نَسَبَ النَّعَائمَ إِلى قَطَرَ لاتّصَالها بالبَرِّ ومُحَاذاتِهَا رِمَالَ يَبْرِينَ . والتَّقاطُر : تَقَابُلُ الأَقْطَارِ وقَطَّرَهُ على فَرَسِه تَقْطِيراً هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَط والصَّوابُ قطَّرَه فَرَسُه وأَقْطَرَه وتَقَطَّر بِه والعامَّةُ تقول : تَقَنْطَرَ به : أَلْقَاهُ على قُطْرِهِ أَي جانِبِه وشِقِّه . وكذا طَعَنَه فقَطَّرَه أَي أَلقَاهُ على تِلْكَ الهَيْئَة فتَقَطَّر أَي سَقَط . وتَقَطَّرَ الرَّجُلُ : تَهَيَّأَ للقِتَالِ وتَحَرَّقَ له لُغَةٌ في تَقَتَّرَ وقد تقدّم . وتَقَطَّرَ هُوَ : رَمَى بنَفْسِه من عُلْو . وتَقَطَّرَ الجِذْعُ جذْعُ النَّخِلَة : انْجَعَفَ هكذا بالفاء في النُّسخ أَي قُطِعَ لغةٌ في تَقَطَّل قال المُتَنَخِّل الهُذَليّ : .
التارِكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنَامِلُه ... كأَنَّهُ مِنْ عُقَار قَهْوَة ثَمِلُ .
مَجَدَّلاً يَتَسَقَّى جِلْدُه دَمَهُ ... كما تَقَطَّرَ جِذْعُ الدَّوْمةِ القُطُلُ الدَّوْمَةُ : شَجَرَةُ المُقْلِ . والقُطُل : المَقْطُوع . وحَيَّةٌ قُطَارِيَّةٌ وقُطَارِىٌّ بضَمِّهما : سَوْدَاءُ كأَنَّهُ منسوبٌ إِلى القَطِرَانِ على غَيْرِ قِيَاس ولم أَجِدْ أَحداً من الأَئّمة تَعرَّض لذلك وإِنَّمَا نَصّ ابن الأَعرابيّ في نَوَادِرِه : أَسْوَدُ قُطَارِيّ : ضَخْم فَظَنَّ أَنَّ الأَسْوَد صِفَةُ قُطارىٍّ وسيأْتي . أَو تَأْوِي إِلى جِذْعِ النَّخْلِ وهذا أَيضاً خِلافُ ما نَصُّوا عليه فإِنَّ الأَزْهَرِيّ وغَيْرَهُ قالا عن أَبِي عَمْروٍ : تَأْوِي إِلى قُطْرِ الجَبَلِ بَنَي فُعَالاً منه ولَيْسَتْ بنِسْبَةٍ على القُطْرِ وإِنّمَا مَخْرَجُه مَخْرَجُ أُيَارِىّ وفُخَاذِىّ قال تَأَبَّطَ شرّاً : .
أَصَمُّ قُطارِىٌّ يكُونُ خُرُوجُه ... بُعيْدَ غُرُوبِ الشَّمْسِ مُخْتَلِفَ الرَّمْسِ أَو يَقْطُرُ منه السّمُّ لِكَثْرتِه مأْخوذٌ من القُطَارِ وهذا قولُ الفَرَّاءِ ونقله الصاغَانيّ أَيضاً . واقْطَارَّ النَّبْتُ اقْطِيرَاراً : وَلَّى وأَخَذَ يَجِفُّ وتَهَيَّأَ لليُبْسِ كاقْطَرَّ اقْطِراراً . قال سيبويه : ولا يُسْتَعْمَلُ إِلاّ مزِيداً . وقالَ الأَصمعيّ : إِذا تَهَيَّأَ النَّبْتُ لِليُبْسِ قيل : اقْطَارَّ اقْطِيراراً وهو الذي يَنْثَنِي ويَعْوَجُّ ثمّ يَهِيجُ . واقْطَارَّ الرَّجُلُ اقْطِيرَاراً فهو مُقْطَئِرٌّ : غَضِبَ وانْتَشَرَ . واقْطَارَّتِ الناقَةُ : نَفَرَتْ فهي مِقْطَارٌّ على النَّسَبِ . واقْطَرَّتِ الناقَةُ اقْطِراراً فهي مُقْطَرَّةٌ : وذلك إذا لَقِحَتْ فشالتْ بذنَبِهَا وشَمخَتْ برَأْسِهَا . زاد الزَّمَخْشَرِيّ : كِبْراً . وقال الأَزْهريُّ : وأَكثرُ ما سَمِعْتُ العربَ تقولُ في هذا المَعْنَى اقْمَطَرَّت فهي مُقْمطِرَّة وكأَنَّ المِيمَ زائدةٌ فيها . وقَطَرَ الإِبِلَ يَقْطُرُها قَطْراً وقَطَّرَهَا تَقْطِيراً وأَقْطَرَها وهذِه لم أَجِدْها في الأُمّهات واقتصر ابنُ سيدَه والأَزهريُّ على القَطْر والتَّقْطِير : قَرَّبَ بَعْضَها إِلى بَعْض على نَسَقٍ . وفي المَثَل : النُّفاضُ يُقَطِّرُ الجَلَبَ معناه أَنّ القَوْم إِذا نَفِذَت أَموالُهُم قَطَرُوا إِبِلَهُم فساقُوهَا لِلْبَيع قِطَاراً قِطَاراً . ويُقال : جاءَتِ الإِبِل قِطَاراً قِطاراً بالكَسْر أَي مَقْطُورَةً قال أَبو النجم : .
وانْحتَّ من حَرْشاءِ فَلْجٍ خَرْدَ لَهُ ... وأَقْبَلَ النَّمْلُ قِطَاراً تَنْقُلُه والجَمْعُ قُطُرٌ وقُطُراتٌ والعامَّة تقول : قِطَارَاتٌ . والمِقْطَرَةُ : المِجْمَرَة كالمِقْطرِ بكسْرهما وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ للمرقِّش الأَصْغر : .
في كلِّ يَوْم لها مِقْطَرَةٌ ... فِيها كِبَاءٌ مُعَدٌّ وحَمِيمْ