عَظِرَ الرَّجُلُ الشَّيْءَ كفَرِح أَهْمله الجَوْهَرِيّ وقال أَبو عَمْروٍ معناه كَرِهَهُ واشْتَدّ عليه . ولا يَكادُون يَتَكَلَّمُون به ولا يُصَرِّفُون منه فِعْلاً . وعَظَرَ السِّقَاءَ : مَلأَهُ . مقتضى سِياقِه أَنْ يكونَ من بابِ فَرِحَ وليس كَذلِكَ بل هو من بابِ ضَرَب وضَبَطَهُ الصاغانيّ بالفَتْح أَيضاً . وقال أَبو الجَرّاحِ : أَعْظَرَهُ الشَّرَابُ إِذا كَظَّه وثَقُلَ في جَوْفِه . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : العَظُور كصَبُورٍ : المُمْتَلئُ من أَيِّ شَرَاب كانَ ج عُظُرٌ بضمتين . والعِظَارَةُ بالكَسْرِ : الامْتِلاءُ منه أَي من الشَّرَاب كالعِظارِ . وقال شَمِرٌ : العَظَارِيُّ بالفَتْح : ذُكُورُ الجَرَادِ وأَنشد : .
غَدَا كالعَمَلَّسِ في حُذْلِهِ ... رُؤُوسُ العَظَارِيِّ كالعُنْجُدِ العَمَلَّس : الذّئْب . وحُذْلُه : حُجْرَةُ إِزارِه . والعُنْجُد : الزَّبيب . والعِظْيَرُّ كإِرْدَبٍّ ووَزَنَه الصاغانيّ بجِرْدَحْلٍ وقد يُخفَّفُ لُغَة نَقَلَه الصاغانِيّ : القَصِيرُ من الرِّجَالِ قاله أَبو عَمْرو . وقال الأَصْمَعيّ العِظْيَرُّ : القَوِيُّ الغَلِيظُ وأَنشد : .
تُطَلِّحُ العِظْيَرَّ ذا اللَّوْثِ الضَّبِثْ ... حتى يَظَلَّ كالخِفَاءِ المُنْجَئِثْ المُنجِئث : المصروع المُلْقَى . وقيل : العِظْيَرُّ : الكَزُّ المُتَقَارِبُ الأَعْضَاءِ وقيل : هو السَّيِّئُ الخُلُقِ وهو اسمٌ مُشْتَقٌّ من فِعْلٍ أُمِيت : عَظِرَ الرَّجُلُ إِذا كَرِه الشَّيْءَ واشْتَدّ عليه كما تَقَدّم . والعَظِرَة كزَنِخَةٍ : الناقَةُ اللاقِحُ والحائِلُ ضِدٌّ صَرَّح به الصاغانِيُّ قال : وقد يكونُ بالناقَة عِرْقُ العَظَرِ مُحَرَّكَة فيُقْطَعُ فتَلْقَحُ كذا في التكملة . وممّا يُسْتَدْرك عليه : عُظَيْرٌ والعَظْرِةُ : ماءَانِ للضِّبابِ .
ع - ف - ر .
العَفَر مُحَرَّكةً : ظاهِرُ التُّرَاب وقد يُسكَّن ومِثْلُه في الأَساسِ . وقال ابنُ دُرَيد : العَفْرُ بالفَتْح : التُّرَاب مِثْلُ العَفَر بالتَّحْرِيك . ويقال : ما عَلَى عَفَر الأَرْضِ مِثْلُه أَي ما عَلَى وَجْهِها . ج أَعْفَار .
والعَفَر : أَوّلُ سَقْيَةٍ سُقِيَها الزَّرْعُ ثم يُتْرَكُ أَيّاماً لا يُسْقَى فِيها حَتَّى يَعْطَشَ ثم يُسْقَى فيَصْلُحُ عَلَى ذلك وأَكْثرُ ما يُفْعَل ذلك بخِلْف الصَّيْفِ وخَضْراواتِه وكذلك النَّخْل ؛ لُغَةٌ يَمَانِيَة . وقال أَبو حنيفة : عَفَرَ الناسُ يَعْفِرُون عَفْراً إِذا سَقَوا الزَّرْعَ بَعْد طَرْحِ الحَبّ . والعَفَرُ : السُّهَام كغُرابٍ الَّذي يُقَال له : مُخَاطُ الشَّيْطَانِ ويكونُ من الشَّمْسِ أَيضاً كذا قاله الصاغانِيّ . وعَفَرَه في التُّرَابِ يَعْفِرُه بالكَسْر عَفْراً وعَفَّرَهُ تَعْفِيراً فانْعَفَرَ وتَعَفَّر : مَرَّغَهُ فيه أَوْ دَسَّهُ . وفي حديثِ أَبِي جَهْلٍ : هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ بَيْنَ أَظْهُرِكم ؟ يُرِيد به سُجُودَهُ في التُّرابِ ؛ ولِذلِكَ قال في آخِرِه : لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِه أَو لأُعفِّرَنَّ وَجْهَه في التُّراب يريد إِذْلالَه . ويُقَال : هو مُنْعَفِرُ الوَجْهِ في التُّرابِ ومُعَفَّرُه . والمَعْفورُ : المُتَرَّبُ المُعَفَّر بالتُّرابِ . وفي قصيد كَعْبٍ : .
يَغْدُو فَيَلْحَمُ ضِرْغامَيْنِ عَيْشُهُما ... لَحْمٌ مِنَ القَوْمِ مَعْفُورٌ خَرَاديلُ