النَّجْر : سَوْقُ الإبلِ شديداً . يقال : نَجَرَ الإبلَ يَنْجُرها نَجْرَاً : ساقَها سَوْقَاً شديداً . قال الجَوْهَرِيّ : نَجْرٌ : عَلَمُ أرضَيْ مكَّة والمَدينة شرَّفهما اللهُ تعالى . منَ المَجاز : النَّجْر : المُجامَعَة وقد نَجَرَها نَجْرَاً : نَكَحَها . النَّجْر : اتخاذُ النَّجيرة . يقال للمرأة : انْجُري لصِبْيانك ولرِعائِك أي اتَّخِذي لهم النَّجيرةَ من الطَّعام . النَّجْر بالتحريك : عَطَشُ الإبلِ والغنَمِ عن أَكْلِ الحِبَّةِ وهي بُزور الصحراء فلا تكاد تَرْوَى من الماءِ فَتَمْرَضُ عنه فتموت . وهي إبلٌ نَجْرَى ونَجارى كسَكْرى وسَكارى ونَجِرَةٌ كفَرِحَة . يقال : نَجِرَت الإبلُ ومَجِرَتْ أيضاً . وقد ذُكر في محلِّه . قال أبو محمد الفَقْعَسِيُّ : .
حتى إذا ما اشتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ ... وَرَشَفتْ ماءَ الإضاءِ والغُدُرْ .
ولاحَ للعينِ سُهَيْلٌ بِسَحَرْ ... كشُعلَةِ القابِسِ يَرْمِي بشَرَرْ يصفُ إبلاً أصابها عطشٌ شديد . واللُّوبان : شِدَّةُ العَطَش قال يعقوب : وقد يُصيب الإنسانَ النَّجَر وقال ابْن الأَعْرابِيّ : النَّجَر والنَّجَران : العَطشُ وشدَّةُ الشُّرْب . وقيل : هو أن تمتلئَ بَطْنُه من شُربِ الماءِ واللَّبَنِ الحامِض فلا يَرْوَى من الماء وقد نَجِرَ نَجَرَاً فهو نَجِر . والنُّجارة بالضم : ما انتحت من العود عند النجر وصاحبة النجار وحرفتة النجار بالكسر على القياس والنجران بالفتح الخَشَبَة التي تَدُور فيها رِجلُ الباب . قال الشاعر : .
صَبَبْتُ الماءَ في النَّجْرانِ صَبَّا ... تَرَكْت البابَ ليس له صريرُ وهكذا قولُ ابن دُرَيْد وقال ابْن الأَعْرابِيّ : يقال لأنفِ البابِ الرِّتاج ولدَرَوَنْدِه : النَّجْران ولمِتْرِسِه : النِّجاف . نَجْرَان بلا لامٍ : ع باليمن يُعَدُّ من مَخاليف مكّة فُتح سنةَ عَشْرٍ من الهجرةِ صُلْحاً على الفيءِ سُمِّي بنَجْران بن زَيْدَان بن سبإ . قلت : إن كان المُراد بسبإ هو عبد شمسِ بن يَشْجُب بنِ يَعْرُب بن قَحْطَان فَوَلَدُه حِمْيَرٌ وكَهْلانُ باتِّفاق النَّسَّابة . وقال قومٌ من النَّسَّابين : ومراءُ بن سبإٍ وهو أبو شَعْبَان وصَريحان قبيلتان وليس لسبإ ولَدٌ اسمه زَيْدَان . وإن كان المراد به سبأ الأصغر فَمِنْ ولدِه زَيْدُ بن سَدَد بن زُرْعة بن سبإ . فلينظر ثمّ رأيت ياقوتاً ذهبَ في المُعجَم إلى ما ذهبْت إليه وتوقّف في سياق هذا النَّسَبِ على الوجهِ المتقدِّم بعد أنْ نَسَبَه إلى كتاب ابن الكَلْبِيّ . قال : وفي كتاب غيرِه : نَجْرَان بن زَيْدِ بن سبأ . قلت : وفي نَجْرَان هذا يقول الأخْطَل : .
مِثل القَنافِذِ هَدَّاجونَ قد بَلَغَتْ ... نَجْرَانُ أو بَلَغَتْ سَوآتِهِم هَجَرُ القافِيةُ مرفوعة وإنّما السَّوْاة هي البالغة . إلا أنه قلبها ويقول الأعشى : .
وكَعْبَة نَجْرَانَ حَتْمٌ عَلَي ... كِ حتى تُناخي بأَبْوابِها .
نَزورُ يَزيدَ وعبدَ المَسيحِ ... وقَييْساً همُ خير أَرْبَابِها