ومَجُودٍ قد اسْجَهَرَّ تَنَاوِي ... رَ كلَوْنِ العُهُونِ في الأَعْلاَقِ وقال أبو حَنِيفَة : اسجَهَرَّ هنا : تَوَقَّدَ حُسْناً بأَلْوَانِ الزَّهْرِ . قلْت : والمَآلُ واحِد ؛ لأَنَّ النَّبَاتِ إِذَا طَالَ وظَهَر وانْبَسَط أَزْهَرَ وتَوَقَّدَ بحُسْنِ الأَلْوَانِ . وقال ابنُ الأَعرابِيِّ : اسجَهَرّ السَّرَابُ إِذَا تَرَيَّهَ وجَرَى . وأَنْشَدَ بَيْتَ لَبِيد . واسجَهَّرت الرِّمَاحُ إِذَا أَقْبَلَتْ إِلَيْك . ويقال : سَحابَةٌ مُسْجَهِرَّةٌ إِذَا كانت يَتَرَقْرَقُ فيها الماءُ . ومما يستدرك عليه : اسَجَهَّرت النارُ إِذَا اتَّقدَتْ والْتَهَبَتْ . واسْجَهَرَّ اللَّيْلُ : طالَ . وبناءٌ مُسْجَهِرٌّ : طَوِيلٌ .
س ح ر .
السَّحْر بفَتْح فسُكُون وقد يُحَرَّك مثال نَهْر ونَهَر لمكان حرْف الحَلِقْ ويُضَمّ - فهي ثَلاثُ لُغَات وزادَ الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة : بكَسْرٍ فسكون فهو إِذَاً مُثَلَّث ولم يَذْكُره أَحَدٌ من الجَمَاهِير فليُتَثَبَّت - : الرِّئَةُ . وبه فُسَّر حديث عائشة Bها " مات رسول الله A بين سَحْرِي ونَحْرِي " أَي مات صلى الله ليه وسلم وهو مُسْتَنِدٌ إلى صَدرِهَا وما يُحَاذِي سَحْرَهَا مِنْه . وحَكَى القُتيْبِيّ فيه أنَّه بالشِّينِ المعجمة والجيم وسيأْتي في موضعه والمَحْفُوظ الأوّلُ . وقيل : السّحر بلُغَاتِه الثّلاث : ما الْتَزَق بالحُلْقُوم والمَرِئ من أعْلَى البَطْنِ وقيل : هو كُلُّ ما تَعَلَّق بالحُلْقُومِ من قَلْب وكَبِدٍ ورِئَةٍ . ج سُحُورٌ وأسْحَارٌ وسُحُرٌ . وقيل أَن السُّحُور بالضَّمّ جمعُ سَحْر بالفتَحْ . وأمَّا الأسْحَارُ والسُّحُر فجَمْع سَحَرٍ مُحَرَّكةً . والسَّحْرُ أثَرُ دَبَرَةِ البَعِير بَرَأَتْ وابْيَضَّ موَْضِعُهَا . ومن أمثالهم : " انتفَخَ سَحْرُه " وانتفَخَت مَسَاحِرُه . وعلى الأوّل اقتصرَ أئِمَّة الغَرِيب والثاني ذَكَرَه الزَّمَخْشَرِىّ في الأساس . وقالوا يقال ذلك للجَبَان وايضاً لمَنْ عَدَا طَوْرَه . قال اللَّيْثُ : إِذَا نَزَت يالرَّجُلِ البِطْنَةُ يقال : انتفَخَ سَحْرُه . معناه عَدَا طَوْرَه وجَاوَزَ قَدْرَه . قال الأَزْهَرِيّ : هذا خَطَأٌ إنما يقال : انتَفَخَ سَحْرُه للجَبان الذي مَلأ الخَوْفُ جَوَْفه فانتفَخَ السَّحْرُ وهو الرِّئَة حتَّى رَفَعَ القَلْبَ إلى الحُلْقُوم . ومنه قوله تعالى " وبَلَغَت القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وتَظُنُّونَ بالله الظُّنُونَا " وكذلك قوله : " وأَنْذِرْهُم يَوْمَ الآزِفَةِ إذِ القُلُوبُ لَدَى الحَنَاجِر " كلّ هذا يَدلُّ على انْتِفَاخ السَّحْرِ مَثَلٌ لشِدَّة الخَوْفِ وتَمَكُّنِ الفَزعِ وأنه لا يَكُون من البِطْنَة . وفي الأساس : انتفخَ سَحْرُه ومَسَاحِرُه من وَجَلٍ وَجُبْنٍ . وتَبِعه المُصَنِّف في البَصَائِر . وفي حدَيِث أبي جهل يوم بَدْر قال لعتبة بن ربيعة : " انْتَفَخ سَحْرُك " أَي رِئتُك يقال ذلك للجَبان