فلا تَعْجَلاَ واسْتَغْوِرَا الله إِنّه ... إِذَا الله سَنَّى عَقْدَ شَيْءٍ تَيَسَّرَا ثم فَسَّره فقال : اسْتَغْوِرَا من الغِيرَة وهي المِيرَة . قال ابنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنّ معناه اسْأَلُوه الخِصْبَ . وقد غارَ لَهُمْ غياراً : مارَهُم ونَفَعُهم وكذا غارَهُم غِيَاراً . ويقال : ذَهَبَ فلانٌ يَغِيرُ أضهْلَه أَي يَمِيرُهُم ومن ذلك قولُهم : اللّهُمَّ غرْنَا بكَسْرِ الغَيْنِ وضَمّها من يَغُور ويَغِيرُ بَغِيث . وكذا بخَيْر ومَطَرٍ : أَغِثْنا بِه وأَعْطنا إِيّاه واسْقِنا به وسُيذْكَر في الياءِ أَيضاً . والغَائرَةُ : القَائلَةُ . والغائِرَةُ : نِصْفُ النَّهَار من قولهم : غارَ النَّهارُ إِذا اشْتَدَّ حَرُّه . والتَّغْويرُ : القَيْلُولَةُ . وغَوَّرَ تَغْوِيراً : دَخَلَ فيه أَي نِصْف النَّهَارِ . ويُقال أَيضاً : غَوَّرَ تَغْوِيراً إِذا نَزَلَ فِيه للقائِلَة . ومن سَجَعَات الأَساس : غَوَّرُوا ساعَةً ثُمّ ثَوَّرُوا . قال جَرِيرٌ : .
أَنَخْنَ لتَغْوِير وقدْ وَقَدَ الحَصَى ... وذابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوقَ الجَمَاجمِ وغَار نَجْمُك غِيَاراً وتَغَوَّرَ . قال لَبِيد : .
سَرَيْتُ بِهم حَتَّى تَغَوَّرَ نَجمُهمْ ... وقالَ النَّعُوسُ نَوَّرَ الصُّبْحُ فاذْهَبِ وقال امْرُؤ القَيْسِ يَصف الكلابَ والثَّور .
وغَوَّرْنَ في ظِلِّ الغَضَا وتَرَكْنَه ... كقَرْمِ الهجَانِ الفادِرِ المُتَشَمِّسِ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : المُغَوِّر : النازلُ نِصْفَ النَّهَارِ هُنَيْهَةً ثمّ يَرْحَلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْويراً إِذا نامَ فيه أَي نِصْف النّهَار كغارَ ومنه حديثُ السائب لمّا وَرَد على عُمَرَ رَضِيَ الله عنه بَفَتْح نَهاوَنْدَ قال : وَيْحَك : ما وَرَاءَك : فواللهِ ما بتُّ هذه اللَّيْلَةَ إِلاَّ تَغْويراً يُريدُ النَّوْمَةَ القَلِيلَةَ التي تكون عند القائِلَةِ . ومَنْ رَواه تَغْوِيراً جَعَلَه من الغِرَار وهو النَّوْمُ القَلِيلُ . ويُقَال أَيضاً : غَوَّر تَغْوِيراً : سارَ فيه قال ابنُ شُمَيْل : التَّغْويرُ : أَنْ يَسِيرَ الراكِبُ إِلى الزَّوَال ثمَّ يَنْزل . وقال اللَّيْثُ : التَّغْوِيرُ : يكُونُ نُزُولاً لِلْقَائِلَةِ ويكونُ سَيْراً في ذلك الوَقْتِ والحُجّةُ للنُّزُولِ قَولُ الرّاعِي : .
ونَحْنُ إِلى دثفُوفِ مُغَوِّراتٍ ... تَقِيسُ عَلَى الحَصَى نُطَفاً بَقِينَا وقال ذُو الرُّمَّة في التَّغْوير فجَعَلَه سَيْراً : .
" بَرَاهُنَّ تَغْوِيرِي إِذا الآلُ أَرْفَلَتْبه الشَّمْسُ أُزْرَ الحَزْوَراتِ العَوانِكِ ورَواهُ أَبو عَمْرو : أَرْقَلَت أَي حَرَّكَتْ . وفَرَسٌ مُغَارٌ : شَديدُ المَفَاصِلِ . واسْتَغَارَ الشَّحْمُ فِيه أَي في الفَرَسِ : اسْتَطارَ وسَمِنَ ؛ وفي كَلام المصنّف نَظَرٌ إِذْ لم يَذْكُر آنِفاً الفرسَ حتّى يَرْجِعَ إِليه الضَّمِير كما تَراه وأَحْسَنُ منه قَوْلُ الجوهريّ : اسْتَغارَ أَي سَمِنَ ودَخَلَ فيه الشَّحْمُ وهو تفسيرٌ لقَوْلِ الرّاعِي : .
رَعَتْه أَشْهُراً وخَلاَ عَلَيْهَا ... فطارَ النِّيُّ فيه واسْتَغارَا