وقولُه تعالى : أَيْنَ المَفَرُّ . يحتملُ الفِرَارَ نَفْسَه ووَقْتَه وقُرِئ أَيْنَ المِفَرُّ بالكسر أَي مَوْضِع الفِرارِ عن الزِّجَّاج . وأَكْثَرُ ما يُسْتَعْمَل هذا الوَزْن في الآلاتِ وصِفاتِ الخَيْل وقد عُبِّر عن المَوْضع بلَفْظِ الآلَةِ وهي قِراءَةُ الحَسَن . وقَرَأَ ابنُ عَبّاسٍ بفَتْح المِيمِ وكَسْرِ الفاءِ اسمٌ لِلمَوْضِع والجُمْهُور بفَتْحِهمَا وذَكَرَ الثَّلاثَةَ المُصَنّفُ في البَصَائر . وعَمْرُو بن فُرْفُرٍ الجُذَامِيّ - بالضمّ - : سَيِّدُ بَنِي وائل بن قاسط بن هِنْب ابنِ أَفْصَى بن دُعْمِىّ بن جَدِيلَةَ بنِ أَسَدِ بن رَبِيعَةِ الفَرَسِ . وضَبَطَهُ الحافِظ بالفتح وقال : هو أَحَدُ الأَشْرَافِ شَهِدَ فتْحَ مصر . وكَتِيبَةٌ فُرَّى كعُزّى : مُنهَزِمَةٌ وكذلك الفُلَّى . وفُرَّ الأَمْرُ جَذَعاً بالضَّمّ : اسْتَقْبَلَه . ويُقَال ذلك أَيضاً إِذا رَجَعَ عَوْداً لِبَدْئِهِ قاله ابنُ دُرَيد وأَنشد : .
وما ارْتَقَيْتُ على أَكْتَادِ مَهْلَكَةٍ ... إِلاَّ مُنِيتُ بأَمْرٍ فُرَّ لي جَذَعَا وفي المَثَل : نَزْوُ الفُرَارِ اسْتَجْهَلَ الفُرَارَا . كِلاهُمَا كغُرَاب . قال المُؤرِّج : هو وَلدُ البَقَرَةِ الوَحْشِيَّةِ يُقَالُ له : فُرَارٌ وفَرِيرٌ مثْل طُوَال وطَوِيلٍ وذلك أَنَّه إِذا شَبَّ وقَوِىَ أَخَذ في النَّزَوَانِ فمَتَى ما رآه غَيْرُه نَزَا لنَزْوِه . يُضْرَبُ مَثَلاً لِمَنْ تُتَّقَى صُحْبَتُه أَي إِنّك إِذَا صَحِبْتَه فَعَلْتَ فِعْلَه . وتَفَرَّرَ بي : ضَحِكَ قاله الصاغانيّ . وأَفْرَرْتُ رَأْسَه بالسَّيْفِ مِثْل أَفْرَيْتُه وشَقَقْتُه وهذا بعَيْنِه قد تقدّم فهو تَكْرَار مَحْضٌ كما لا يَخْفَى . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : الفَرُوَرُ من النّساءِ كصَبُور : النَّوَارُ . وفُرَّةُ المالِ بالضَّمّ : خِيَارُه . والفُرَار كغُرَاب : البَهْمُ الكِبَارُ واحدُهَا فُرْفُور . وفَرْفَرَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَعْجَل بالحَمَاقَة . وعن ابن الأَعرابيّ : فَرَّ يَفِرُّ إِذا عَقَلَ بعد اسْتِرْخاءٍ . وإِنّهَا لَحَسَنَةُ الفِرَّةِ بالكَسْر : الابْتِسَام . وفارَرْتُه مُفَارَّةً : فتَّشْتُ عن حالِهِ وفَتَّشَ عن حالِي وهو مَجَازٌ . واسْتُعِير الافْتِرَارُ للزَّمَن فقَالُوا : إِن الصَّرْفضةَ نابُ الدَّهْرِ الذي يَفْتَرُّ عنه وذلك أَنَّ الصَّرْفَة إِذا طَلَعَتْ خَرَجَ الزَّهْرُ واعْتَمَّ النَّبْتُ ؛ كما في اللِّسَان . والفُرَيِّرَة مصغَّرَةً مُشَدَّدَةً : ما يَلْعَبُ به الصِّبْيَانُ . وقوْلُ العَامَّة : الفُرْفُورِيّ لهذا الخَزَفِ الذي يُؤْتَى به من الصِّين غَلَطٌ وإِنّمَا هو الفُغْفُورِيّ نسبهً إِلى فُغْفُور مَلِكِ الصِّين يُرِيدُونَ جَوْدَتَه . وفارَّهْ بتَشْدِيد الراءِ وضَمِّها ثُمّ هاءُ ساكِنَة : جَدُّ يُوسُفَ بنِ مُحَمّدٍ الأَنْصَارِيّ الأَنْدَلُسِيّ ويُقال : فِيرُّهْ وكأَنْ الفاءَ مُمالَةٌ فتُكْتَب بالأَلِف واليَاءِ سَمِعَ وحَدَّث مات سنة 548 .
ف - ر - س - ك - ر .
فارِسْكُورُ أَهمله الجوهريّ والصاغانيّ وصاحبُ اللّسَان وهي ة : كَبِيرَةٌ عامِرَةٌ بمِصْرَ على شاطِئ النَّيلِ من إِقْلِيم الدَّقهلِيَّة وقد دَخَلْتُهَا والنِّسْبَة إِليها فارِسِيّ وفارِسْكُورِىّ . وقد نُسِبَ إِليها جُمْلَةٌ من الأُدَبَاءِ والأَعْيَانِ ومنهمُ الإِمَامُ المُحَدِّث عزُّ الدّينِ عَبْدُ العَزِيز بن محمّد ابن يُوسُفَ بنِ محمّدٍ الفارِسْكُورِىُّ الشافِعيُّ وُلِدَ سنة 833 ، وقَدِمَ القاهِرَةَ سنة 845 ، وأَجَازَهُ شيخُ الإِسْلام والجَلاَلُ السَّيُوطِيّ تَرْجَمه محمّدُ بنُ شُعَيْبٍ في زَهْرِ البَسَاتين .
ف - ز - ر