قال الخَلِيلُ : شَيْطَانٌ عِفْرِيَةٌ وعِفْرِيتٌ وهم العَفارِيَةُ والعَفَارِيتُ إِذا سَكَّنْتَ الياءَ صَيَّرت الهاءَ تاءً وإِذَا حَرَّكْتَها فالتاءُ هاءٌ في الوَقْف . قال ذُو الرُّمَّةِ : .
كأَنَّه كَوْكَبٌ في إِثْرِ عِفْرِيَةٍ ... مُسَوَّمٌ في سَوَادِ اللَّيْلِ مُنْقَضِبُ والعِفْرِيَةُ : الداهِيَةُ . وقال الفَرّاءُ : مَنْ قال عِفْرِيَة فجَمْعُه عَفَارٍ كقَوْلهم في جَمْع الطاغُوتُ : طَوَاغِيتُ وطَواغٍ ومَن قال : عِفْرِيتٌ فجمعه عَفَارِيتُ . وقال غَيْرُه : يقال : فلان عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ وعِفْرِيَةٌ نِفْرِيَةٌ . وفي الحديث : إِنّ الله تَعالَى يُبْغِضُ العِفْرِيَةَ النِّفْرِيَةَ الَّذِي لا يُرْزَأُ في أَهْل ولا مَال قيل : هو الدّاهِي الخَبِيثُ الشِّرِّيرُ ومنه العِفْرِيتُ . وقيل : هو الجَمُوعُ المَنُوعُ . وقيل : الظَّلُوم . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : العِفْرُ والعِفْريَةُ والعِفْرِيتُ والعُفَارِيَةُ : القَوِيُّ المُتَشَيْطِن الذي يَعْفِرُ قِرْنَه والياءُ في عِفْرِيَةٍ وعُفَارِيَة للإِلحاق بشرِذْمَةٍ وعُذَافِرَهٍ والهَاءُ فيهما للمبالغة والتاءُ في عِفْرِيت للإِلحاق بقِنْدِيل . وممّا وَضَعَ به ابنُ سِيدَه من أَبِي عُبَيْدٍ القَاسِم بن سَلاّم قَوْلُه في المُصَنَّفِ : العِفْرِيَةُ مثال فِعْلِلَة فجَعَل الياءَ أَصْلاً والياءُ لا تكونُ أَصلاً في بَنَاتِ الأَرْبَعَةِ . وفي التنزيل : قَالَ عِفْرِيتٌ منَ الجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قال الزَّجّاجُ : العِفْريتُ منَ الرِّجَال وكذا العِفْرِينُ وتُشَدَّدُ راؤُه مع كَسْرِ الفَاءِ حكاهما اللَّحْيَانِيّ : النافِذُ في الأَمْرِ المُبَالغُ فيه مع دَهاءٍ وخُبْث . وقال المُصَنّف في البصائر : العِفْرِيتُ من الجِنّ : العارِمُ الخَبِيثُ ويُسْتَعْمَل في الإِنسان اسْتِعَارةَ الشَّيْطَانِ له يُقَال : عِفْرِيتٌ نِفْرِيتٌ إِتْبَاعاً . وقد تَعَفْرَتَ وهذا مِمَّا تَحَمَّلُوا فيه تَبْقِيَةَ الزائد مع الأَصْلِ في حالِ الاشْتِقَاقِ تَوْفِيَةً للمَعْنَى ودَلالَةً عليه . وهي عِفْرِيتَةٌ حكاه اللَّحْيَانِيّ . وقال شَمِرٌ : امْرَأَةٌ عِفِرَّةٌ ورَجُلٌ عِفِرٌّ بتشديد الراءِ ورِجَالٌ عِفِرُّونَ . وأَنشد في صفةِ امرأَةٍ غَيْرِ مَحْمُودَةِ الصِّفَة : .
وضِبِرَّةٍ مِثْلِ الأَتَان عِفِرَّةٍ ... ثَجْلاَءَ ذاتِ خَوَاصِرٍ ما تَشْبَعُ