وفي الحديثِ " وُلِدَ رسولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم مَعْذُوراً مَسْرُراً " أَي مَخْتُوناً مَقْطُوعَ السُّرَّةِ وفي حديث آخَرَ " كُنَّ إِعْذَارَ عامٍ واحدِ " أَي خُتِّنَا في عام واحد وكانوا يُخْتَنُونَ لِسِنٍّ معلومَةٍ فيما بين عَشْرِ سِنين وخَمْسَ عَشْرَةَ . ومنَ المَجَاز : أَعْذَرَ للقَوْمِ إِذا عَمِلَ لهُمْ طَعَامَ الخِتَانِ وأَعَدّه وفي الحَدِيثِ " الوَلِيمَةُ في الإِعْذَارِ حَقٌّ " . وذلك الطَّعامُ هو العِذَارُ والإِعْذَارُ والعَذِيرَةُ والعَذِيرُ كما سيأْتي وأَصْل الإِعْذَارِ : الخِتَانُ ثم استُعْمِل في الطَّعَامِ الذي يُصْنَع في الخِتَانِ . أَعْذَرَ : أَنْصَفَ يقال : أَمَا تُعْذِرُنِي مِنْ هذا ؟ بمعْنَى أَمَا تُنْصِفُنِي منه ويقال : أَعْذِرْنِي من هذا أَي أَنْصِفْنَي منه قاله خالدُ بنُ جَنْبَة . يُقَال : أَعْذَرَ فُلاناً في ظَهْرِهِ بالسِّيَاطِ إِذا ضَرَبَه فَأَّثرَفيهِ قال الأَخْطَلُ : .
يُبَصْبِصُ والقَنَا زُورٌ إِلَيْهِ ... وقَدْ أَعْذَرْنَ في وَضَحِ العِجَانِ . أَعْذَرَتِ الدّارُ : كَثُرَتْ فيهِ هكذا في النُّسخ والصواب كثُرَ فِيهَا العَذِرَةُ وهي الغَائطُ الذي هو السَّلْحُ هكذا في التكملة وقال البَدْرُ القَرَافِيُّ في حاشِيَتِه : أَرادَ بالدَّارِ المَوْضِعَ فذكَّرَ الضَّمِيرَ . وعَذَّرَ الرَّجُلُ تَعْذِيراً فهو مُعَذِّرٌ : إِذا اعْتَذَرَ ولم يأْتِ بعُذْرٍ . وعَذَّرَ : لم يَثْبُتْ له عُذْرٌ وبه فُسِّر قوله عزّوجلّ " وجَاءَ المُعَذِّرُونَ من الأَعْرَابِ ليِؤْذَنَ لَهُمْ " بالتَّثْقِيل هم الذيِن لا عُذْرَ لهُمْ ولكن يَتَكَلَّفُونَ عُذْراً وسيأْتِي البحثُ فيه قريباً كعَاذَرَ مُعَاذَرَةً . عَذَّرَ الغُلامُ : نَبَتَ شَعرُ عِذَارِه يعني خَدَّه . عَذَّرَ الشَّيْءَ تَعْذِيراً : لَطَخَه بالعَذِرَةِ . عَذَّرَ الدَّارَ تَعْذِيراً : طَمَسَ آثَارَهَا . وأَعْذَرْتُهَا وأَعْذَرْتُ فيها : أَثَّرَتُ فيها كما نقله الصّاغانيّ . عذَّرَ تَعْذِيراً : اتَّخَذَ طَعَامَ العِذَارِ وأَعَدَّهُ للقَوْمِ عَذَّرَ تَعْذِيراً : دعَا إِليه . وتَعَذَّرَ : تأَخَّرَ قال امرُؤُ القَيْسِ : .
" بسَيْرٍ يَضِجُّ العَوْدُ مِنْهُ يَمُنُّهُأَخو الجَهْدِ لا يَلْوِي علَى مَنْ تَعَذَّرَا . تَعَذَّرَ علَيْه الأَمْرُ : لم يَسْتَقِمْ وذلك إِذا صَعُبَ وتَعَسَّرَ . تَعَذَّرَ : الرَّسْمُ : تغَّيرَ ودَرَسَ قال أَوسٌ : .
فبَطْنُ السُلَىِّ فالسِّجَالُ تَعَذَّرَتْ ... فمَعْقُلَةٌ إِلى مُطَارٍ فوَاحِفُ . وقال ابنُ مَيَادَةَ واسمُه الرِّماحُ بنُ أَبْرَدَ يَمدحُ بها عبدَ الواحِدِ بنَ سُلَيْمَانَ بنِ عبدِ المَلكِ : .
ما هاجَ قَلْبَكَ من مَعَارِفِ دِمْنَة ... بالبَرْقِ بينَ أَصالِفٍ وفَدَافِدِ .
لَعِبَتْ بها هُوجُ الرّياحِ فأَصْبَحَتْ ... قَفْراً تَعَذَّرَ غَيْرَ أَوْرَقَ هامِدِ . ومنها : .
منْ كانَ أَخْطَأَهُ الرَّبِيعُ فإِنهُ ... نُصِرَ الحِجَازُ بغَيْثِ عبدِ الوَاحِدِ .
سَبَقَتْ أَوائِلُه أَواخِرَه ... بمُشَرَّعٍ عَذْب ونَبْتٍ وَاعِدِ . كاعْتَذَرَ يقال : اعْتَذَرَت المَنَازِلُ إِذا درَسَتْ . ومَرَرْتُ بمَنْزِلِ مُعْتَذِر : بالٍ وقال ابنُ أَحْمَرَ : .
بانَ الشًّبابُ وأَفْنَى ضِعْفَه العُمُرُ ... للهِ دَرُّكَ أَي العَيْشِ تَنْتَظِرُ .
هلْ أَنْتَ طالِبُ مَجْدٍ لَسْتَ مُدْرِكَهُ ... أَم هَلْ لِقَلْبَكَ عن الاّفِه وَطَرُ .
أَم كُنْتَ تَعْرِفُ آياتٍ فَقَدْ جَعَلَتْ ... أَطْلالُ إِلْفِكَ بالوَدْكاءِ تَعْتَذِرُ . قيل : ومنه أُخِذَ الاعتذارُ من الذَّنْبِ وهو مَحْوُ أَثَرِ المَوْجِدَةِ . تَعَذَّرَ الرَّجلُ : تَلَطَّخَ بالعَذرَةِ . تَعَذَّرَ : اعْتَذَرَ واحْتَجَّ لنَفْسِه قال الشاعِر : .
كأَنَّ يَدَيْها حِينَ يُفْلَقُ ضَفْرُها ... يَدَا نَصَفٍ غَيْرَي تَعَذَّرُ مِنْ جُرْمِ . يُقال : تَعَذَّرُوا عليه أَي فَرّ وا عنه وخَذَلُوه . والعَذِيرُ : العَاذِرُ قال ذُو الإِصبَعِ . العَدْوَانَيّ :