يقول لها : لا تَعِيبِينِي بالقِصَرِ فإِنّ أَصْلالَ الرِجَال ودُهَاتَهم أَقَاصِرُهم وإِنّمَا قال : أَقاصِرُه على حَدِّ قولهم : هو أَحْسَنُ الفِتْيَانِ وأَجْمَلُه يريد : وأَجْمَلُهم : وكذلك قوله : فإِنّ الأَقْصَرِين أَمازِرثه . وقَصَرَه يَقْصِرُه بالكَسْر قَصْراً : جَعَلَهُ قَصِيراً . والقَصِيرُ من الشَّعر : خِلافُ الطَّوِيلِ . وقد قَصَرَ الشَّعرَ : كَفَّ منه وغَضَّ حتّى قَصُر وكذا قَصَّرَه تَقْصِيراً والاسمُ القِصَار بالكَسْر عن ثَعْلَب . وقال الفرّاءُ : قلتُ لأَعرابيّ بمِنىً : آلقِصارُ أَحبُّ إِلَيْكَ أَم الحَلْق ؟ يريد : التَّقْصِيرُ أَحبُّ إِلَيْكَ أَمْ حَلْقُ الرأْسِ . وتَقَاصَرَ : أَظْهَر القِصَرَ كتَقَوْصَرَ ذكرهما الصاغَانيّ هكذا وفَرَّق بينهما غيرُه كما يأْتي . والقَصْرُ : خِلافُ المَدِّ والفِعْل كالفِعْل والمصدر كالمَصْدَر . والقَصْرُ : اخْتِلاطُ الظَّلامِ كالمَقْصَرِ والمَقْصَرَة ؛ عن أَبي عبيد . والقَصْرُ الحَبْسُ ومنه حديث مُعاذ : فإِنّ له ما قَصَرَهُ في بَيْتِه أَي حَبَسه . وفي حديث أَسْمَاءَ الأَشْهَلِيّة : إِنّا مَعْشَرَ النِّسَاءِ مَحْصُوراتٌ مَقْصُوراتٌ أَي مَحْبُوسَاتٌ مَمْنُوعاتٌ . وفي حديث عُمَرَ : فإِذا هُمْ رَكْبٌ قد قَصَرَ بهم اللَّيْل أَي حَبَسَهُم . وفي حديث ابنِ عَبّاس : قُصِرَ الرِّجَالُ على أَربعٍ من أَجْلِ أَموالِ اليَتَامَى أَي حُبِسُوا أَو مُنِعُوا عن نِكاحِ أَكْثرَ من أَرْبَع . وفي قول الله تعالى : حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الخِيَامِ . قال الأَزْهَرِيّ : أَي محبوساتٌ في خِيَامٍ من الدُّرّ مُخَدَّراتٌ على أَزْوَاجِهِنَّ . وقال الفَرَّاءُ : قُصِرْن على أَزْوَاجِهِنَّ أَي حُبِسْن فلا يُرِدْنَ غَيرَهم ولا يَطْمَحْنَ إِلى مَنْ سِواهُم . وكذا قوله في قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ . ويقال : قَصَرْتُ نفْسِي على الشَّيْءِ إِذا حَبَسْتَها عليه وأَلْزَمْتَها إِيّاه . ومنه حَدِيثُ إِسْلامِ ثُمَامََة : فأَبَى أَنْ يُسْلِمَ قَصْراً فَأَعْتَقَه يعني حَبْساً عليه وإِجْبَاراً . وقِيلَ : أَرادَ قَهْراً وغَلَبَةً من القَسْر فأَبْدَل السين صَاداً وهُمَا يَتَبَادَلانِ في كثيرٍ من الكَلامِ . ومن الأَوّل الحديثُ : ولَتَقْصُرَنَّه على الحقِّ قَصْراً وقال أَبو دُوَادٍ يَصف فَرَساً : .
فقُصِرْنَ الشِّتَاءَ بَعْدَ عَلَيْه ... وهْوَ للذَّوْدِ أَنْ يُقْسَّمْنَ جارُ