يقال : امَّصَرَ الغَزْلُ إذا تَمَسَّخَ . قاله الصاغانيّ . ومما يستدرك عليه : المَصَرُّ بالفَتْح : الصُّرَّةُ . والصِّرُّ بالكسر : النارُ قاله ابنُ عباس . وجاءَ يَصْطَرُّ أي يَصْخَبُ . وصَرِيرُ القَلَمِ : صَوْتُه . واصْطَرَّت الساريةُ : صَوَّتَت وحَنت وهو في حديث حَنِين الجِذْعِ . وصَرَّيَصُرّ إذا جَمَع عن ابن الأعرابيّ ورجُلٌ صَارٌّ بين عَيْنَيْه : متَقَبِّضٌ جامِعٌ بينهما كما يَفْعَلُ الحَزِينُ . وفي الحديث : " أَخْرِجَا ما تُصَرَّرَانه من الكَلامِ " أي ما تُجَعَّانِه في صُدًورِكما . وكلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَه فقد صَرَرْتَه ومنه قيل للأسِيرِ : مَصْرُورٌ لأنه يَديه جُمعتا إلى عُنُقه . وأَصرَّ على الذَّنْبِ : لم يُقْلِعْ عنه وفي الحديثِ : " وَيْلٌ للمُصِرِّينَ " الذِين يُصِرُّونَ على مَا فَعَلوه وهم يَعْلَمُون . والإِصْرارُ على الشيْءٍ : المُلازَمَةُ والمُدَاوَمَةُ والثَّبَاتُ عليه وأَكثَرُ ما يُسْتَعْمَل في الشَّرِّ والذُّنُوبِ . وصَرَّ فلانٌ علىَّ الطَّرِيقَ فلا أَجِدُ مَسْلَكاً . وصَرَّتْ علىَّ هذهِ البلدةُ وهذه الخُطَّة فلا أَجِدُ منها مَخلَصاً . وجَعَلْتُ دونَ فُلانٍ صِراَراً : سَداًّ وحاجِزاً فلا يَصِلُ إِلىَّ . وامرأَةٌ مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ . والصِّرَارُ : الأمَاكِنُ المرتفعة لا يَعْلُوها الماءُ . وصِرَارٌ : اسمُ جَبَل وقال جَرِيرٌ : .
إنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايلُ لُؤْمَه ... حتى يَزوُلَ عن الطَّريقِ صِراَرُ ويقال للسَّفِينَةِ : قُرْقُورٌ وصُرْصُورٌ وصَرْصَرٌ : اسمُ نَهرٍ بالعِراقِ . وفي التهذيب من النّوادِرِ : وصَرْصَرْتُ المَالَ صَرْصَرَىةً إذا جَمَعْتَه ورَدَدْتَ أَطرافَ ما انتَشَرَ منه وكذلك كَمْهَلْتُه وحَبْكَرْتُه ودَبْكَلْتُه وزَمْرَمْتُه وكَبْكَبْتُه . ويقال لمن وَقعَ في أمرٍ لا يَقْوَى عليه : صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ . ومن أمثالهم : عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدُبُ . وقد أَشار له المصنّف في علق . وأحاله على الراءِ ولم يَذكره كما تَرَى وسيأتي شرْحُه هناك .
صطر .
الصَّطْرُ ويُحَرَّكُ : السَّطْرُ والصاد لغة في السين ومُصَيْطِرٌ بالصاد والسين وأَصل صاده سين قُلِبَت مع الطّاءِ صاداً : لقرب مَخارِجها . من ذلك تَصَيْطَر لغة في تَسَيْطَرَ . والمُصْطَارُ بالضَّمّ قال الأزهريّ : أَظنّه مُفْتَعَلاً من صار قُلِبَت التاءُ طاءً قال : وقد جاءَ المُصطَارُ في شعرِ عِديِّ بن الرقاعِ في نَعْتِ الخَمْر في موضعين بتخفيف الراءِ قال : وكذلك وَجدته مقيداً في كِتاب الإيادِيّ المقروءِ على شَمِرٍ ونقل عن الكسائيّ أَنّ المُصْطَارَ هو الخَمْرُ الحامِضُ وقال في مَوضِعٍ آخر : وهي لغَةٌ رَدِيئة قال الأخْطَلُ يَصف الخَمْرَ : .
نَدْمَى إذا طَعَنوا فيها بجَائِفَةٍ ... فَوقَ الزُّجَاجِ عَتِيقٌ غَيْرُ مُصْطارِ . قال : المُصْطارُ : الحَدِيثَةُ المُتَغَيِّيرَةُ الطَّعْمِ والرِّيحِ . وقيل : المُصطارُ : الخَمْرُ التي اعتُصِرَتْ من أبْكَارِ العِنَبِ حديثاً قال وأُرَاهُ رُومِياًّ : لأنه لا يُشْبِه أبْنِيةَ كلامِ العَربِ قال : ويقال : المُسْطارُ بالسين وهكذا رواه أَبو عُبَيْدٍ في باب الخَمْرِ . والصَّطَرُ مُحركَةً لغة في السَّطَرِ وهو العَتُودُ من الغَنَمِ هكذا أورَدَه الصاغانيّ ونَسَبَه إِلى الخَارَزنْجِيّ . وفي المُحكم في سَطر : السَّطَرُ : العَتُود من المَعْزِ والصّاد لغة فيه . قلت : وسيأتي الكَلامُ عليه في مصْطر إن شاءَ الله تعالى . وشيخُ شُيُوخِنا القُطبُ أَبو عَبْدِ الله محمدُ بنُ أَحمدَ المِكْنَاسيّ شُهِرَ بالمُصْطارِيّ .
صعر .
الصَّعَرُ مُحَرَّكَةً والتَّصَعُّرُ : ميَلٌ في الوَجْهِ وقيل : الصَّعَرُ : المَيَلُ في الخَدِّ خاصَّةً . أو هو مَيَلٌ في العُنُقِ وانقلابٌ في الوَجْهِ إِلى أَحدِ الشِّقَّيْنِ . أو هو داءٌ في البعيرِ يأْخُذُه ويَلْوِي عُنُقه منه ويُمِيلُه . صَعِرَ كفَرِحَ صَعَراً فهو أَصْعَرُ وجمْعه صُعْرٌ قال أَبو دَهْبَلٍ أنشده أَبو عَمْرِو بنُ العلاءِ : .
وتَرى لها دَلاًّ إذَا نَطَقتْ ... تَرَكَتْ بَنَاتِ فُؤادِهِ صُعْراَ