مِن المَجاز : الحادِرُ : الغُلامُ السَّمين الغَلِيظُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ أو الحَسَنُ الجميلُ الصَّبيحُ ذَكَرَهما ابن سِيدَه . والجمعُ حَدَرةٌ . ونَقَلَ الأَزهريُّ عن اللَّيْث : الحادِرُ والحادِرَةُ : الغُلامُ المُمْتَلِئُ الشَّبابِ . وقال ثعلبٌ : يقال : غُلامٌ حادِرٌ إذا كان مُمْتَلِئَ البَدَنِ شَدِيدَ البَطْشِ .
في الكتاب العزيز : " وإِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ " وهي القراءَةُ المشهورةُ وقُرِأَ : " وإِنّا لَجَمِيعٌ حادِرُونَ " بالدّال أَي مُؤْدُونَ بالكُراعِ وفي نَصِّ التَّهْذِيبِ : في الكُرَاعِ والسِّلاحِ . قال الأزهريُّ : وهي قراءَةُ عبدِ الله بن مسعودٍ رضيَ اللُه عنه . قال : والقراءَةُ بالذّالِ لا غير والدّالُ شاذَّةٌ لا يجوز عندي القراءِةُ بها وقَرَأ عاصِمٌ وسائر القُرّاءِ بالذّال . قلتُ : والدّالُ المُهْمَلَةُ قراءَةُ ابن عُمَيْرٍ واليمانِيِّ كما نَقَلَه الصنعاني وفسره بعض فقال : أي حُذّاقٌ بالقتال أَقْويَاءُ نَشِيطُون له مِن قولهم : غلامٌ حادِرٌ إذا كان شَدِيدَ البَطْشِ قَويَّ السّاعِدَينِ كما تَقَدَّمَ أَو سَائِرُون طالِبُون مُوسَى عليه وعلى نَبِّينا أفضلُ الصّلاةِ والسّلامِ مِن قولهم : حَدَرَ الرجلُ حَدْراً إذا انْحَطَّ في صَبَبٍ . والحَادُورُ : القُرْطُ في الأُذُن : جمعُه حَوَادِيرُ . قال أَبو النَّجْمِ العِجْليُّ يصفُ امرأةً : .
خِدَبَّةُ الخَلْقِ على تَحْضِيرِها ... بائِنَةُ المَنْكِبِ مِن حادُورِها . أراد أنها طويلةُ العُنُقِ وعَظِيمَةُ العَجُرِ على دِقَّةِ خَصْرِهَا والبيتُ الذي بعدَه : .
يَزينُهَا أَزْهَرُ في سُفُورِهَا ... فَضَّلَها الخالِقُ في تَصْويرِهَا . مِن المَجاز : الحادُورُ : الهَلَكَةُ كالحَيْدَرَةِ . قال أبو زَيْدٍ : رماه اللهُ بالحَيْدَرَةِ أي بالهَلَكَةِ . وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : أي بِدَاهِيَةٍ شديدةٍ كأنَّهَا الأَسَدُ في شِدَّتِها .
مِن المَجَاز : الحادُورُ : الدَّوَاءُ المُسْهِلُ الذي يُمَشِّي البَطْنَ وهو خلافُ العاقولِ . والحَيْدارُ بفتحٍ فسكونٍ : مَا صَلُبَ من الحَصَى واكْتَنَزَ ومنه قولُ تَمِيم بنِ أُبَيِّ بن مُقْبِلٍ يصفُ ناقةً : .
تَرْمِي النَّجادَ بحَيْدَار الحَصَى قُمَزاً ... في مِشْيَةٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِينَا . وليس بتصحيف حَيْدان بالنُّون نَبَّه عليه الصغانيّ . والحَدْرَةُ بالفتح : جِرْمُ قَرْحَة تَخْرُجُ بجَفْنِ العَيْنِ وقيل : ببيَاضِ الجَفْنِ فتَرِمُ وتَغْلُظُ والذي في التَّهْذِيب : بباطنِ الجَفْنِ . وليس فيه : ببَياضِ فأَنا أَخْشَى أَن يكونَ هذا تَحْرِيفاً من الكاتبِ . وقد حَدَرَتْ عَيْنُه حَدْراً .
الحُدْرَةُ بالضمّ : الكَثْرَةُ والاجتماع . والذي في المحكم وغيره : حَيٌّ ذو حُدْرَةٍ أي ذو اجتماعٍ وكَثْرَةٍ فلْيُنْظَرْ هذا مع عبارة المصنِّف . الحُدْرَةُ : القَطِيعُ مِن الإِبل نحوُ الصِّرْمَةِ هي ما بين العشرةِ إلى الأَربعينَ فإذا بَلَغَتِ السِّتِّينَ فهي الصِّدْعَةُ . ومالٌ حَوادِرُ : مُكْتَنِزَةٌ ضِخامٌ وعليه حُدْرَةٌ من غَنَمٍ وحَدْرَةٌ أي قِطْعَةٌ عن اللِّحْيَانيِّ . والأَحْدَرُ من الإِبل : المُمْتَلئُ الفَخِذَيْنِ والعَجُزِ الدَّقِيقُ الأَعْلَى وهي حَدْرَاءُ ومنه حديثُ أُبَيِّ بن خَلَفٍ : " كان على بَعِيرٍ له وهو يقول : يا حَدْارهَا يَعْنِي يا حَدْرَاءَ الإِبلِ فَقَصَرَ وهي تَأْنِيثُ الأَحْدَرِ وأَراد بالبَعِير هنا النّاقَةَ وهو يقَع على الذَّكَر والأُنْثَى كالإِنسانِ ويجوزُ أَن يُرِيدَ : هل رَأَى أَحدٌ مثلَ هذا : قال الأَزهريُّ : وقال بعضُهم : الحَدْرَاءُ : نَعْتٌ حَسَنٌ للخَيْلِ خاصَّةً .
حَدْرَاءُ : اسمُ امرأةٍ شَبَّبَ بها الفَرَزْدَقُ قال : .
عَزَفْتَ بأَعْشَاشٍ وما كِدْتَ تَعْزِفُ ... وأَنْكَرْتَ مِن حَدْرَاءَ مَا كنتَ تَعْرِفُ