الجُلَّنَارُ بضمِّ الجيمِ وفتحِ اللام المشدَّدةِ أهملَه الجوهريُّ . وقال الصغاني : هو فارسيٌّ معناه زَهْرُ الرُّمَّانِ وهو مُعَرَّبُ كُلْنار بضمِّ الكافِ المُمْزُوجَةِ بالقافِ والسكونِ قال شيخُنا : وهي القافُ التي يقال لها : المعقودَةُ لغةٌ مشهورةٌ لأهل اليمنِ وقد سأَل الحافظُ ابنُ حَجَر شيخَه المصنِّفَ رحمهما اللهُ تعالى عن هذه القاف ووقُوعِها في كلامِهم فقال : إنها لغةٌ صحيحةٌ ثم قال شيخُنا : وقد ذَكَرها العَلاّمة ابنُ خلْدُون في تاريخِه وأطالَ فيها الكلامَ وقال : إنها لغةٌ مُضَرِيَّةٌ بل بالَغَ بعضُ أهلِ البيتِ فقال : لا تَصِحُّ القراءَةُ في الصّلاة إلاّ بها . ورأَيتُ فيها رسالةً جيدةً بخط الوالِدِ قَدَّسَ اللهُ رُوحَه ولا أدْري هل كانت له أو لغيره ثم نَقَلَ شيخُنا عن ابن الأنباريِّ بعد ما أنشد لبعض المُحْدَثِين : .
غَدَتْ في لِبَاسٍ لها أَخْضَرٍ ... كما يَلْبَسُ الوَرَق الجُلَّنارَهْ . ولا أعلمُ هذا الاسمَ جاءَ في شِعْر فصيحٍ وإنما هو لفْظٌ مُحْدَثٌ وكأنه في الأصل جاءَ على معنَى التَّشْبِيهِ شَبَّهوا حُمْرَتَه بحُمْرَة الجَمْرِ وهو جُل النار ثم تَصَرَّفوا في نَقْله وتغييره . قال شيخُنا : هذا الكلامُ مَبْنَاه على الحَدْسِ والتَّخْمِينِ والحُكْمِ بغير يَقِينٍ إذْ لا قائِلَ ببقاءِ الجُل على معناه العربيّ فيه ولا أن الجُل هو حُمْرَةُ الجَمْرِ ولا أنه هو الجَمْرِ وكذلك قوله : إنه كلامٌ محدَث بل الجُلَّنارُ كلُّه فارسيٌّ كما يُومِي إليه كلامُ المصنِّف وهو الذي صَرَّحَ به المصنِّفون في النَّباتات والحُكَماءُ والأطباءُ الذين تَعَرَّضُوا لمنافِعه والمرادُ من جُل نار زهرُ الرُّمّان ليس إلاّ وهو موضوعٌ وَضْعَ الفُرْس ولا يختلفُ فيه أحدٌ ولا يقولُ أَحدٌ غيرَه لا من المتكلَّمين بأصْل الفارسيَّة ولا مِمَّنْ عرَّبُوه ونَطَقُوا به كالعربيَّة والمعرَّباتُ من الفارسيَّة لا تحتاجُ إلى ما ذَكَره من التَّكَلُّفات كما لا يخْفَى ويُقَال في خواصّ الجُلَّنار : مَن ابْتَلَعَ ثلاثَ حَبّاتٍ منه بشرط أن يأْخذَها بفَمِه من الشجرة قبل تَفَتُّحِها عن طُلُوع شمسِ يومِ الأربعاءِ . وكذا قَيَّدَه داوودُ في التَّذْكِرَةِ ومنهم من قَيَّدَ بأَنه من أصغَرِ ما يكون وكأنه ليسهل الابتلاعُ لم يَرْمَدْ في تلك السَّنَةِ مجرَّب نَصَّ عليه الأطباءُ أربابُ مجرَّب نَصَّ عليه الأَطباءُ أَربابُ الخَواصِّ . وقد سقَطتْ هذه العبارةُ من عند قوله : ويقال إلى آخرها من بعض النُّسَخ وزاد الشِّهابُ القَلْيُوبِيُّ في رسالته التي وَضَعها في المجربات : أو الأربعة والسبعة لسبْعِ سنين أو عشرةٍ أو ثلاثين أو واحدة .
ج م ر .
الجَمْرَةُُ بفتحٍ فسكونٍ النارُ المُتَّقِدَةُ وإذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ ج جَمْرٌ . الجَمْرَةُ : ألْفث فارِسٍ يقال : جَمْرَةٌ كالجَمْرَةِ الجَمْرَةُ : القَبيلَةُ انضمَّتْ فصارتْ يداً واحدةً لا تِنْضِمُّ إلى أحَد ولا تُخَالِفُ غيرَها . وقال اللَّيْث : الجَمْرَةُ : كُلُّ قومٍ يَصْبِرُون لقتالِ من قاتلَهم لا يُخَالِفُون أحداً ولا ينضمُّون إلى أَحد تكونُ القبيلَةُ نفسُها جَمْرَةً تَصْبِرُ لقِرَاعِ القَبَائِلِ كما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَيْس . وهكذا أَوْرَدَه الثَّعَالبيُّ في المُضاف والمَنْسُوب وعَزَاه للخَلِيل . وفي الحديث عن عُمَرَ : " أنه سَأَلَ الحُطَيْئَةَ عن عَبْسٍ ومُقَاوَمتِها قبائلَ قَيْسٍ فقال : يا أميرَ المؤمنين كنَّا ألْفَ فارِسٍ كأنّنا ذَهَبَةٌ حمراءُ لا نَسْتَجْمِرُ ولا نُخَالِفُ " أي لا نسأَلُ غيرَنا أن يَجْتَمِعُوا إلينا لاستغائنا عنهم . أو هي القبيلَةُ التي يكونُ فيها ثَلاثُمِائَةِ فارِسٍ أو نحوُهَا . وقيل : هي القبيلَةُ تُقاتِلُ جماعةَ قَبائِلَ .
الجَمْرَةُ : الحَصَاةُ واحدةُ الجِمَار . وفي التَّوْشِيح : والعَرَبُ تُسَمِّي صغار الحَصَى جِمَاراً