قال ابنُ سيدَه : وما حَكَاه اللِّحْيَاني فهو قولٌ غير مَعْرُوفٍ إِلاّ أَنْ يُريدَ القُصَيْرة وهو تصغيرُ القَصَرَة من العُنُق فأَبْدَلَ الهاءَ لاشتراكهما في أَنّهما عَلَمَا تَأْنيثٍ . والقَصَرَى - كجَمَزَى وبُشْرَى - والقُصَيْرَى مُصَغَّراً مَقْصوراً : ضَرْبٌ من الأَفَاعي صَغيرٌ يَقْتُلُ مَكَانَه يقال : قَصَرَى قِبَالٍ وقُصَيْرَى قِبَال وسيأْتي في ق ب ل . والقَصّارُ والمُقَصِّر كشَدّادٍ ومُحَدِّث : مُحَوِّرُ الثِّيَاب ومُبَيِّضُها لأَنّه يَدُقُّها بالقَصَرَة التي هي القطْعَةُ من الخَشَب وهي من خَشَب العُنّاب لأَنّه لا نَارَ فيه كما قَالُوا وحِرْفَتُه القِصَارَة بالكَسْر على القيَاس . وقَصَرَ الثوبَ قِصَارَةً عن سيبويه وقَصَّرَه كلاهُمَا : حَوَّرَه ودَقَّه . وخَشَبَتُه المِقْصَرَة كمِكْنَسةٍ والقَصَرَةُ مُحَرَّكَةً أَيضاً . والمُقَصِّر : الذّي يُخِسُّ العَطيَّةَ ويُقِلُّهَا . . والتَّقْصيرُ : إِخْساسُ العَطيَّةِ وإِقلالُهَا . والتَّقْصيرُ : كَيَّةٌ للدَّوَابِّ واسمُ السِّمَة القِصَارُ كما تَقَدّم وهُوَ العِلاَطُ يقال فيه القَصْرُ والتَّقْصِيرُ ففي اقْتصارِه على التَّقْصِير نوعٌ من التَّقْصِير كما لا يَخْفَى على البَصِير . وهو ابنُ عَمِّي قَصْرَةً - ويُضَمّ - ومَقْصُورَةً وقَصِيرَةً كقولهم : ابنُ عَمِّي دِنْيا ودُنْيا أَي دانِىَ النَّسَب وكَانَ ابنَ عَمِّه لَحّاً . وقال اللّحْيَانيّ : نُقَالُ هذه الأَحرُف في ابن العَمَّة وابنْ الخالة وابن الخال . وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ : دَخَلَ بَعْضُه في بَعْضٍ قال الزمخشريُّ : وهو من القَوْصَرة أَي كأَنَّهُ صارَ مِثْلَه . وقد تقدّم للمُصَنّف ذِكْرُ تَقَوْصَرَ مع تَقاصَر تَبَعاً للصغانيّ وهذا نَصّ عِبَارَتِه : وتَقَوْصَرَ الرَّجُلُ مِثْلُ تَقَاصَر . ولا يَخْفَى أَنّ التَّداخُل غَيْرُ الإِظْهَار . ولو ذَكَرَ المصنّف الكُلَّ في مَحَلٍّ واحِد كانَ أَفْوَد . والقَوْصَرَّةُ بالتَّشْدِيدِ وتُخَفَّف : وِعَاءٌ للتَّمْرِ من قَصَبٍ . وقِيلَ : من البَوَارِيّ . وقَيَّد صاحبُ المُغرِب بأَنَّها قَوْصَرّة ما دام بِهَا التَّمْر ولا تُسَمَّى زَنْبيلاً في عُرْفهم ؛ هكذا نقله شَيْخُنَا . قلتُ : وهو المَفْهُوم من عبارة الجَوْهَرِيّ قال الأَزهريّ : ويُنْسَبُ إِلى عليٍّ كَرَّم الله وَجْهَه : .
أَفْلحَ مَنْ كانَتْ لَهُ قَوْصَرَّهْ ... يَأْكُلُ منها كُلَّ يوْمٍ تَمْرَهْ وقال ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة : لا أَحْسَبُه عَرَبيّاً ولا أَدْري صحَّةَ هذا البَيْت . والقَوْصَرّةُ : كنَايَةٌ عن المَرْأَة قال ابنُ الأَعْرَابيّ : والعَرَبُ تَكْنِى عن المَرْأَة بالقَارُورَة والقَوْصَرَّة . قال ابنُ بَرّيّ في شرح البَيْت السابق : وهذا الرَّجَزُ يُنْسَب إِلى عليّ رَضِيَ الله عنه وقالوا : أَرادَ بالقَوْصَرَّةِ المَرْأَةَ وبالأَكْل النِّكَاحَ . قال ابنُ بَرّيّ : وذكر الجوهريّ أَنَّ القَوْصَرَّةَ قد تُخفَّفُ ولم يَذْكُر عليه شاهِداً . قال وذَكَرَ بعضُهم أَنّ شاهِدَه قولُ أَبِي يَعْلَى المُهَلَّبِيّ : .
وسائِلِ الأَعْلَمَ بنَ قَوْصَرَةٍ ... مَتَى رَأَى بِي عن العُلاَ قصرَا وقَيْصَرُ : لَقَبُ مَنْ مَلَكَ الرُّومَ ككِسْرَى لَقَبُ مَنْ مَلَك فارِسَ والنَّجَاشِيّ مَنْ مَلَك الحَبَشَة . والأُقَيْصِر كأُحَيْمِر : صَنَمٌ كان يُعْبَدُ في الجاهِلِيَّة وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ : .
وأَنْصَابُ الأُقَيْصِرٍ حِينَ أَضْحَتْ ... تَسِيلُ على مَنَاكِبها الدِّمَاءُ وابنُ أُقَيْصِر : رجلٌ كان بَصِيراً بالخَيْلِ وسِيَاسَتِه ومَعْرِفَةِ أَمَارَاتِه . وقاصِرُونَ : ع وفي النَّصْبِ والخَفْضِ : قاصِرِينَ وهو من قُرَى بالِسَ . ويُقَال : قَصْرُك أَنْ تَفْعَلَ كذا بالفَتْح وقَصَارُك - ويُضمّ - وقُصَيْرَاكَ مُصَغَّراً مَقْصُوراً وقُصَارَاكَ بضمّهما أَي جُهْدُك وغايَتُك وآخِرُ أَمرِكَ وما اقْتَصَرْت عليه . قال الشاعر : .
إِنّمَا أَنْفُسُنا عارِيَّةٌ ... والعَوَارِيُّ قُصَارٌ أَنْ تُرَدُّ