المَكْرُ : الخديعةُ والاحتيال . وقال الليث : احتيالٌ في خُفْيَةٍ . وقد مَكَرَ يَمْكُرُ مَكْراً . ومَكَرَ به : كادَه . قال ابن الأَثير : مَكْرُ الله إيقاعُ بلائِه بأَعدائه دونَ أَوليائِه وقيل : هو استدراجٌ للعبيد بالطّاعات فيُتَوَهَّم أنها مقبولةٌ وهي مردودَةٌ . وقال الليث : المَكْرُ من الله تعالى جَزاءٌ سُمِّيَ باسم مَكْرِ المُجازَى . وقال الرّاغب : مكْرُ الله : إمهالُه العبدَ وتمكينُه من أَعراض الدُّنيا . قيل : هو والكيْد مترادفانِ . وفي الفروق لأَبي هِلال العسكريّ أَنَّهما مُتَغايِران . وهو يَتَعَدَّى بنفسه كما قاله الزّمخشريّ وبالباء كما اختاره أَبو حيّان قاله شيخُنا . وفي البصائر : المَكْرُ ضَرْبان : مَحمودٌ وهو ما يُتَحَرَّى به أَمْرٌ جميلٌ وعلى ذلك قولُه تعالى : " واللَّهُ خَيْرُ المَاكِرينَ " ومذمومٌ وهو ما يُتَحَرَّى به فعلٌ ذميمٌ نحو قوله تعالى : " لا يَحيقُ المَكْرُ السّيِّءُ إلاّ بأَهلِه " . وهو ماكِرٌ ومَكَّارٌ كشَدّادٍ ومَكُورٌ كصَبور . والمَكْرُ : المَغَرَةُ والمَمْكورُ : الثوبُ المصبوغُ به كالمُمْتَكِر وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ إذا صُبِغَ . والمَكْرُ : حُسْنُ خَدَالَةِ السّاقينِ عن ابن سِيدَه أي في المَرأَة وقد مَكُرَتْ بالضّمِّ . والمَكْرُ : الصَّفيرُ وصوتُ نَفْخِ الأَسَدِ . والمَكْرُ : سَقْيُ الأَرضِ يقال : امْكُروا الأَرضَ فإنَّها صُلْبَة ثمَّ احرُثوها يريد : اسقُوها . والمَكْوَرَّى بالفتح : اللَّئيمُ عن أبي العَمَيْثَل الأَعرابيّ وقال الأَزْهَرِيّ : رجُلٌ مَكْوَرَّى نعت للرجُل يقال هو القصير اللئيمُ الخِلْقَةِ . ويقال في الشَّتيمة : ابنُ مَكْوَرَّى وهو في هذا القول قَذْف كأَنها توصَف بِزَنْيَة قال أبو منصور : هذا حرف لا أَحفَظه لغير الليث فلا أَدري أَعرَبيٌّ هو أَم أَعجميّ أو الصَّواب ذِكره في كور قال ابن سِيدَه : ولا أُنكِرُ أَن يكونَ من المَكْر الذي هو الخديعة قلتُ : وقد تقدّم في كَور أَنَّه مَفْعَلَّى كما قاله ابن السَّرّاج لفَقْد فَعْلَلَّى . فَراجعْه . ومَكَرَ أَرْضَهُ يَمْكُرُها مَكْراً : سقاها فهي مَمْكورة . والمَكْرَةُ بالفتح : نَبْتَةٌ غَبراءُ مُلَيْحاءُ تُنْبِتُ قَصَداً كأَنَّ فيها حَمْضاً حين تُمْضَغ تَنبتُ في السَّهل والرَّمل لها ورَق وليس لها زَهْرٌ ج مَكْرٌ ومُكُورٌ الأَخير بالضَّمّ وإنّما سُمِّيَت بذلك لارتِوائها ونُجوع السَّقي فيها . وقد تقع المُكُورُ على ضُروبٍ من الشَّجَر كالرُّغْل ونحوِه . قال العجَاج : .
" يَسْتَنُّ في عَلْقَى وفي مُكُورِ وقال الكُمَيْت يصف بَكْرَة : .
تَعاطَى فِراخَ المَكْرِ طَوْراً وتارَةً ... تُثيرُ رُخاماها وتَعْلَقُ ضالَها فِراخُ المَكْرِ : ثَمَرُه وقال ابن الأَعرابيّ : المَكْرَةُ الرُّطَبَةُ الفاسِدَةُ . وقال ابن سيدَه : المَكْرَةُ : الرُّطَبَةُ التي قد أَرطَبت كلُّها وهي مع ذلك صلبةٌ لم تنهضِم عن أبي حنيفة والمَكْرَةُ أَيضاً : البُسْرَةُ المُرْطِبَةُ وهي مع ذلك صُلْبَةٌ ولا حلاوةَ لها . ونَخلةٌ مِمكارٌ : تُكْثِرُ من ذلك والأَوْلَى : يَكْثُر ذلك من بُسْرِها . والمَمْكورُ : الأَسَدُ المُتَلَطِّخُ بدِماءِ الفَرائسِ كأَنَّه مُكِرَ مَكْراً أي صُبِغَ بالمَكْر أي طُلِيَ بالمَغْرَة قاله ابن بَرِّيّ . والمَمْكورَةُ : المَطْوِيَّةُ الخَلْقِ من النِّساءِ وقد مُكِرَتْ مَكْراً قاله ابن القطّاع . وقيل : هي المستديرةُ السّاقَينِ أو المُدْمَجَةُ الخَلقِ الشَّديدةُ البَضْعَةِ قاله ابن سِيده وقيل : ممْكُورَةٌ : مُرتَوِيَة الساقِ خَدْلَةٌ شُبِّهَت بالمَكْرِ من النّبات . والماكِرُ : العِيرُ تَحملُ الزَّبيب . ومَكِرَ كَفَرِحَ : احْمَرَّ مثل مَغِرَ . يقال : أَمْغَرُ أَمْكَرُ . والتَّمْكيرُ : احتِكارُ الحُبوبِ في البيوت نقله الصَّاغانِيّ . وامْتَكَرَ : اخْتَضَبَ وقد مَكَرَه فامْتَكَرَ أي خَضَبَه فاخْتَضَبَ قال القطاميّ : .
بِضَرْبٍ تَهلِكُ الأَبطالُ مِنْهُ ... وتَمْتَكِرُ اللِّحَى منه امْتِكارا