وقال أبو عُبَيْد في مَعْنَى قَوْلهم : هو المَوْتُ الأَحْمَرُ بَصَرُ الرّجل من الهَوْل فيَرى الدُّنْيا في عَيْنيه حَمْرَاءَ وسَوْداءَ . وأَنْشَد بَيتَ أَبي زُبَيْد . قال الأَصمعي : يَجُوزُ أَن يكونَ من قَوْل العَرَب : وَطْأَةٌ حَمْرَاءُ إِذا كانَت طَرِيَّة لم تَدْرُس فمعَنى قَوْلهمْ : المَوْتُ الأَحْمَر : الجَديد الطَّريّ . قال الأَزهَريّ : ويُرْوى عن عَبْد الله بن الصامِت أَنه قال : أَسرَعُ الأَرض خَراباً البَصْرةُ قيل : وما يُخَرِّبُها ؟ قال : القَتْل الأَحَمرُ والجُوعُ الأَغبَرُ . وقَوْلُهُم : وهو مِنْ حَديث عبد الملك " أَراك أَحمرَ قَرِفاً " . قال : الحُسْن أَحْمَرُ أَي الحسْن في الحُمْرة . وقال ابن الاثير أَي شَاقٌّ أَي مَنْ أَحَبَّ الحُسنَ احْتَملَ المَشَقَّة . وقال ابنُ سيده : أَي أَنَّه يَلْقى العَاشِقُ منه ما يَلْقَى صاحِبُ الحَربْ مِنَ الحَرْب . وروَى الأَزهريُّ عن ابْن الأَعرابيّ في قَوْلهم : الحُسن أَحمرُ يُريدُون : إِن تَكَلَّفْت الحُسْن والجَمَالَ فاتصْبر فيه على الأَذَي والمَشَقَّة . وقال ابنُ الأَعْرَابي أَيضاً : يقال ذلك للرَّجُل يَمِيل إِلى هَواه ويَخْتَصُّ بمَنْ يُحِبّ كما يُقالُ : الهَوىَ غَالِبٌ وكما يقال : إِن الهَوَى يَمِيل بِاسْتِ الرَّاكب إِذا آثَرَ مَنْ يَهْواه على غَيْره . والحَمْرَاءُ : العَجَمُ لبَيَاضهم ولأَنَّ الشُّقْرةَ أَغلَبُ الأَلوانِ عَلَيْهم . وكانَت العربُ تقول للعَجَم الّذين يَكُونُ البياضُ غالباً على أَلوانهم مِثْلِ الرُّومِ والفُرسِ ومنَ صاقَبَهم : إِنَّهُم الحَمْراءُ . ومنْ ذلك حَديث عَلىّ رَضيَ اللهُ عَنْه حينَ قَال له سَرَاةٌ من أَصْحَابه العَربِ . " غَلَبَتْنَا عَلَيْك هذه الحَمْراءُ . فقال : ليَضْرِبُنَّكُم على الدِّين عَوْداً كما ضَرَبْتُمُوهم عليه بَدْأً " . أَراد بالحَمْراءِ الفُرْسَ والرُّومَ . والعَرَبُ إِذا قَالُوا : فُلاَنٌ أَبيضُ وفُلانَةُ بيضاءُ فمَعْنَاه الكَرَمُ في الأَخْلاق لا لَوْنُ الخِلْقة وإِذَا قَالُوا : فُلانٌ أَحمرُ وفلانَةُ حمراءُ عَنَتْ بياضَ اللَّوْنِ من المَجاز : السَّنَةُ الحَمْرَاءُ : الشَّدِيدَةُ لأَنَّهَا واسِطَةٌ بَيْن السَّوداء والبَيْضَاءِ . قال أَبُو حَنيفَة إِذا أَخْلَقَت الجَبْهَةُ فهي السَّنَة الحَمْراءُ . وحَديث طَهْفَةَ " أَصابَتْنَا سَنَةٌ حَمْراءُ " أَي شَدِيدَةُ الجَدْبِ لأَنّ آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمَرُّ في سِنِى الجَدْبِ والقَحْطِ . وأَنْشَد الأَزْهَرِيُّ : .
" أَشْكُو إِليكَ سَنَوَاتٍ حُمْرَا . قال : أَخرجَ نَعْتَه على الأَعْوَامِ فذَكَّر ولو أَخْرَجَه على اليسَّنَوَاتِ لقال حَمْرَاوات . وقال غيره : قيل لِسِنِي القَحْطِ حَمْروَات لا حْمِرارِ الآفَاقِ فيها . من المَجاز : الحَمْرَاءُ : شِدَّةُ الظَّهيرَة وشِدَّةُ القَيْظ . قال الأُموِيُّ : وسَمِعْتَ العَربُ تَقولُ : كُنَّا في حَمْراءِ القَيْظِ على ماءِ شُفَيَّه وهي رَكِيَّةُ عَذْبَةٌ . الحَمراءُ : اسمُ مَدِينَة لَبْلَةَ بالمَغْرِب . الحَمْرَاءُ : ع بفُسْطَاط مِصْر . كان بالقُرْبِ منه دَارُ اللَّيْث بْنِ سَعْد ذكَره ابنُ الأَثِير . ومِمّن كان يَنْزِلُه الياسُ بنُ الفرجِ بْنِ المَيْمُون مَوْلَى لَخْم وأَبو جُوين رَيَّانُ بنُ قائِد الحَمْرَاوِيّ آخرُ مَنْ وَلِيَ بِمِصْرَ لبَنِي أُمَيَّةَ . وأَبُو الرَّبيع سَلْمَانُ ابنُ أَبِي دَاوود الأَفْطَس الحَمْرَاوِيُّ الفَقِيهُ . مَوْضِعٌ آخَرُ بالقُدْسِ وهي قَلْعَةٌ جاءَ ذِكْره في فُتُوحات السُّلطان المُجاهد صَلاَحِ الدِّين يوسُف رَحِمه الله تَعَالى . الحَمْرَاءُ : ة باليَمَن ذكرها الهَجَرِيّ . وحَمْرَاءُ الأَسَد : ع على ثَمَانِيَة أَمْيَالٍ مِنَ المَدِينَةِ المُنَوَّرة على سكانها أَفضَلُ الصَّلاة والسلام وقيل : عَشْرة فَراسِخَ إِليه انْتَهَى رَسُولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم ثَانِيَ يَوْمِ أُحُدٍ