وذُو الحَصِيرَيْنِ : لقب عَبْد مَالِكٍ وفي بَعْضِ النُّسَخِ عَبْدُ المَلِك بْن عَبْدِ الأُلَةِ بضَمّ الْهَمْزَة وفَتْحِ اللاَّم المُخَفَّفَة كَعُلَةٍ وإنّمَا نَبَّه على وَزْنه لئلاَّ يَشْتَبِه على أحَدٍ أنَّهُ عَبْدُ الإلَه واحد الآلِهَة وإنَّمَا لُقِّب به لأَنّه كَأَن لَهُ حَصِيرانِ منْسُوجَانِ مِنْ جَرِيد النَّخْلِ مُقَيَّرَانِ أي مَطْلِيَّان بالقِير وهو الزِّفْت يَجْعَلُ أحَدَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ والآخرَ خَلْفَه ويَسُدُّ بنَفْسِه بَابَ الطَّرِيق في الجَبل إذا جَاءَهَم عَدُوٌّ . والحَصُورُ كصَبُورٍ : النَّقَةُ الضَّيِّقَة الإحْلِيلِ . ووَرَدَ في بَعْضِ الأُصُول الجَيِّدَة : الأحالِيل بالجَمْع . وقد حَصَرت بالفَتْح وأحْصَرَت . وحَصِرَ مثل فَرِحَ وأُحْصِر بالضَّمِّ . الحَصُورُ : مَنْ لا يَأْتي النِّساءَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذلِك وإنَّما يَتْركُهُن عِفَّةٌ وزُهْداً وهذا أبْلَغُ في المدْح أو هو المَمْنوعُ مِنْهُنَّ من الحَصْر والإحْصار أي المنْع أو هُوَ مَنْ لا يَشْتَهِيهِنّ ولا يَقْرَبُهُنّ . وهذا قَولُ ابْنُ الأَعْرَابيِّ . وقال الأزهَرِيّ : الحَصُورُ : مَنْ حُصِرَ عن النِّساءِ فلا يَسْتَطِيعُهُنَ وقيل : سُمِّيَ في قوله تَعَالى : " وسَيِّداً وحَصُوراً " لأنَه حُبِسَ عمّا يَكُونُ مِن الرّجَال . وقال المُصَنِّف في البَصَائِر في تَفْسير هذه الآية : الحَصُورُ : الّذي لا يَأْتِي النِّساءَ إمّا مِنَ العُنّة وإمّا من العِفّة والإجْتِهَاد في إزالةِ الشَّهْوَة والثانِي أظْهَرُ في الآية لأنَّ بذلِك يَسْتَحِقّ الرَّجُلُ المَحْمَدَةَ . قِيلَ الحَصُورُ : المَجْبُوبُ الذَّكَرِ والأنْثَيَيْن وبه فُسِّر حَدِيثُ " القِبْطِيّ الَّذي أمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عَليّاً بقَتْله قال : فرفَعَتِ الرِّيحُ ثَوْبَه . فإذا هو حصُورٌ . قالوا : وهذا أبلَغ في الحَصَرِ لعَدم آلةِ النِّكاح . وأمَا العاقِرُ فإنَه الّذي يأْتِيهِنّ ولا يُولَدُ لَه .
الحَصُورُ أيضاً : البَخِيلُ المُمْسِكُ . وقيل : هو الذي لا يُنْفِق على النَّدَامَى كالحَصِر ككَتِفٍ وَقَدْ جاءَ في حدِيثِ ابنِ عَبّاس " ما رأيتُ أحداً أخْلَقَ للمُلْكِ مِن مُعاويَةَ كَان النّاسُ يَرِدُونَ مِنْه أرْجَاءَ وَادٍ رَحْبٍ لَيْسَ مِثْلَ الحَصرِ العَقِص " . يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ . الحَصِرُ : البَخيل . والعَقصُ : المُلْتَوِي الصَّعبُ الأخْلاقِ . الحَصُورُ : الهَيُوبُ المُحْجِم عن الشَّيْءِ وهو البَرِمُ أيضاً كما فسَّره السُّهَيْليّ وبه فُسِّر بعضُ بَيْت الأَخْطَلِ السَّابِقِ ذِكْرُهُ . " وشاربٍ مُرْبِحٍ... " إلى آخره . هم مِمَّن يفضِّلون الحَصورَ وهو الكَاتِمُ لِلسرِّ في نَفْسه الحابِسُ له لا يَبوح به كالحَصِرِ ككَتِف . والحَصْراءُ : الرَّتْقَاءُ . والحَصَّارُ ككَتّانٍ : اسمُ جَمَاعَة . منهم أبو جَعْفَرِ بنُ الحَصَّار المُقْرِي وغيره . الحَصَارُ ككتاب وسَحَابٍ : وِسَادٌ يُرْفَعُ مُؤَخَّرُهَا ويُحْشَى مُقَدَّمُهَا فيجعل كالرَّحْلِ أي كآخِرَتِهِ في رَفْع المُؤَخّر وقادِمَتِه في حَشْوِ المُقَدّم يُلْقَى عَلَى البَعيرِ . وقيل هو مَرْكَبٌ يَرْكَبُ به الرّاَضَةُ وقيل : هو كِساءٌ يُطرَح على ظَهْرِه يُكْتَفَلُ به كالمِحْصَرَةِ بالكَسر . أوْهي أي المِحْصَرة قَتَبٌ صَغيرٌ يُحصَر به البَعِير ويُلْقَى عَليه أدَاةُ الرَّاكِب كالحِصَار أيضاً . ومنه حَدِيثُ أبي بَكْر " أنَّ سعداً الأَسلميَّ قال : رَأَيتُه بالخَذَواتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقةً في مُؤَخَّرَةِ الحِصَارِ "