الأَبُّ : الكَلأُ وهو العُشْبُ رَطْبُه ويَابسُه وقد مَرَّ أَو المَرعَى كما قاله ابن اليَزِيدِيِّ ونقله الهَرَوِيُّ في غَرِيبه وعليه اقْتَصَرَ البَيْضَاوِيُّ والزمخشريُّ وقال الزَّجَّاجُ : الأَبُّ : جميعُ الكَلإِ الذي تَعْتَلفُهُ المَاشِيَةُ وفي التنزيل العزيزِ " وفَاكِهَةً وأَبَّا " قال أَبو حَنِيفَةَ : سَمَّى الله تعالى المَرْعَى كُلَّه أَبًّا قال الفَرَّاءُ : الأَبُّ ما تأْكُلُه الأَنْعَامُ وقال مُجَاهِدٌ : الفَاكِهَة : ما أَكلَهُ الناسُ والأَبُّ : ما أَكَلَتِ الأَنْعَامُ فالأَبُّ مِن المَرْعَى للدوابِّ كالفاكهة للإِنْسَانِ قال الشاعر : .
جِذْمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارُنَا ... ولَنَا الأَبُّ بِهِ والمَكْرَعُ أو كُلُّ مَا أَنْبتَتِ الأَرْضُ أي ما أَخرجته من النبات قاله ثعلب وقال عطاء : كل شيءٍ ينبتُ على وجهِ الأرضِ فهو الأَبُّ والخَضِرُ من النبات وقيل التِّبْنُ قاله الجَلاَلُ أَي لأَنه تأْكله البهائم هكذا في النسخ والخَضِرُ كَكَتِف وعليه شرح شيخنا وهو غَلَطٌ والصواب : الخَصِرُ بالصاد المُهْمَلَةِ الساكنة كما قَيَّدهُ الصاغانيّ ونسبه لهُذَيْلِ وفي حديث أَنس أَن عُمَرَ بنَ الخطابِ Bهما قرأَ قوله D " وفَاكِهَةً وأَبًّا " وقال : فما الأَبُّ : ثمَّ قال : ما كُلِّفْنَا أَو مَا أُمِرْنَا بهذا . والأَبُّ : المَرْعَى المُتَهَيِّىءُ للرَّعْي والقَطْعِ ومنه حديث قُسِّ بنِ ساعدةَ " فَجَعَلَ يَرْتَعُ أَبًّا وأَصيدُ ضَبًّا " وفي الأَساس : وتقول : فُلاَنٌ رَاعَ لَهُ الحَبُّ وَطَاعَ لَهُ الأَبُّ . أَي زَكَا زَرْعُه واتَّسَع مَرْعَاهُ .
والأَبُّ بالتشديد : لُغَةٌ في الأَبِ بالتخفيف بمعنى الوَالِد نقله شيخنا عن ابن مالك في التسهيل وحكاه الأَزهريّ في التهذيب وغيرهما وقالوا : اسْتَأْبَبْتُ فلاناً ببائَيْنِ أَي اتَّخَذْتُه أَباً . نَبَّه على ذلك شيخُنا مُسْتَدْرِكاً على المُصَنِّفِ .
قُلْتُ : إنَّمَا لم يذكرْه لنُدْرَتِهِ ومخالفتِه للقياس قال ابنُ الأَعرابيّ : اسْتَئِبَّ أَباً : اتَّخِذْهُ نَادِرٌ وإنما قيَاسُه اسْتَأْبِ .
و أَبُّ : د باليَمنِ قال أَبُو سَعْدٍ : بُلَيْدَةٌ باليَمَنِ يُنْسب إِليها أَبُو مُحَمَّدِ عبدُ الله بنُ الحَسَن بنِ الفَيَّاضِ الهاشِمِيُّ وقال أَبو طاهر السِّلفيّ : هي بكسر الهمزة قال : سمعت أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ العَزِيز بنَ موسى بنِ مُحَسّن القَلْعِيَّ يقول : سمعت عُمَرَ بن عبدِ الخَالِقِ الإِبِّيّ يقول : بَنَاتِي كُلُّهُنَّ حِضْنَ لتِسْعِ سِنِينَ كَذَا في المُعْجَمِ .
قُلْتُ : ونُسِبَ إليها أَيضاً الفَقيهُ المُحَدِّث أَبو العباس أَحمد بن سلمان بن أَحمد بن صبرة الحميريّ مات سنة 728 ولي قضاء مدينة أَبّ تَرْجَمَه الجنديّ وغيره .
و إِبُّ بالكَسْرَة : باليمن من قُرَى ذِي جَبَلَةَ ؛ قال أَبو طاهر ؛ وكذا يقوله أَهلُ اليمن بالكسر ولا يعرفون الفتح كذا في المعجم وقال الصاغانيّ : هي من مِخْلافِ جعْفَر .
وَأَبَّ للسَّيْرِ يَئِبّ بالكَسْرِ على القياس في المُضَعَّفِ اللازم ويَؤُبّ بالضَّمِّ على خلاف القياس واقتصر عليه الجوهريّ وتبعه على ذلك ابنُ مالك في لامية الأَفعال واستدركه شيخنا في حواشي ابن الناظم على أَبيه أنه جاء بالوجهين فالأَوْلى ذكره في قسم ما وَرَدَ بالوَجْهَيْنِ أَبًّا وأَبِيباً على فَعِيلٍ وَأَبَاباً كَسَحَاب وأَبَابَة كَسَحَابَة : تَهَيَّأَ للذَهاب وتَجَهَّز قال الأَعشى : .
صَرَمْتُ وَلَمْ أَصْرِمْكُمُ وكَصَارِمٍ ... أَخٌ قَدْ طَوَى كَشحاً وأَبَّ لِيَذْهَبَا أَيْ صَرَمْتُكُم في تَهَيُّئِي لمفارقتكم ومَنْ تَهَيَّأَ للمُفَارَقَةِ فهو كَمَنْ صَرَمَ قال أبو عبيد : أَبَبْتُ أَؤُبُّ أَبًّا إذا عَزَمْتَ على المَسِيرِ وتَهَيَّأْتَ كائْتَبَّ من بَابَ الافْتِعالِ .
وأَبَّ إلَى وَطَنِه يَؤُبُّ أَبًّا وإِبَابَةً كسَحابة وأَبَاباً كسحَابٍ أَيضاً : اشْتاقَ .
والأَبُّ : النِّزَاعُ إلى الوَطَنِ عن أَبي عمرو قاله الجوهريّ والمعروف عند ابن دريد يَئِبُّ بالكسر وأَنشد لهِشَام أَخِي ذِي الرُّمَّة :