وقال الزمخشريّ : كَسَرَ كُسوراً إذا لم تَذْكُر الجَناحَيْن وهذا يدلُّ على أنَّ الفِعْلَ إذا نُسي مَفْعُوله وقُصِد الحَدَث نَفْسُه جَرَىَ مَجْرَى الفِعْل غَيْرِ المتعدِّي . من المَجاز : عُقابٌ كاسرٌ وبازٍ كاسِرٌ . وأنشد ابن سِيدَه : .
كأنَّها بَعْدَ كَلالِ الزاجِرِ ... ومَسْحِهِ مرُّ عُقابٍ كاسِرِ أراد : كأنَّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ . وفي حديث النعمان : كأنَّها جَناحُ عُقابٍ كاسِرٍ هي التي تَكْسِر جَناحَيْها وتضمُّهما إذا أرادتْ السُّقوط . من المجاز : كَسَرَ الرجلُ مَتَاَعهُ إذا باعَهُ ثَوْبَاً ثَوْبَاً عن ابنِ الأَعرابي . أي لأنَّ بَيْعَ الجُمْلة مُرَوِّجٌ للمَتاع . من المَجاز : كَسَرَ الوِساد إذا ثَنَاه واتَّكأَ عليه ومنه حديث عمر : " لا يزالُ أحدُهم كاسِراً وِسادَه عند امرأةٍ مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إليه " أي يَثْنِي وِسادَه عندها ويتَّكِئُ عليها . ويأخُذ معها في الحديث . والمُغْزِيَة : التي غزا زَوْجُها . قاله ابنُ الأثير . والكَسْر بالفتح ويُكسَر والفتح أعلى : الجُزْءُ من العُضْوِ أو العضوُ الوافِرُ وقيل : هو العُضْو الذي على حِدَتِه لا يُخلَط به غيرُه أو نِصْفُ العَظْمِ بما عليهِ من اللَّحْمِ قال الشاعر : .
وعاذِلَةٍ هبَّت عليَّ تلومُني ... وفي كَفِّها كَسْرٌ ابح رّذومُ أو عَظْمٌ ليس عَلَيْه كَثيرُ لَحْمٍ قاله الجوهريّ وأنشد البيت هذا قال : ولا يكون ذلك إلاّ وهو مَكْسُور . وقال أبو الهيثم : يقال لكلِّ عَظْمٍ : كَسْرٌ وكِسْرٌ وأنشد البيت أيضاً والجمعُ من كلّ ذلك أَكْسَارٌ وكُسور . وفي حديث عمر Bه : " قال سَعْدُ بنُ الأخْزَم أَتَيْتُه وهو يُطعِم الناسَ من كُسورِ إبل " أي أعضائِها . قال ابنُ سِيدَه وقد يكون الكَسْرُ من الإنسان وغيره وأنشد ثَعْلَب : .
قد أَنْتَحي للنَّاقةِ العَسيرِ ... إذ الشبابُ لَيِّنُ الكُسورِ فَسَّره ابنُ سِيدَه فقال : إذ أعضائي تُمَكِّنُني .
الكَسْر والكِسْر : جانِبُ البيت وقيل : هو ما انْحَدر من جانبَي البَيْت عن الطريقتَيْن ولكلِّ بيتٍ كِسْران . الكَسْر بالفتح : الشُّقَّةُ السُّفْلى من الخِباء قال أبو عُبَيْد : فيه لُغتان : الفتح والكَسْر أو ما تَكَسَّر وتَثَنَّى على الأرض منها . وقال الجوهريُّ : الكِسْر بالكَسْر : أَسْفَلُ شُقَّة البيتِ التي تلي الأرضَ من حَيْثُ يُكسَر جانِباه من عن يمينك ويسارك عن ابن السِّكِّيت . الكَسْر : الناحيةُ من كلّ شيءٍ حتى يُقال لناحِيَتَيِ الصحراءِ كِسْراها ج أَكْسَارٌ وكُسورٌ . قولهم : فلانٌ مُكاسِرِي أي جاري . وقال ابن سِيدَه : هو جاري مُكاسِري ومؤاصِري أي كِسْرُ بَيْتِه إلى كِسْرِ بَيْتِي ولكل بيتٍ كِسْرانِ عن يمين وشِمال . وكِسْرُ قَبيحٍ بالكَسْر : عَظْمُ الساعِدِ ممّا يلي النِّصْفَ منه إلى المِرْفَق قاله الأُمويّ وأنشد شَمِر : .
لو كنتَ عَيْرَاً كنتَ عَيْرَ مَذَلَّةٍ ... أو كنتَ كِسْراً كنتَ كِسْرَ قَبيحِ وَأَوْردَ الجَوْهَرِيّ عَجُزَه : ولو كنتَ كِسْراً قال ابنُ برّيّ : البيتُ من الطويل وَدَخَله الخَرْمُ من أوَّلِه . قال : ومنهم من يَرْوِيه : أو كنتَ كِسْراً . والبيتُ على هذا من الكامِل يقول : لو كنتَ عَيْرَاً لكنتَ شَرَّ الأعْيار وهو عيرُ المَذَلَّة والحَمِيرُ عندهم شرُّ ذَواتِ الحافِر ولهذا تقول العرب : شرُّ الدوابِّ مالا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى يَعْنُون الحمير . ثم قال : ولو كنتَ من أعضاءِ الإنْسان لكنتَ شَرَّها لأنه مُضافٌ إلى قَبيح والقَبيح هو طَرَفُه الذي يلي طَرَفَ عَظْمِ العَضُد . قال ابنُ خالَوَيْه : وهذا النَّوع من الهِجاء هو عندهم من أَقْبَحِ ما يُهجى به قال : ومثلُه قولُ الآخَر : .
لو كنتُمْ ماءً لكنتُمْ وَشَلا ... أوْ كنتُم نَخْلاً لكنتُم دَقَلا وقولُ الآخَر : .
لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَريرا ... أو كنتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبورا .
" أو كنتَ مُخَّاً كنتَ مُخَّاً رِيرا من المَجاز : أرضٌ ذاتُ كُسور أي ذاتُ صُعودٍ وهَبوط . وكُسور الأوْدِية والجبال : مَعاطِفُها وجِرَفَتُها وشِعابُها بلا واحد أي لا يُفرَد لها واحدٌ ولا يُقال : كِسْرُ الوادي