وقال الأَزهريُّ : حَدَرَتْهم السَّنَةُ تَحْدُرُهم حَدْراً إذا حَطَّتْهُم وجاءَت بهم حُدُوراً . وحُدْرَةٌ مِن غَنَمٍ : قِطْعَةٌ . وحَيْدارُ الحَصَى : ما اسْتَدارَ منه . وحَيْدَرٌ وحَيْدَرَةُ : اسْمَانِ . والحُوَيْدِرَة : اسمُ شاعِرٍ ورُبَّما قالوا : الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ الحُصَيْنِ الغَطَفَانيُّ . قال ابنُ بَرِّيٍّ : سُمِّيَ به لقولِ زَبّان بنِ سَيّارٍ فيه : .
كأَنَّكَ حادِرَةُ المَنْكِبَيْ ... نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُُ في حائِرِ . قال : والحادِرَةُ : الضَّخْمَةُ المَنْكِبَيْن والرَّصْعَاءُ المَمْسوحَةُ العَجِيزَةِ شَبَّهه بضِفْدعَةٍ تُصَوِّتُ في مُنْخَفَضِ الأَرضِ .
رُوِيَ أَن حَسّانَ بنَ ثابِتٍ رضيَ اللهُ عنه كان إذا قيل له : أَنْشِدْنا قال : أُنْشِدُكم كَلِمَةَ الحُوَيْدِرَةِ يَعْنِي قَصِيدَتَه التي أَوَّلَها : .
بَكَرتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً فَتَرَبَّعِ ... وغَدَتْ غُدُوَّ مُفَارِقٍ لم يَرْبَعِ . قلتُ : ومِن هذه القَصِيدَة : .
فكأَنَّ فَاهَا بعد أَوّلِ رَقْدَةٍ ... ثَغَبٌ برَابِيةٍ لَذيذُ المَكْرَعِ .
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْجَرَ طَيِّبِ المُستَنْقَعِ . ورَغِيفٌ حادِرٌ : تامٌ وقيل : هو الغَلِيظُ الحُرُوفِ . وداءٌ حادِردٌ : مُسْهِلٌ ورجلٌ حَدْرَدٌ : مُسْتَعْجِلٌ . وتَحَدُّرُ الشيْءِ : إِقْبَالُه وقد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً . قال الجَعْدِيّ : .
" فلمّا ارْعَوَتْ في السَّيْرِ قَضَّيْنَ سَيْرَهاتَحَدُّرَ أَحْوَى يَرْكَبُ الدّوَّ مُظْلِمِ . وحَدَرَ الحَجَرَ من الجَبل : دَحْرَجَه . ومِن المَجَاز : الدَّمْعُ يَحْدُرُ الكُحْلَ . والحدار والحدرة : النازلة . وحَدُرَةُ الحِنّاءِ : مَحَلَّةٌ بمصرَ . وحَدُورَةُ : أَرضٌ لبني الحارِثِ بنِ كَعْب . وأَبو تَوَّزَةَ حُدَيْرٌ السُّلَميُّ مولاهم وأَبو الزّاهِرِيَّةِ حُدَيْرُ بن كُرَيْبٍ الحِمْصِيُّ وحُدَيْرٌ الأَسْلَميُّ : تابِعِيُّون ذَكَرهم ابنُ حِبّانَ في الثِّقات . وسُفْيَانُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ محمّدِ بنِ زِيادِ بنِ حُدَيْرٍ الأَسَدِيُّ حَدَّث عن زيادٍ كذا في تاريخ البخارِيّ . والحَيْدَرِيّةُ : طائفةٌ مُجَرّدُون وهم أَتباعُ الشيخِ حَيْدرٍ الزواجِيِّ الوَلِيِّ المشهورِ وقد ذَكَرْتُ هذه الطريقةَ ومَبْنَاها في كتابي : إِتحاف الأَصفياءِ بسلاسل الأَولياءِ . وذكرَه ابن حِبّان في الثِّقات . وحُدَيْرَةٌ كجُهَيْنُةَ فَرَسُ شُرَاحِيلَ بنِ عبدِ العُزَّى الكلَبِيّ . وحُدَّر كسُكَّر : مِن مَحالَّ البصرةِ عند خِطَّةِ مُزيْنةَ . والأَحْدَريَّة : القَلَنْسَوةُ .
ح د ب ر .
الحِدْبَارُ بالكسر : مكتوب عندنَا في النُّسَخ بالأَحْمَر وهو موجودٌ عند الجوهريِّ نُقِلَ عنه في اللِّسَان وقال : قال الجوهريّ : الحِدْبَارُ : النّاقَةُ الضّامِرَةُ التي ذَهَبَ لَحمُها مِن الهُزَال وَبَدَتْ حَرَاقِفُهَا كالحِدْبِيِر وهي التي انْحَنَى ظَهْرُهَا وذَهَبَ سَنامُها مِن الهُزال ودَبِرَ .
مِن المَجَاز : الحِدْبار : السَّنَة الجَدْبَة المُقْحِطَة . وفي حديث عليٍّ رضيَ اللهُ عنه في الاستِسْقَاءِ : " اللَّهم إِنَّا خَرَجءنَا إليكَ حين اعْتَكَرَتْ علينا حَدَابِيرُ السِّنِينَ " . وفي حديث ابنَ الأشْعَثِ : أَنه كَتَبَ إِلى الحَجّاج : " سَأَحْمِلُكَ على صَعْبٍ حَدْبَاءَ حِدْبَارٍ يَنِجُّ ظَهْرُهَا " ضَرَبَ ذلك مَثَلاً للأَمرِ الصَّعْبِ والخُطَّةِ الشدِيدةِ .
الحِدْبارُ : الأَكَمَةُ أَو النَّشْزُ الغَلِيظُ مِن الأَرض وقد تَقَدَّم في الحَدْرِ مثْلُ ذلك . جَمْعُ الكُلِّ حَدابِيرُ .
ح د م ر .
ومّما يُستدرَك عليه : حِدْمِرٌ كزِبْرِجٍ أبو القاسمِ رَوَى في بَوْل الجارِيَةِ وعنه ليثُ بنُ أبي سُلَيْم ذَكَرَه الذَّهَبِيُّ . قلتُ : وهو مَوْلَى عَبْسٍ يَرْوِي المَقَاطِيعَ .
ح ذ ر .
الحِذْرُ بالكسر ويُحَرَّكُ : الخِفية وقيل : هو الاحْتِرازُ وفَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ وقومٌ بالاستعداد والتَّأَهُّبِ وقومٌ بالفَزَعِ . قال شيخُنا : ولعلَّها متقاربةٌ في المعنى ورجَّح بعضٌ التحريكَ كالاحْتِذارِ وهذه عن اللِّحْيَانِيّ . حَذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً واحْتذرَه وأَنشد :