وقال أحمدُ بنُ يَحْيَى : التَّنُّورُ تَفْعُولٌ من النّار قال ابن سِيدَه : وهذا من الفَسَاد بحيثُ تراه وإنما هو أصْلٌ لم يُسْتَعْمَلْ إلاّ في هذا الحَرْف وبالزِّيادة .
في التَّنْزِيلِ العَزِيز : " حتّى إذا جاءَ أَمْرُنَا وفارَ التَّنُّورُ " قال عليٌّ كَرَّم اللهُ وجهَه : هو وَجْهُ الأرضِ ومثلُه وَرَدَ عن بان عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنها وكلُّ مَفْجَرِ ماءٍ تنَوُّرٌ . وقال قَتَادَةُ : التَّنُّورُ أَعْلَى الأرضِ وأشرفُهَا وكان ذلك علامةً له وكان مُجاهدٌ يَذهبُ إلى أنّه تَنُّورُ الخابِزِ .
التَّنُّورُ : مَحْفَلُ ماءِ الوادِي وتَنَانِيرُ الوادِي : مَحافِلُه وقال أبو إسحاق : أعْلَمَ اللهُ سُبحانَه وتعالَى أَن وَقتَ هلاكِهِم فَوْرُ التَّنُّورِ .
وقيل : فيه أقوالٌ قيل : التَّنُّورُ وَجْهُ الأرضِ ويقال : أرادَ أنَّ الماءَ إذا فارَ مِن ناحِيَة مَسْجِدِ الكُوفَةِ وقيل إنّ الماءَ فارَ مِن تَنُّورِ الخابِزَةِ وقيل : التَّنُّورُ تَنْوِيرُ الصُّبْحِ .
رُوِيَ عن ابن عَبّاسٍ قال : التَّنَّورُ : جَبَلٌ بالجَزِيرة قُرْبَ المَصِيصَةِ وهي عَيْنُ الوَرْدَةِ . واللهُ أعلمُ بما أرادَ وهذا الجَبَلُ يَجْرِي نَهرُ جَيْحَانَ تحتَه . ورُوِيَ عن عليٍّ رضيَ الله عنه أيضاً أنه قال : أي وطَلَعَ الفَجْرُ . يذهب إلى أنَّ التَّنُّورَ الصُّبْحُ . وقال الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ : قيل : هو في الآيةِ عَيْنُ ماءٍ معروفةٌ وقيل : هو المَخْبَزُ وافَقَتْ فيه لغةُ العَجَمِ لُغَةَ العربِ وجَزَمَ في المِصْباح نَقْلاً عن أَبي حاتِمٍ أنّه ليس بعربيٍّ صحيح .
قال شيخُنَا : وأمّا ما ذَكَرُوه من كَوْنِ التَّنُّورِ من نارٍ أو نُورٍ وأن التاءَ زائدةٌ فهو باطِلٌ وقد أوضَح بيانَ غَلَطِه ابنُ عُصْفُورٍ في كتابه المُمْتِع وغيره وجَزَم بغَلَطِه الجماهير .
وذاتُ التَّنَانِيرِ : عَقَبَةٌ بحِذاءِ زُبَالَةَ مّما يَلِي المَغْرِبَ منها قاله الأزهريٌّ وأنشدَ قولَ الرّاعِي : .
فلمّا عَلاَ ذاتَ التَّنَانِيرِ غُدْوَةً ... تَكَشَّفَ عن بَرْقٍ قَلِيلٍ صَوَاعِقُهْ . وتُنَيْنِيرُ بالتَّصْغِير العُلْيَا والسُّفْلَى : قَرْيَتَانِ بالخابُور نقلَه الصّغانيُّ . وتَنيرَةُ كحَلِيمَةَ : ة بالسَّوادِ نقلَه الصّغانيُّ .
ومّما يُسْتدرَكُ عليه : أبو بكرٍ محمّدُ بنُ عليٍّ التَّنُّورِيُّ سَمِعَ أَبا الحَسَنِ المَلَطِيّ وأبا جعفرِ بنِ المسلمة وحدَّثَ بشيء يَسِيرٍ وذَكَرَه أبو الفَضْل بنُ ناصر فأثَنْىَ عليه . وأبو مُعاذٍ أحمدُ بنُ إبراهيم الجُرْجَانِيُّ التَّنُّورِيُّ ثِقَةٌ .
ت و ر .
التَّوْرُ : الجَرَيانُ قيل : ومنه سُمِّيَ التَّوْرُ للإناء لأنَّه يُتَعَاوَرُ به ويُرَدَّدُ كما حَقَّقه الزَّمَخْشَرِيُّ في الأساس أي فهو من معنَى الجَرَيانِ . التَّوْرُ : الرَّسُولُ بين القومِ عربيُّ صَحِيحٌ قال : .
والتَّوْرُ فِيما بَيْنَنَا مُعْمَلُ ... يَرْضَى به المَأْتِيُّ والمُرْسِلُ . قيل : ومنه سُمَّيَ التَّوْرُ للإناءِ .
التَّوْرُ : إناءٌ صغيرٌ وعليه اقتَصر الزَّمَخْشَرِيُّ في الأَساس قيل : هو عربيٌّ وقيل : دَخِيلٌ . وفي التَّهْذِيب التَّوْرُ إِناءٌ معروفٌ يُشْرَبُ فيه مُذَكَّرٌ وفي حديث أُمِّ سُلَيْمٍ : " أنَّهَا صَنَعَتْ حَيْساً في تَوْرٍ " هو إناءٌ من صُفْرٍ كالإجّانَةِ وقد يُتَوَضَّأُ منه .
قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ومررتُ ببابِ العُمْرَةِ على امرأة تقولُ لجارَتِها : أعِيرينِي تُوَيْرَتَكِ .
التَّوْرَةُ بهاءٍ : الجارِيَةُ تُرْسَلُ بين العُشّاقِ قالَه ابن الأعرابيِّ . والتَّارَةُ : الحِينُ والمَرَّةُ ألفُهَا واوٌ . ج تاراتٌ وتِيَرٌ قال : يَقُومُ تارَاتٍ ويَمْشِي تِيَرَا . وقال ابن الأعرابيّ : تَأْرَةٌ مهموزٌ فلما كَثُرَ استعمالُهم لها تَرَكُوا هَمْزَها قال أَبو منصورٍ : وقال غيرُه : جَمْعُ تَأْرَةٍ تِئَرٌ مهموزة .
قال : ومنه يقال : أَتارَه : أَعادَه مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ أَي أدامَ النَّظَرَ إليه تارةً بعد تارةٍ .
وأتَرْتُ إليه النَّظَرَ والرَّمْيَ أُتِيرُ إتارَةً فهو مُتَارٌ ومنه قولُ الشاعر : .
" يَظَلُّ كأنَّه فَرَأٌ مُتَارُ