وأنكر الأصمعيّ الأسْهَريْنِ قال : وإنَّما الرّوايةُ في قول الشَّماخِ أسْهَرتْه أي لم تدعْهُ ينام وذكر أن أبا عُبيْدةَ غَلِطَ . قال أبو حاتم : وهو في كتاب عبد الغفّارِ الخُزاعيّ وإنما أخذَ كتابه فزادَ فيه أعني كتابَ صِفةِ الخيْلِ ولم يكن لأبي عُبيدَةَ علْمٌ بصفة الخيْلِ وقال الأصمعيّ : لو أحْضرتْه فَرَساً وقيل ضعْ يدَكَ على شيءٍ منه ما دَرَى أيْن يَضَعُها . والسَّاهُور : السَّهَرُ محركةً كالسُّهارِ بالضمِّ بمعنى واحدِ . وفي التهذيب : السُّهّار والسُّهادُ بالراءِ والدال . السّاهُور : الكَثْرَةُ السّاهُورُ : القَمَرُ نفسه كالسَّهَرِ مُحركةً سُرْيانيّة عن ابن دُريْدٍ . وساهُور القمر : غِلافُه الذي يدخُلُ فيه إذا كُسِفَ فيما تزعُمه العرب كالسّاهرة قال أميَّةُ بن أبي الصَّلْت : .
لا نتقصَ فيه غَيْرَ أنَّ خَبيئهُ ... قَمَرٌ وساهُورٌ يُسلُّ ويُغْمدُ قال ابن دُريْد : ولم تُسْمع إلا في شِعْره وكان يَسْتعْملُ السُّرْيانّية كثيراً لأنه كان قد قرأ الكُتُب قال : وذكرَه عبد الرحمنِ بن حسّان كذا في التَّكْملة وقال آخر يصف امرأةً : .
كأنَّها عِرْقُ سامٍ عنْد ضَاربِهِ ... أو فِلْقَةٌ خَرَجتْ من جَوفِ ساهُورِ يعني شُقَّةُ القمر وأنشد الزَّمّخْشريّ في الأساس : .
كأنَّها بُهْثةٌ تَرْعى بأقْرِيةٍ ... أوشِقَّةٌ خَرَجتْ من جَوفْ ساهُور قلت : البَهْثة : البقرةَ والشَّقَّةُ : شِقَّة القمر ويُرْوى : من جنْب ناهور والناهور : السّحاب .
قال القُتيْبيّ : يقال للقمر إذا كُسِفَ : دخلَ في ساهُوره وهو الغاسِقُ إذا وقب وقال النبي A لعائشَةَ Bها وأشارَ إلى القمر فقال : تعَوَّذي بالله من هذا فإنه الغاسِقُ إذا وقَب يريد : يَسْودُّ إذا كُسِف وكلّ شْيءٍ اسودّ فقد غَسَقَ .
ساهورُ القمرِ : دارَتُه سُرْيانّية . وقال ابن السِّكِّيتِ : وقيل : ليالي السّاهور : التِّسْعُ البواقي منْ آخرِ الشَّهْر سُميت لأنّ القمرَ يغيبُ في أوائلها . يقال : الساّهُور : ظِلُّ الساهرةِ أي وجْه الأرْضِ . السّاهور من العيْن : أصلُها ومنبعُ مائها يعنِي عينَ الماء قال أبو النجْمِ : .
لاقتْ تَميمُ الموْتَ في ساهُورِها ... بينَ الصَّفاَ والعَيْن من سديرها والسَّاهرِيّة : عِطْرٌ لأنه يُسْهَرُ في عمَلِها وتَجْويدها والإعجامُ تصْحيف قاله الصّغاني . ومُسْهِرٌ كمُحْسنٍ : اسْم جماعةٍ منهم : مُسْهِرُ بن يزيدَ ذكره أبو عليٍّ القالي في الصحابة . ومما يستدرك عليه : يقال للنَّاقةِ : إنها لسَاهرّةُ العْرقِ وهو طُولُ حفْلها وكثْرةُ لبنها . وبَرْقٌ ساهرٌ وقد سهِرَ البرقُ إذا باتَ يلْمعُ وهو مجاز .
سير .
السَّيْرُ : الذَّهابُ نهاراُ وليلاً وأما السُّرَى فلان يكونُ إلا ليْلاً كالمَسيرِ يقال : سارَ القومُ يَسيرونَ سَيْراً ومسيراً إذا امتدّ بهم السَّيْرُ في جِهة توجَّهُوا لها ويقال : بارك الله في مَسِيرك أي سَيْرك . قال الجوهريُّ : وهو شاذٌّ لأن القياسَ المصدرِ من فعلَ يفعلُ مفعلٌ بالفتح لا والتسيارِ بالفتح ويُذهبُ به إلى الكثرةِ وهو تفعالٌ من السيرِ قال : .
فأَلْقَتْ عَصَا التَّيسْارِ منها وخَيَّمَتْ ... بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِيضٌ مَحَافِرُهْ