في مُسْتَحِيرِ رَدَى المَنُو ... نِ ومُلْتَقَى الأسَلِ النَّواهِلْ وَمرَقَةٌ مُتَحيِّرةٌ : كَثيرةُ الإهالَةِ والدَّسمِ . وفي الأساس : وأتَى بمَرَقَةٍ كَثِيرَةِ الإحَارَةِ . ورَوضَةٌ حَيْرَى : مُتَحَيِّرةٌ بالماءِ . أنشَدَ الفارِسِيّ لبَعْض الهُذَلِيّين : .
إمَّا صَرَمْتِ جَدِيد الحِبا ... لِ مِنِي وغَيَّرَكِ الآشِبُ .
فيا رُبَّ حَيْرَى جُمَادِيَّةٍ ... تَحَيَّرَ فيها النَّدَى السَّاكِبُ عنَى ذلك . والمَحَارَةُ : الحائِر . واسْتَحَارَ الرَّجلُ بمَكَانِ كَذَا ومَكانِ كَذّا : نَزَلَه أيّاماً . ويقال : هذِه أنْغَامٌ حِيرَاتٌ : أي مُتَحَيِّرةٌ كَثِيرةٌ . وكذلك النَّاسُ إذَا كَثُرُوا . والسُّيُوفُ الحارِيَّةُ : المعْمُولَةُ بالحِيرَة قال : .
فلما دَخَلْنَاه أضَفْنا ظُهُورَنا ... إلى كلِّ حارِيٍّ قَشِيبٍ مُشَطَّبِ يقول : إنّهم احْتَبَوْا بالسُّيوف وكذلك الرِّحالُ الحارِيَّاتُ . قال الشَّمَّاخ : .
" يَسْرِي إذا نامَ بنُو السَّريَّاتِ .
" يَنامُ بينَ شُعَبِ الحارِيَّاتِ والحارِيُّ : أنْمَاطُ نُطُوعٍ تُعمَلُ بالحِيرَة تُزَيَّن بها الرِّحَالُ . أنْشَد يَعْقُوب : .
عَقْماً ورَقْماً وحارِيّاً تُضاعِفُه ... على قَلائِصَ أمثالِ الهَجَانِيعِ واستُحِيرَ الشَّرَابُ : أُسِغَ قال العَجَّاج : .
" تَسْمعُ للجَرْعِ إذَا اسْتُحِيرَا وحِيارُ بن مُهَنَّا ككتَاب : من أمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام نَقَلَه الذَّهَبِيّ . واسْتَدْرَكَ شيخُنَا هُنا حَيْرُون بفَتْح فَسُكُون ونَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانيّ في إرشاد السَّارِي أنَّ سيِّدَنا إبراهِيمَ الخَلِيلَ عَلَيْه السَّلام دُفِن به . قُلْت : وهو َتَصحِيف . والصَّوابُ أنه حَبْرون بالمُوحَّدة وقد سبق في مَوْضعِه ثم رأيتُ ابْنَ الجَوَّانِّي النَّسّابةَ ذَكَرَ عند سَرْدِ أولادِ عِيصُو بْنِ إسْحَاق في المُقَدّمة الفَاضِلِيّةِ ما نَصُّه : ودُفِن مع أخِيه يَعْقُوبَ في مَزْرعةَ حَيْرون هكذا بالحَاءِ واليَاءِ . وقيل : بل هي مزْرَعة عَفْرُون عند قَبْر إبراهِيمَ الخَلِيلِ عليه السّلام كان شَرَاهَا لِقَبْرِه وفِيهَا دُفِنَت سَارَةُ . فصل الخاء من باب الراء خبر .
الخَبَرُ : مُحرَّكَةً : النَّبَأُ هكذا في المُحْكَم . وفي التَّهْذِيب : الخَبَر : ما أتَاك مِن نَبَإٍ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ . قال شَيْخُنا : ظاهِرُه بل صَرِيحُه أنَّهُما مُتَرادِفَان وقد سَبق الفَرْقُ بَيْنَهُما وأنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَيَّدٌ بكَوْنِه عن الرَّاغِب وغيرُه من أئِمَّة الاشْتِقَاقِ والنَّظَرِ في أصولِ العَرَبِيَّة . ثم إنَّ أعلامَ اللُّغَةِ والإصْطِلاح قالوا : الخَبَر عُرْفاً ولُغَة : ما يُنْقَل عن العَيْر وزادَ فيه أهْلُ العَرَبِيَّة . واحْتَمَلَ الصِّدْقَ والكَذِبَ لِذَاتِه . والمُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَى الحَدِيث . أو الحَدِيثُ : ما عَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللُه عليه وسلَّم والخَبَر : ما عَنْ غَيْرِه .
وقال جَماعَة من أهْلِ الإصْطلاح : الخَبَر أعَمُّ والأَثَرُ هو الذي يُعَبَّرُ به عن غَيْر الحَدِيث كما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ . وقد مَرَّ إيماءٌ إليه في أثر وبَسْطه في عُلُوم اصْطِلاح الحَدِيث . ج أخْبارٌ . وجج أي جَمْع الجَمْع أخابِيرُ . يقال : رَجُلٌ خَابِرٌ وخَبِيرٌ : عالِمٌ بالخَبَر . والخَبِيرُ : المُخْبِر