وقال ابنُ دُرَيْد : التَّغْبِير : تَهْلِيلٌ أَو تَرْدِيدُ صَوْتٍ يُرَدَّدُ بقِرَاءَةٍ وغَيْرِهَا . ومثلُه قولُ ابن القَطّاع ونَصُّه : وغَبَّرَ تَغْبِيراً : وهو تَهْلِيلٌ وتَرْدِيدُ صَوْتٍ بقراءَةٍ أَو غَيْرِهَا . فقولُه : أَو غَيرها وكذا قولُ ابنُ دُرَيْد : وغَيْرها المُرَادُ به ما قال اللَّيْثُ ما نَصُّه : وقد سَمَّوْا ما يُطرِّبُون فيه من الشِّعْر في ذِكْرِ الله تغبِيراً كأَنَّهُم إِذا تَناشَدَوه بالأَلْحَانِ طَرِبُوا فرَقَصُوا وأَرْهَجَوا فسُمُّوا المُغبِّرَةَ لهذا المعنىَ . قال الأَزْهريّ : ورَوَيْنَا عن الشافعيّ أَنّه قال : أَرَى الزَّنادِقَةَ وَضَعُوا هذا التَغْبِيرَ لِيَصُدُّوا عن ذِكْرِ الله وقِرَاءَةِ القُرْآن . وقال الزَّجَّاج : سُمّوا بها لأَنَّهُمُ يُرَغِّبون الناسَ في الغَابِرَة أَي الباقِيَة أَي الآخِرَة ويُزَهِّدُونَهَمْ في الفانِيَة وهي الدُّنْيَا . ومثلُه في الأَساس . وعَبَّادُ بنُ شُرَحْبِيلَ اليَشْكُرِيّ له صُحْبَةٌ رَوَى عنه أَبو بِشْرٍ جَعْفَر ابنُ أَبِي وَحْشِيَّةَ حديثاً واحِداً رَواه شُعْبَةُ عن أَبِي بِشْرٍ ؛ قاله ابنُ فَهْدٍ في المُعْجَم . وعُمَرُ بنُ نَبْهَانَ قال الحافِظُ في التَّبْصِير : ضَعِيفٌ . قلتُ : عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ : رَجُلان ذَكرهما الذَّهبيّ في الدّيوانِ : أَحدُهما عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ العَبْدِيّ عن الحَسَنِ قال فيه : ضَعَّفَه أَبو حاتِمٍ وغَيْرُه . وقال في ذَيْلِ الدّيوان : عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ عن أَبي ثَعْلَبَةَ الأَشْجَعِيّ قال أَبو حاتِم : لا أَعْرِفُهما . ثمّ قال في الدّيوان : أَمّا عُمَرُ بنُ نَبْهَانَ شَيْخُ أَبي الزُبَيْر المَكّيِّ فقَدِيمٌ لم يُجرَّح ولا يُعْرَف . فليُنْظَرْ أَيّهم عَناهُ الحافِظُ وأَيّهم أَرادَه المُصَنِّف . وقَطَنُ بنُ نُسَيْرٍ قد تَقَدَّم ذِكْرُه في أَوّل المادّة وهو هو بِعَيْنِه . وعَبّادُ بن الوَلِيد بن شُجَاعٍ قال الحافظُ : مشهورٌ . وسَوارُ ابنُ مُجَشِّر وفي التَّبْصِير : سَرّار رَوَى عن أَيُّوبَ وقد تَقَدَّم ذكره وذِكْرُ أَبيه في مَحَلِّهما . وعَبّادُ بنُ قَبِيصَةَ عن أَنَس بن مالِكٍ قال الأَزَدِيُّ : ضَعِيفٌ الغُبْرِيُّون بالضّمّ مُحَدِّثُون . وفي كلامِ المصَنّف نَظَرٌ من جِهَاتٍ : الأُولَى ضَبْطُه في نَسَبِهم بالضّمّ وهو خَطَأُ والصّواب : الغُبَرِيّون بضَمٍّ فَفَتْح إِلى غُبَرَ كزَفَرَ قبيلة من يَشْكُر التي تَقَدّم ذِكْرُهَا في أَوّل المَادّة . والثّانِيَة : كَرّر ذِكر قَطَن بن نُسَيْر وفَرَّقَه في مَحَلَّيْن وهما واحدٌ . فأَصَابَ في الأَوّل وأَخْطَأَ في الثّانِي . وذكر معه هُنَاكَ مُحَمّد بن عُبَيْد وكان حَقُّه أَن يُسْرَدَ هنا مع بَنِي عَمِّه . والثالِثة : أَوْرَدَ عَبّادَ بنَ شُرَحْبِيلَ معهم وجَعَلَه من المُحَدِّثِين وهو صحابيّ فكان ينبغي أَنْ يُشِيرَ إِليه . ثم ذكر هؤلاءِ تَبَعاً لابْنِ السَّمْعَانِيّ . وقد قَصَّرَ في ذِكْرِ جماعَة من بني غُبَرَ مِمّن ذَكَرَهُم غيرُ ابنِ السَّمْعَانِيّ . فمِنْهُمْ باعِثُ بن صُرَيْمٍ وكان شَرِيفاً وأَخُوهُ وائلٌ ذَكَرَهُما ابنُ الكَلْبِيّ . وأَبو كَثِيرِ بن يَزِيدَ ابنِ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ غُفَيْلَةَ الغُبَرِىّ السُّحَيْمِىّ عن أَبِي هُرَيْرَة . والوَلِيدُ ابن خالِدٍ الأَعْرَابيّ الغُبَرِيّ . وأَحْمَدُ ابن العَبّاس بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ وأَخُوه أَبو جَعْفَرٍ محمّدٌ الفَقِيه . وأَبُو عُمَارَةَ خَيْرُ بنُ عَلِيّ بن العَبّاسِ الغُبَرِيّ مِصْريّ . والحُسَيْن بنُ عَبْدِ الله ابن الفَضْلِ بن الرَّبِيع الغُبَرِيّ . والكَرَوَّسُ بن سُلَيْمٍ الغُبَرِيُّ شاعرٌ . وخَلِيفَةُ بنُ عبدِ اللهِ الغُبَرِيُّ مِصْرِيٌّ وقد حَدَّثوا . أَوْرَدَهم الحافِظُ وغَيْرُه . والغَبِيرُ كأَمِيرٍ : تَمْرٌ أَيْ نَوْعٌ منه . والغُبْرُورُ بالضَّمّ : عُصَيْفِيرٌ أَغْبَرُ . قلتُ : هو الذي تقدّم ذِكْرُه أَوّلاً ونَبَّهْنَا على الغَلَط فيه . وقد ضَبَطَه الصاغانيّ بالراءِ في آخِرِه . والّذِي أَوْرَدَه المصنِّفُ آنِفاً بالنُّون غَلَطٌ ولعلّه تَصحَّفَ عليه من نُسْخَه التكملة التي عِنْده . والمُغْبُورُ بضَمّ المِيم عن كُراع لُغَة في المُغْثُور والثاءُ أضعْلَى كما سَيَأْتي