يُريد أنّ من أُصيبَ صَدْرُه لا بدّ له أن يَسْعُلَ وذلك حينَ قيل له : حَتى متى تَقُولُ هذا الشِّعْرَ ؟ يعني أنه يَحدُث للإنسان حالٌ يتمثلُ فيه بالشِّعر وتَطِيبُ به نَفْسُه ولا يكاد يَمْتَنِعُ منه . وفي حديث الزُّهْرِيّ قيل له : " إنّ عُبَيْدَ اللهِ يقولُ الشِّعْرَ ؟ قال : ويَسْتَطيعُ المَصْدُورُ أن لا يَنْفُثَ ؟ " أي لا يَبْرق شَبَّه الشِّعَر بالنَّفْثِ لأنهما يَخرجان من الفمِ وفي حديث عَطَاءٍ قيل له : " رَجُلٌ مَصْدُرٌ يَنْهَزُ قَيحاً أحدثٌ هُو ؟ قال : لا " . يَعْنِي يَبزُقُ قَيْحاً . والأَصْدَرُ : العَظِيمُهُ أي الذي أَشْرَفَتْ صُدْرَتُه . والمُصَدَّرُ كمُعَظَّمٍ : القَوِيُّهُ الشَّدِيدُهُ ومنه حديثُ عبدِ المَلِكِ أُتِيَ بأَسِير مُصَدَّرٍ وهو العَظِيمُ الصَّدْرِ . المُصَدَّرُ من الخَيْلِ : مَنْ بَلَغَ العَرَقُ صَدْرَه وبه فسر ابنُ الأعرابيّ قولَ طُفيل الغَنَوِيّ يصف فرساً : .
كأنه بَعْدَ ما صَدَّرْنَ مِنْ عَرَقٍ ... سِيدٌ تَمَطَّرَ جِنحَ اللَّيْلِ مَبْلُولُ . ورَوَاه بعدَ ما صُدِّرْنَ على مالم يسَمَّ فاعِلُه أي أصابَ العَرَقُ صُدُورَهُنّ بعد ما عَرِقَ . وقال أبو سَعيدٍ : أي هَرَقْنَ صَدراً من العَرَقِ ولم يَسْتَفْرِغْنَه . وعليه اقتصر الصاغانيّ . والأجودُ في معناه : أي بَعْدَ ما سَبَقْنَ بصُدُورِهِنّ والعَرَقُ : الصَّفُّ من الخَيْلِ كذا في اللسان . المُصَدَّرُ : الأَبْيَضُ لَبَّةِ الصَّدْرِ من الغَنَمِ والخَيْلِ . أو هو السَّوْداءُ الصَّدْرِ من النِّعاجِ وسائِرُها أبيَضُ . ونعجةٌ مُصَدَّرَةٌ قاله أبو زيد . وتَصَدرَ الفَرَسُ وصدَّرَ . كلاهما : تَقَدمَ الخَيْلَ بِصدْرِه . وقال ابنُ الأعرابيّ : المُصَدَّرُ : السلبقُ من الخَيلِ ولم يَذْكُر الصَّدْرَ وهو مَجَاز وبه فُسَّر قولُ طُفيل الغَنَوِيّ السابِق . ومن المَجَاز : المُصَدَّرُ : الغَلِيظُ الصَّدْرِ من السِّهامِ . المُصَدَّرُ : أولُ القِداحِ الغُفْلِ التي ليست لها فُرضٌ ولا أَنْصِباءُ وإنما يُثَقَّلُ بها القِداحُ كَرَاهيةَ التُّهَمَةِ هذا قول اللَّحْيَانيّ . المُصَدَّرُ : الأسَدُ والذِّئْبُ لشدَّتِهما وقُوةِ صَدْرِهما . وتَصَدَّرَ الرجلُ : نصبَ صَدْرَه في الجُلُوِس . يقال : صَدَّرَهُ فَتصَدَّرَ : جلسَ في صَدْرِ المَجْلِسِ أي أعلاه . تَصَدَّرَ الفَرَسُ : تَقَدَّمَ الخَيْلَ بصَدْرِه كصدرَ تصديراً وسيأتي للمصنف في آخر المادة : صَدَّرَ الفَرَسُ فهو كالتكرار لأن المعنى واحدٌ . وصُدُورُ الوَادي : أعليه ومَقَادِمُه كصَدَائرِهِ عن ابن الأعرابيّ وأنشد : .
أَ أَنْ غَرَّدَتْ في ربَطْنِ وَاد حَمَامَةٌ ... بكيتَ ولَمْ يَعْذرْكَ في الجَهْلِ عاذِرُ .
تَعَاليْنَ في عُبْرِية تَلَعَ الضُّحَى ... عَلَى فَنَنٍ قد نَعَّمَتْه الصَّدَائِرُ جَمْعُ صَدَارةٍ وصَدِيرة وهكذا في النسخ والذي في اللسان : واحدُها صادِرَةٌ وصَديِرةٌ من المَجَاز قولهم : ماله صادِرٌ ولا وَارِدٌ أي ماله شَيءٌ وقال اللَّحْيَانيّ : ماله شَيءٌ ولا قَوْمٌ . من المَجَاز : طَريقٌ صادِرٌ . أي يَصْدُرُ بأهْلِهِ عن الماءِ كما يقال : طَريقٌ وارِدٌ يَرِدُهُ بهم قال لَبيدٌ يذكرُ نا قَتَيْن : .
ثمَّ أَصْدَرْنا هُما في وَاردٍ ... صادِرٍ وَهْمٍ صُواهُ قد مَثَلْ . أراد : في طَريقٍ يُوردُ فيه ويُصْدَرُ عن الماءِ فيه والوَهْمُ : الضَّخْمُ . والصَّدَرُ مُحركةً : اليَومُ الرّابِعُ من أيامِ النَّحْرِ لأن الناسَ يَصْدُرُونَ عن مكةَ إلى أماكِنِهِمْ وفي الحديث " للمُهَاجِرِ إقاَمةُ ثَلاثٍ بعدَ الصَّدَرِ " يعني بمكةَ بعدَ أن يَقضشيَ نُسُكَه . الصَّدَرُ : اسمٌ لجَمْعِ صادرِ قال أبوُ ذُؤَيْبٍ : .
بأَطْيَبَ مِنها إذَا ما النُّجُو ... مُ أعْنقْنَ مِثلَ هَوَادي الصَّدَرْ