البِكْرُ : أوّلُ كلِّ شيءٍ . البِكْرُ : كُلُّ فَعْلَةٍ لم يَتَقَدَّمْها مِثلُها . البِكْرُ : بَقَرَةٌ لم تَحْمِلْ أو هي الفَتِيَّةُ وكلاهما واحدٌ فول قال : فَتِيَّةٌ لم تَحْمِلْ لكان أَوْلَى كما في غيره من الأُصول وفي التَّنْزِيل : " لا فارِضٌ ولا بِكْرٌ " أي ليست بكَبِيرَةٍ ولا صَغِيرَةٍ .
من المَجاز : البِكْرُ : السَّحَابَةُ الغَزِيرَةُ شُبِّهَتْ بالبِكْر مِن النِّساءِ . قلت : قال ثَعلبٌ : لأن دَمَها أكثرُ من دَمِ الثَّيِّب ورُبَّما قيل : سَحابٌ بِكْرٌ أنشد ثعلب : .
ولقد نَظَرْتُ إلى أَغَرَّ مُشَهَّرٍ ... بِكْرٍ تَوَسَّنَ في الخَمِيلَةِ عُونَا . البِكْرُ : أوَّلُ وَلَدِ الأبَويْنِ غُلاماً كان أو جارِيَةً وهذا بِكْرُ أبَوَيْه أي أوّلُ ولدٍ يُولَدُ لهما وكذلك الجاريةُ بغير هاءٍ وجمعُهما جميعاً أبْكارٌ وفي الحديث : " لا تُعَلِّموا أبكارَ أَولادِكم كُتُبَ النَّصارَى " يَعْنِي أحداثَكُم . وقد يكون البِكْرُ من الأولاد في غيرِ النّاس كقولِهِم : بِكْرُ الحَيَّةِ .
ومن المَجاز قولُهم : أشَدُّ الناسِ بِكْرٌ بنُ بِكْرَيْنِ وفي المُحكَم : بِكْرُ بِكْرَيْنِ قال : .
يا بِكْرَ بِكْرَيْنِ ويا خِلْبَ الكَبِدْ ... أصْبحْتَ منِّي كذِرَاعٍ مِن عَضُدْ . مِن المَجَاز : البِكْرُ : الكَرْمُ الذي حَمَلَ أوَّلَ مَرةٍ جمعُه أَبكارٌ قال الفرزدقُ : .
إذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَديثَ كأَنَّه ... جَنَى النَّحْلِ أو أبْكارُ كَرْمٍ تُقَطَّفُ . مِن المَجاز : الضَّرْبَةُ . البِكْرُ : هي القاطِعَةُ القاتِلَةُ وفي بعض النُّسَخِ : الفاتِكَة وضَرْبَةٌ بِكْرٌ : لا تُثَنَّى وفي الحديث : " كانت ضَرَباتُ عليٍّ كرَّمَ اللهُ وجهَه أبكاراً إذا اعتلَى قَدّ وإذا اعترضَ قَطّ وفي رواية : " كانَت ضَرَباتُ عليٍّ مُبْتَكَرَات لا عُوناً " أَي أنّ ضَرْبَتَه كانت بِكْراً تَقْتُل بواحِدَةٍ منها لا يحتاج أن يُعِيدَ الضَّرْبَةَ ثانياً والمراد بالعُون المُثنّاة .
البُكْرُ بالضَّمّ والبَكْرُ بالفتح : وَلَدُ النّاقَةِ فلم يُحَدَّ ولا وُقِّت أو الفَتِيُّ منها فمَنْزِلَتُه من الإبلِ منزلةُ الفَتِيِّ من الناس والبكْرَةُ بمنزلةِ الفَتَاةِ والقَلُوصُ بمنزلةِ الجارِيَةِ والبَعِيرُ بمنزلة الإنسانِ والجَمَلُ بمنزلةِ الرجلِ والناقةُ بمنزلةِ المرأةِ أو الثَّنِيُّ منها إلى أن يُجْذَعَ أو ابنُ المَخَاضِ إلى أن يُثْنَى أو هو ابنُ اللَبُونِ والحِقُّ والجَذَعُ فإذا أثْنَى فهو جَمَلٌ وهو بَعِيرٌ حتى يَبْزُلَ وليس بعدَ البازِل سنٌّ يُسَمَّى ولا قَبلَ الثَّنِيِّ سِنٌّ يُسَمَّى . قال الأزهريُّ : هذا قولُ ابنِ الأعْرَابِيِّ وهو صحِيحٌ وعليه شاهدتُ كلامَ العربِ . أو هو الذي لم يَبْزُلْ والأُنْثَى بكْرَةٌ فإذا بَزَلاَ فجَمَلٌ وناقةٌ وقيل في الأُنثَى أيضاً : بِكْرٌ بلا هاءٍ . وقد يُستعارُ للناسِ ومنه حديثُ المُتْعَةِ : " كأنها بَكْرَةٌ عَيْطَاءُ " أي شابَّةٌ طَويلَةُ العُنُقِ في اعتدالٍ .
قال شيخُنَا : والضَّمُّ الذي ذَكَرَه في البِكْر بالمعانِي السابقة لا يكادُ يُعرَفُ في شيْءٍ من دَواوِين اللغةِ ولا نقلَه أحدٌ مِن شُرّاح الفَصِيح على كَثْرَة ما فيها من الغَرَائب ولا عَرَّجَ عليه ابنُ سِيدَه ولا القَزّازُ مع كثرة اطِّلاعِهما وإيرادِهما لشواذِّ الكلامِ فلا يُعْتَدُّ بهذا الضَّمِّ .
قلتُ : وقد نُقِلَ الكسرُ عن ابن سِيدَه في بَيْتِ عَمْرو بنِ كُلْثُوم فيكونُ بالتَّثْلِيثِ كما سَيأْتِي قريباً .
ج في القِلَّة أْبْكُرٌ قال الجوهريُّ : وقد صَغَّرَه الراجزُ وجَمَعَه بالياء والنُّونِ فقال : .
قد شَرِبَتْ إلاَّ الدُّهَيْدِ هِينَا ... قُلَيِّصاتٍ وأُبَيْكِرِينَا . وقال سِيبوَيْهِ : هو جمعُ الأبكُرِ كما تَجمَع الجُزُرَ والطُّرُقَ فتقول : طُرُقَاتٌ وجُزُراتٌ ولكنَّه أدْخَلَ الياءَ والنُّونَ كما أدخلَها في الدُّهَيْدهِين