قال أَبو الهَيْثَم : يقول : أَنجاهُ من الهَلاك بعد إِشْرَاف عَلَيْه . وقال الزمخشريُّ : صَمّاءُ الغَبَرِ : الحَيَّةُ تَسْكُن قُرْبَ مُوَيْهَةٍ في مَنْقَعٍ فلا تُقْرَب . وأَنشد بَيْتَ الحِرْمازِيّ المُتَقدّم . أَو داهِيَةُ الغَبَر : الذِي يُعانِدُك ثمّ يَرْجِعُ إِلى قَوْلك . ومنه ما حَكَى أَبو زَيْدٍ : ما غَبَّرْتَ إِلاَّ لِطَلَبِ المِرَاءِ . والغَبَرُ مُحَرَّكَةً : التُّرَابُ عن كُرَاع . والغَبَرَةُ بهاءٍ : الغُبَارُ كغُرَابِ وهو اسمٌ لِمَا يَبْقَى من التُّرابِ المُثَارِ جُعِلَ على بِناءِ الدُّخانِ والعُثَانِ ونَحْوِهِما من البَقَايَا قاله المصنّفُ في البَصائر . وفي اللّسَان : الغَبَرَةُ : تَرَدُّدُ الرَّهَجِ فإِذا ثارَ سُمِّىَ غُبَاراً كالغُبْرَة بالضَّمّ أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ : .
بِعَيْنَيَّ لم تَسْتَأْنِسَا يَوْمَ غُبْرَةِ ... ولم تَرِدَا أَرْضَ العِرَاقِ فَثَرْمَدَا واغْبَرَّ اليَوْمُ اغْبِرَاراً : اشْتَدّ غُبَارُه عن أَبِي عَلِيّ . وغَبَّرَهُ تَغْبِيراً : لَطَخَهُ به . وتَغَبَّرَ : تَلَطَّخ به . والغُبْرَةُ بالضّم : لَوْنُه أَي الغُبَار يَغْبَرُّ لِلْهَمِّ ونَحْوِه . وقَدْ غَبَرَ غُبُوراً وغُبْرَةً واغْبَرَّ اغْبِرَاراً وأَغْبَرَ إِغْبَاراً . والأَغْبَرُ : الذِّئْبُ لِلَوْنه كالأَغْثَرِ بالمُثَلَّثَة كما سيأْتي . والغَبْراءُ : الأَرْضُ لغُبْرَةِ لَوْنِها أَو لما فيها من الغُبَارِ . وفي الحديث : ما أَظَلَّتِ الخَضْراءُ ولا أَقلَّتِ الغَبْرَاءُ ذَا لَهْجَةٍ أَصْدَقَ من أَبِي ذَرٍّ . قال ابنُ الأَثير : الخَضْراءُ : السَّمَاءُ . والغَبْرَاءُ : الأَرْضُ . أَراد أَنّه مُتناهٍ في الصِّدْق إِلى الغايَةِ . فجاءَ به على اتِّساع الكَلامِ والمَجاز . والغَبْرَاءُ : أُنْثَى الحَجَلِ . والغَبْرَاءُ من الأَرْض : الخَمَرُ . وأَرْضٌ غَبْرَاءُ : كَثِيرَةُ الشَّجَرِ كالغَبَرَةِ محرّكةً . والغَبْرَاءُ : ة باليَمَامَة . والغَبْرَاءُ : النَّبْتُ في السُّهُولَةِ نقله الصاغانيّ . قلتُ : والأَشْبَهُ أَنْ يكونَ بالمُثَلَّثَة . والغَبْراءُ فَرَسُ حَمَلِ بنِ بَدْر بن عَمْروٍ الفَزَارِيّ أَخِي حُذَيْفَةَ بنِ بَدْرٍ . والغَبْراءُ أَيضاً فَرَسُ قُدَامَةَ بن مَصَادٍ الكَلْبِيّ . ذَكَرَهُمَا الصاغانيّ . وَفَاتَهُ ذِكْرُ الغَبراءِ فَرَسِ قَيْسِ بنِ زُهَيْرٍ العَبْسِيّ . قلتُ : وهي خالَةُ داحِس وأُخْتُه لأَبِيه ؛ قاله ابنُ الكَلْبِيّ . والغَبْرَاءُ : نَباتٌ سُهْلِىٌّ كالغَبَيْرَاءِ لِلَوْنِ وَرَقِهَا وَثَمَرَتِها إِذا بَدَتْ ثمّ تَحْمَرُّ حُمْرَةً شديدةً أَو الغَبْرَاءُ ثَمَرَتُه والغُبَيْرَاءُ شَجَرَتُه ولا تُذْكَر إِلاّ مُصَغَّرَةً أَو بالعَكْسِ الواحِدُ والجَمْعُ فيه سواءٌ ؛ كلّ ذلك قاله أَبو حَنِيفَةَ في كتاب النَّبَات . والوَطْأَةُ الغَبْرَاءُ : الجَدِيدَةُ أَو الدّارِسَةُ وهو مِثْلُ الوَطْأَةِ السَّوْداءِ . وفي الأَساس : هُمَا وَطْأَتَانِ : دَهْمَاءُ وغَبْرَاءُ وأَثَرَانِ : أَدْهَمُ وأَغْبَرُ أَي حَدِيثٌ ودارِسٌ . والغَبْرَاءُ من السّنِين : الجَدْبَةُ وجَمْعُهَا الغُبْرُ . قال ابنُ الأَثِير : سُمِّيَتْ سِنُو الجَدْبِ غُبْراً لاِغْبِرارِ آفاقِها من قِلَّةِ الأَمْطَار وأَرْضِها من عَدَمِ النَّبَات . وبَنُو غَبْرَاءَ : الفُقَرَاءُ المَحَاوِيجُ وهُم الصَّعَالِيك . وبه فَسَّر الجوهريّ بَيْتَ طَرَفَةَ بنِ العَبْد ولم يَذْكُرِ البيتَ وإِنَّما ذَكَرَه ابنُ بَرِّيّ وغيره وهُوَ : .
رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لا يُنْكِرُونَنِي ... ولا أَهْلَ هذاكَ الطِّرَافِ المُمَدَّدِ