من المَجَاز ظاءَرَنِي علَى الأَمْرِ مُظَاءَرَةً : رَاوَدَنِي ولم يَكُنْ في بالي أَو أَكْرَهَني عليه وكنت أَأْباه ويقال : ما ظَاءَرَنِي عليه غيرُك . والظِّئْرُ بالكسر : رُكْنٌ للقَصْرِ الظِّئْرُ أَيضاً : الدِّعَامةُ تُبْنَى إِلى جَنْبِ حائِطٍ ليُدْعَمَ عَلَيْهَا وهي الظِّئْرَةُ وقد تقدم في طبر أَن الطَّبْرَ رُكنُ القَصْرِ ونَبَّهنا هنالك أَنه تَصحيفٌ وكأَنّ المصنِّفَ تَبِع الصاغانيّ فإنه ذَكَرَه المحلَّيْنِ من غير تَنْبِيه والصوابُ ذِكْرُه هنا كما فَعَلَه ابنُ منظور وغيره . والظُّؤَرى مَضمومٌ مقصورٌ : البَقَرَةُ الضَّبِعَةُ قال الأَزهريّ : قرأْتُ بخطِّ أَبيِ الهَيْثَمِ لأَبي حاتمٍ في باب البَقَر : قال الطّائِفِيُّون : إِذا أَرادَت البَقَرةُ الفَحْلَ فهي ضَبِعَةٌ كالنّاقَةِ وهي ظُؤْرَى قال : ولا فِعْلَ للظُّؤْرَى . قال أَبو مَنْصُور : قَرَأْتُ في بعضِ الكُتُبِ : اْستَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ بالظَّاءِ أَي أَجْعَلَتْ واْستمْرَقَتْ وقال أَيضاً : ورَوىَ لنا المُنْذِرِيّ في كتاب الفُرُوق : اسْتَظْأَرَتِ الكَلْبَةُ : إِذا هَاجَتْ فهي مُسْتَظْئِرٌ . وأَنَا واقِف في هذا . والظِّئارُ بالكسر : أَنْ تُعَالَجَ الناقَةُ بالغِمَامَةِ في أَنْفِهَا كي تَظْأَرَ عَلَى ولَدِ غيرهَا وذلك أَن يُسَدَّ أَنفُهاَ وعَيْنَاهَا وتُدَسَّ دُرْجَةٌ من الخَرِق مَجْمُوعَةٌ في رَحِمِها ويَخُلُّوه بخِلاَلَيْنِ وتُجَلَّلَ بغِمَامَة تَسْتُرُ رَأْسَها وتُتْرَكَ كذلك حتى تَغُمَّها وتَظُنّ أَنّها قد مَخِضَتْ للوِلادَةِ ثم تُنْزَع الدُّرْجَة من حَيَائهَا ويَدْنُو حُوارُ نَاقَةٍ أُخْرىَ منها قد لُوِّثَتْ رَأْسُهُ وجِلْدُه بما خَرَجَ مَعَ الدُّرْجَة من أَذَى الرَّحِم ثم يَفْتَحون أَنفَها وعيْنَيْهَا فإِذا رَأَت الحُوَارَ وشَمَّتْه ظَنَّتْ أَنّهَا وَلَدَتْهُ إِذا شَافَتْه فتَدِرّ عليه وتَرْأَمُه وإِذا دُسَّت الدُّرْجَةُ في رَحِمِها ضُمَّ ما بينَ شُفْرَي حَيَائِها بسَيْر ومنه ما رُوِيَ عن ابنِ عُمَرَ : أَنّهُ اشْتَرَى ناقَةً فرأَى فيهَا تَشْرِيمَ الظَئارِ فرَدَّهَا . أَراد بالتَّشْرِيمِ ما تَخَرّقَ من شُفْرَيْها قال الشاعر : .
" ولم تجْعَلْ لها دُرَج الظِّئَارِ . من المجاز قال الأصْمَعِيّ : عَدْوٌ ظَأْرٌ أَي مِثْلُه مَعه هكذا بفتح العَيْن وسكون الدال على الصواب وفي سائر النُّسخ عَدُوٌّ بضم الدّال وتشدِيدِ الواو وهو خَطأٌ ورَأَيْتُه في التكملة أَيضاً بتشديدِ الواوِ ومما اسْتَدَلَّيْتُ به على صِحّة ما ضَبَطْتُهُ قَوْلُ الأَرْقَط يصف حُمُراً .
" والشَّدُّ تارَاتٍ وعَدْوٌ ظَأْرُ . أَراد عندهَا صَونٌ من العَدْوِلم تَبْذِلْه كلَّه . وقال الأَصْمَعِيّ أَيضاً : وكُلُّ شَيْءٍ مع شَيْءٍ مثلِه فهو ظَأْرٌ . وقال الزَّمَخْشَرِيّ : ظَأَرَ عَلَى عَدُوهِ : كَرّ عَلَيْهِ . ومما يستدرك عليه : نَاقَةٌ مَظْؤُورَةٌ وظَؤُورٌ : عُطِفَتْ على غَيْرِ وَلَدها ويقال الأَبِ الوَلَدِ الصُلْبِه : هو مُظائِرٌ لتلْكَ المرأَةِ . ويقال : ظَأَرَنِي فُلانٌ على أَمْرِ كذا وأَظْأَرَنِي وظَاءَرنِي على فَعَلَني : عَطَفَنِي . ويُقَال للظِّئْرِ : ظَؤُورٌ فَعُولٌ بمعنى مَفْعُولٍ وفي حديث عليٍّ Bه " أَظْأَرُكُمُ إِلى الحَقّ روأَنتم تَفِرُّونَ منه " أَي أَعطِفُكُم . والمُظَاءَرَةُ : الظِّئارُ يقال : ظاءَرَ قال شَمرٌ : هذا هو المعروف في كلامِ العَرَبِ وجاءَ في حديث عُمَر " أَنه كَتَبَ إِلى هُنَيّ وهو في نَعَمِ الصَّدَقَةِ أَن ظَاوِرْ " . وعن ابنِ الأَعرابيّ الظُّؤُورَةُ بالضَّمِّ : الدّايةُ والظُّؤُوَرةُ : الرَّضَعَةُ . مثل العُمُومَة والخُؤولَه والأَبُوّة والأَمُومَة والذُّكُورَة .
وأَبو عُثْمَانَ مُسْلُم بنُ يَسَار الظِّئْرِيّ : رضِيعُ عبدِ المَلِكِ بنِ مَرْوَانَ روَىَ عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاستشارة . كذا ذكَرَه ابنُ نُقْطَة وزعم أَنّه رآه بخطّ أَبي يَعْلَى بن زوجِ الحُرَّة في الجُزْءِ التاسع من حديث المخلص قال الحافظُ بنُ حَجَر : وهذا تَصحيفٌ والصواب الطُّنْبُذِيّ بضمّ الطاءِ وسكون النون وضمّ الموحدة وإعجامِ الذال وهو الذي رَوَى عن أَبي هُرَيْرَةَ في الاسْتِشَارَة وعنه بَكْرُ بنُ عَمْرو قال :