قال شيخُنَا : وهو مِمّا يُتمادَحُ به ويُفْتَخَر وهو أَنْ يُقَالَ : أَنا فلانٌ فيُعْرَف وتلك صِفَةُ الأَشْرَاف ومن لَيْس بشَرِيفٍ لا يُعْلَم ولا يُعْرَف حتَّى يَأْتِيَ بنَسَبٍ طَوِيل يبلغُ به رَأْسَ القَبِيلَة . وقال أُسَيْدٌ : قُصَارَةُ الأَرْضِ بالضَّمّ : طائفةٌ قَصِيرَة منها وهي أَسْمَنُهَا أَرْضاً وأَجْوَدُهَا نَبْتاً قَدْرَ خَمْسِينَ ذِرَاعاً أَو أَكْثَرَ هكذا نقله صاحبُ اللّسان والتكملة وهو قَوْلُ أُسَيْد وله بَقِيّة تَقدَّم في قُصَارَة الدّارِ ولو جَمَعَهُمَا بالذَّكْر كان أَصْوَبَ . ورَوَى أَبو عُبَيْدٍ حديثاً عن النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم في المُزارَعة أَنّ أَحَدَهُم كان يَشْترِطُ ثلاثَةَ جَدَاوِلَ والقُصَارَةَ وفَسَّرَه فقال : هو ما بَقِيَ في السُّنْبُلِ من الحَبِّ مِمَّا لا يَتَخَلَّصُ بَعْدَ ما يُدَاسُ فنَهَى النبيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم عن ذلك . كالقِصْرِىّ كهِنْدِىّ قاله أَبو عُبَيْد وقال : هو بِلُغَة الشَّأْم . قال الأَزهريّ : هكذا أَقْرَأَنيهِ ابن هَاجك عن ابْن جَبَلَةَ عن أَبِي عُبَيْد بكسر القَاف وسُكُونِ الصادِ وكَسْرِ الرَّاءِ وتَشْدِيد الياءِ . قال : وقال عُثْمَانُ بنُ سَعِيدٍ : سمِعتُ أَحْمَدَ بنَ صالِح يقولُ : إِذا دِيسَ الزَّرْعُ فغُرْبِلَ فالسَّنابِلُ الغَلِيظَةُ هي القُصَرَّى على فُعْلَّى . وقال اللَّيْث : القَصَرُ : كَعابِرُ الزّرْعِ الذي يَخْلُصُ من البُرِّ وفيه بَقِيَّةٌ من الحَبّ يُقال له القِصْرَى على فِعْلى . وفي المَثضل : قَصِيرَةٌ من طَوِيلَةٍ : أَي تَمْرَةٌ من نَخْلَة هكذا فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِيّ وقال : يُضْرَبُ في اخْتِصَارِ الكلام . وقَصِيرُ بنُ سَعْدٍ اللَّخْمِيّ : صاحِبُ جِذَيْمَةَ الأَبْرَشِ ومنه المَثل : لا يُطَاعُ لقَصِيرٍ أَمرٌ . وفَرَسٌ قَصِيرٌ أَي مُقْرَبَةٌ كمُكْرَمَة لا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ لِنَفاسَتِهَا . قال زُغْبَةُ الباهِلِي يَصِفُ فَرَسَه وأَنّهَا تُصَانُ لِكَرَامَتِهَا وتُبْذَل إِذا نَزَلَتْ شِدَّةٌ : .
وذاتِ مَنَاسِبٍ جَرْدَاءَ بِكْرٍ ... كَأَنّ سَرَاتَهَا كَرٌّ مَشِيقُ .
تُنِيفُ بصَلْهَبٍ للخَيْلِ عالٍ ... كأَنَّ عَمُودَه جِذْعٌ سَحُوقُ .
تراهَا عند قُبَّتِنَا قَصِيراً ... ونَبْذُلُها إِذا باقتَ بَؤُوقُ والبَؤُوق : الدّاهيَةُ . ويقالُ للمَحْبُوسةِ من الخَيْل : قَصِيرٌ . وامرأَةٌ قاصِرَةُ الطَّرْفِ : لا تَمُدُّهُ أَي طَرْفَها إِلى غَيْرِ بَعْلِها . وقال الفَرَّاء في قولِه تعالى : وعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْف أَتْرابٌ . قال : حُورٌ قَصرْنَ أَنْفُسَهُنَّ على أَزْوَاجِهنَّ فلا يَطْمَحْنَ إِلى غَيْرِهم . ومنه قولُ امرِئ القيس : .
" منَ القَاصِرَاتِ الطَّرْفِ لَوْ دَبَّ مُحَوِلٌمِنَ الذَّرِّ فَوْقَ الإِتْبِ مِنْهَا لأَثَّرَا وفي حديث سُبَيْعَة : نَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرَى بَعْدَ الطُّولَى تريد سُورة الطَّلاقِ والطُّولَى : سُورةُ البَقَرَة لأَنّ عِدَّةَ الوَفاةِ في البَقَرَة أَرْبَعةُ أَشْهُر وعَشْر وفي سُورة الطَّلاقِ وَضْعُ الحَمْلِ وهو قولُه عزّ وجلّ : وأُولَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : أَقْصَرَ الخُطْبَةَ : جاءَ بها قَصِيرَةً . وقَصَّرْتُه تَقْصِيراً : صَيَّرْتُه قَصِيراً . وقالُوا : لا وقائتِ نَفَسِي القَصِير يَعْنُونَ النَّفَسَ لقِصرِ وقْتِه والقَائِتُ هنا : هو الله عَزَّ وجَلَّ من القَوْتِ . وقَصَّرَ الشَّعَرَ تَقْصِيراً : جَزَّه . وإِنَّهُ لقَصِيرُ العِلْمِ على المَثَل . والمَقْصُورُ من عَرُوضِ المَدِيدِ والرَّمَل : ما أُسْقِطَ آخِرُه وأُسْكِنَ نحوَ فاعِلاتُن حُذِفَتْ نُونُه وأُسْكِنَتْ تاؤُه فبَقِي فاعِلاتْ فَنُقِلَ إِلى فاعِلانْ نحو قوله : .
لا يَغُرَّنَّ امْرَأً عَيْشُه ... كُلُّ عَيْشٍ صائِرٌ للزَّوالْ وقولُه في الرَّمْل : .
أَبْلَغ النُّعْمَانَ عَنّي مَأْلُكاً ... أَنَّنِي قَدْ طالَ حَبْسِي وانْتِظَارْ والأَحَادِيثُ القِصَارُ : الجامِعَةُ المُفِيدَة . قال ابنُ المُعْتَزّ :