو جمعتها ... ممن تعرض لي من الشعراء وقال آخر : .
قليلةُ لَحْمِ النَّاظِرَيْنِ يَزينُها ... شبابٌ ومَخفوضٌ من العيشِ باردُ