يعني أنها من إبلٍ هؤلاءِ فهم يُذَمِّرُونَهَا . وذَمَار كسَحاب فتُعرَب أو قَطامِ فتُبْنَى لأن لاَمَها راءٌ أو تُعْرَب إعرابَ مالا يَنْصَرف . وقال شيخُنَا نَقلاً عن بَعْضِ الفُضَلاءِ : الأشْهَر في ذمَار فتحُ ذالِهَا فتُبْنى كوَبَارِ أو تُعْرَب بالصَّرف وتَرْكه وحَكَى بَعْضٌ كَسْرَهَا فتُعْرب بالوَجْهَيْن قُلتُ : وحَكَى بعضُهُم إهْمَالَ الذّال أيضاً : باليَمَن عَلَى مَرْحَلَتَيْن من صَنْعَاءَ على طريقِ المُتَوجِّه من زَبِيدَ إليها وهي الآن مدينةٌ عامرٌ كبيرةٌ ذاتُ قُصورٍ وأبْنِيِة فاخِرَةِ ومَدَارِسِ عِلْمٍ وخَرَجَ مِنْهَا فُقَهَاءُ ومُحَدِّثون سُمِّيَتْ بقَيْل من أقْيَالِ اليمنِ يقال إنَّه شَمِرُ بن الأُملوكِ الذي بَنَى سَمَرْقَنْدَ وقيل غيرُ ذلك . وقيل : إن ذَمَار اسمُ صَنْعَاء . قاله ابنُ أَسْوَد قال : وصَنْعَاءُ كلمةٌ حَبَشِيّة معناه وَثيقٌ حَصِينٌ . ويَشْهَد له مَا فِي اللِّسَان وغَيْره : كَشَفت الرِّيح عن مِنْبَرِ هُودٍ عليه السلامُ وهو مِنَ الذَّهَب مُرَصَّع بالدُّرِّ واليَاقُوت وعن يمينه من الجَزْع الأحمرِ مكتوب بالمُسْنَد وعبارة اللسان : هَدَمَتْهَا قُريْشٌ في الجاهليّة فوُجِدَ في أساسها حَجَرٌ مكتوبٌ فيه بالمُسْنَد : لِمَن مُلْكُ ذِمَار لحِمْير الأخْيار لمَن مُلْك ذِمَار للحَبَشَة الأشْرَار لمَنْ مُلْك ذِمَار لفارِسَ الأحْرَار لمن مُلْك ذِمَار لقُرَيْش التُّجَّار . وذَمُورَانُ ودَالاَنُ وفي بعض النُّسخ دَلانَ : قَريتانِ بِقُرْبِهَا يقال فيما نُقِل : ليسَ بأرْضِ اليَمَنِ أحْسَنُ وُجُوهاً من نِسَائِهِمَا قلت : والأمْر كما ذُكِر ويُضاهِيهما في الجَمَال واَدِي الحُصَيْب الذي هو وَادِي زَبِيدَ حَرَسَه الله تعالى وقد تقدّم للمُصَنِّف شْيءُ منذ لك في حَرْفِ المُوَحَّدةَ . وذَمَرْمَرُ كسَفْرَجَل : حِصْنٌ بصَنْعَاء اليَمَنِ وفيه يَقولُ السَّيِّد صلاحُ بن أحمَدَ الوَزِيرِيّ من شُعَرَاءِ اليَمَن : .
لِله أيّامِي بذِي مَرْمَرٍ ... وطِيبُ أوْقاتِي برَبْعِ الغِرَاسْ .
والشَّمْلُ مَجْمُوعٌ بمن أرتَضِى ... والسِّرُّ فيه السِّرُّ والنّاسُ ناسْ .
والجِنْس مَنْظومٌ إلى جِنْسِه ... وأفضَلُ النَّظْمِ نِظَامُ الجِنَاسُ والذَّمِيرُ كأَمِير : الرّجلُ الحَسَنْ الخلقِ . والتَّذْمِيرُ : تَقديرُ الأمرِ وتَحْزِيرُه . والتَّذَامُرُ : التَّحَاضُّ على الِقَتالَ . والقَوْمُ يَتذَامَرون أَي يَحُضُّ بعضُهُم بَعْضاً على الجِدِّ في القِتَال ومنه قوله : .
" يَتَذَامَرُونَ كَرَرَتُ غَيرَ مُذَمَّمِ وقد يَجِيئُ بمَعْنَى التَّلاَوُمِ ومنه حَدِيثُ صَلاَةِ الخَوْفِ " فتَذَامَرَ المُشْرِكُون وقَالُوا : هَلاَّ كُنَّا حَمَلْنا عليهم وهم في الصَّلاة " أَي تَلاَوَموا على تَرْكِ الفُرْصَه . والذَّمِرَةُ كزَنِخَة : الصَّوتُ . والذَّيْمُرِيًّ بضَمّ الميمِ : الرَّجُل الحَدِيدُ الطَّبْعِ العَلِقُ ككَتِف يتَعَلَّق بالأُمُور ويُعانِيَها . ومن المَجَاز يُقَالُ للأمْرِ . إِذَا اشْتَدَّ : بَلَغَ المذَُمَّرَ كمُعَظَّم كقولهم بَلَغَ المُخَنَّقَ .
ومما يستدرك عليه : عن أبي عَمْرو : الذِّمَار بالكَسْر : الحَرَمُ والأهْلُ والحَوْزَة . والحَشَمُ والأنسابُ ويُفْتَح . وفي حديثِ الفَتْح " حَبَّذَا يَومُ الذِّمار " يريد الحَرْب وقيل : الهَلاك . وقيل : الغَضَب . كذا في التَّوْشِيح . وذَمَارِ : اسمُ فِعْلٍ كَنَزالِ من ذَمَرْتُ الرَّجلَ إِذَا حَرَّضْتُه على الحَرْب استدركَه شيخُنَا نَقلاً عن السُّهَيْليّ في الرَّوْض . وذَوْمَرٌ : اسمٌ عن ابن دُرَيد .
ذ م ق ر .
اذْمَقَرَّ اللَّبَنُ وامْذَقَرَّ إِذَا تَفَلَّقَ وتَقَطَّع . والأوّل أعرَفُ وكذلك الدَّمُ كذا في اللِّسَان .
ذ و ر