" نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد . هكذا أَنْشَدَ أَبو عَمرٍو قال أَراد البالغَ القَوِيَّ . قلْت : وقرأْتُ في كتاب رُشْد اللَّبِيب ومُعَاشَرَة الحَبِيب قولَ النَّابِغَة هذا وأَوَّلُه : .
وإِذا لمَسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً ... مُتَحَيَّزاً بمكانِه مِلءَ اليَدِ .
وإِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ في مُسْتَهدِف ... رابِي المحَسَّةِ بالعَبِير مُقَرْمَدِ .
وإِذا نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف ... نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ . قال أَبُو حَاتِم في الأَضْداد : الحَزَوَّرُ : الرَّجلُ القَوِيُّ الشَديدُ . الحَزَوَّر : الضَّعِيفُ من الرَّجال ضِدٌّ . وأَنْشَدَ : .
وما أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه ... بِذِي صَوْلَةٍ فَانٍ ولا بِحَزَوَّرِ . قال : أَرادَ : ولا بِصَغِير ضَعِيف . وقال آخرُ : .
إِنَّ أَحقَّ النَّاسِ بالمَنِيَّهْ ... حَزَوَّرٌ ليستْ له ذُرَِّيَّهْ . قال : أَراد بالحَزَوَّر هُنَا رجُلاً بالغاً ضَعيفاً لا نَسْلَ لَهُ . وحكَى الأَزْهَرِيّ عَنِ الأَصْمَعيّ وعن المُفَضَّل قال : الحَزَوَّر عَنِ العَرَبِ : الصَّغِيرُ غَيْرُ البَالغِ . ومن العَرَب من يَجْعلُ الحَزْوَرَ البالغَ القَوِيَّ البدنِ الّذِي قد حَملَ السِّلاَحَ قال أَبو مَنْصُور : والقَوْلُ هو هذَا : قُلتُ : وفي كتاب الأَضداد لأَبي الطَّيِّب اللُّغَوِيّ عن بَعْضِ اللُّغَوِيِّين : إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فهو القَوِيّ وإِذا وصفْتَ بهِ كَبِيراً فهو الضَّعِيفُ . قال : وفي الحَزَوَّرِ لُغَات بالتَّشْدِيدِ والتَّخْفِيفِ وهَزَوَّر كَعَمَلَّس بالهَاءِ والجَمْعُ هَزَاوِرَةٌ وحَزَاوِرَةٌ . أَبو جعْفَرٍ محمدُ بْنُ إِبَارهِيمَ بْنِ يَحْيَى بْنِ الحَكَم بْنِ الحَزَوَّرِ الثَّقَفِيُّ الحَزَوَّرِيُّ الأَصْفَهَانِيّ مَوْلىَ السَّائب بنِ الأَقَرعِ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّث حَدَّثَ محَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ المَصِّيصِيّ وعَنْه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ المَرْزُبَان الأَبْهَرِيّ . وأَبُوه إِبراهِيمُ بنُ يَحْيَى يَرْوِي عن أَبِي دَاووُدَ الطَّيَالِسيّ وبَكْرِ ابْنِ بَكّار وعنه وَلَدُه المَذْكُور . والمَحْزُورُ كمَنْصُور وليس بشيْءٍ وفي بعضِ بضمِّ الميمِ وفَتْحِ الحَاءِ وكَسْرِ الوَاوِ : المُتَغَضِّبُ العَابِسُ الوَجْهِ وهو مَجَاز . والحَرْزَاءُ : الضَّرْبَةُ الحامِضَةُ هكذا في سَائِر النُّسَخ الضَّرْبَة بالضَّاد المُعْجَمَة والصواب بالصَّادِ المُهْمَلَة . ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه : حَزَرَ المَالُ : زَكَا أَو ثَبَتَ فنَمَى : وحَزِيرَةُ المَالِ : ما يَعْلَقُ بِهِ القَلْبُ . ومن أَمْثَالهم " عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ " يُضْرَبُ للأَمرِ إِذا بَلَغَ غايَتَه . والحَزْرَةُ : مَوْتُ الأَفاضلِ . والحَزْوَرُ كجَعْفَرٍ : المَكَانُ الغَلِيظُ . وأَنْشَد الأَزْهَرِيّ : .
" في عَوْسَجِ الوَادِي ورَضْمِ الحَزْوَرِ . وقال عَبّاسُ مِرْداسٍ : .
وذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فيه وأُزِّرَتْ ... به قامِسَاتٌ مِن رِعَانٍ وحَزْوَرِ . والحَزْوَرُ لغة في الحَزَوَّرِ حكاه جماعةٌ وبه صدّر الجوهريّ وقد وَقَعَ في أَحادِيثَ وضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ بالوَجْهَيْن وهو الغُلام الَّذِي قد شَبَّ وقَوِيّ . قال الرَّاجِزُ .
" لنْ يَعْدَم المَطِيُّ مِنِّي مِسْفَرَا .
" شَيْخاً بَجالاً وغُلاماً حَزْوَرَا والجَمْعُ حَزَاوِرُ وحَزَاوِرةٌ زَادُوا الهَاءَ لتَأْنِيثِ الجَمْعِ . والحَزَوَّرُ كعَمَلَّس : الّذِي قَد انْتَهَى إِدْراكُه . قال بعْضُ نِساءِ العَرَب : .
" إِن حِرِي حَزَوَّرٌ حَزَابِيَهْ .
" كَوَطْبَةِ الظَّبْيَةِ فَوْقَ الرَّابِيَهْ .
" قد جاءَ منه غِلْمَةٌ ثَمَانيهْ .
" وبَقِيَتْ ثَقْبَتُه كما هِيَهْ