يا مَنْ رَأَى النُّعْمَانَ كان حِيَرَا ... فَسُلَّ مِنْ ذلك يَوْمَ بَيَقْرَا . أي يومَ فَسَادٍ قال ابن سِيدَه : هذا قولُ ابنِ الأعرابِيِّ جَعَلَه اسماً قال : ولا أَدرِي لتَرْكِ صَرْفِه وَجْهاً إلاّ أن يُضَمِّنَه الضَّمِيرَ ويَجعَلَه حِكَايةً ويُرْوَى : " يَوماً بَيْقَرَا " أي يوماً هَلَكَ أو فَسَدَ فيه مُلْكُه وعلى النُّسْخَة الثانِيةِ فَسَّرَ ابنُ الأعرابيِّ قولَه : .
وقد كان زَيْدٌ والقُعُودُ بأَرْضِه ... كرَاعِي أُناسٍ أرْسَلُوه فَبَيْقَرَا . وقوله : كرَاعِي أُناسٍ أي ضَيَّعَ غَنَمَه للذِّئْب . بَيْقَرَ : مَشَى كالمُتَكَبِّر هكذا في النُّسَخ وفي اللِّسَان وغيرِه من الأُمَّهات : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّسِ ولعلَّ ما في نُسَخ القاموس تَصْحِيف عن هذا فلْيُنْظَرْ . بَيْقَرَ الرجلُ : أعْيَا وحَسَرَ وقال ابن الأعرابيِّ : يَبْقَرَ إذا تَحَيَّرَ يقال : بَقِرَ الكَلْبُ وَبَيْقَرَ إذا رَأَى البَقَرَ فتَحَيَّرَ كما يقال : غَزِلَ إذا رَأَى الغَزالَ فَلَهَا .
بَيْقَرَ إذا شَكَّ في الشَّيْءِ . بَيْقَرَ إذا مَاتَ . وأصلُ البَيْقَرَةِ الفَسَادُ . بَيْقَرَ الدّارَ إذا نَزَلَهَا واتَّخَذها مَنْزِلاً عن أبي عُبَيْدَةَ . بَيْقَرَ : نَزَلَ إلى الحَضَر وأَقامَ هنالك وتَرَكَ قَومَه بالبادِيَةِ وخَصَّ بعضُهم به العِراقَ كما سيأْتي . بَيْقَرَ : خَرَجَ إلى حيثُ لا يُدْرَي .
بَيْقَرَ : أسْرَعَ مُطَأْطِئاً رَأْسَه وهذا يُؤَيِّدُ ما في الأُصُول : مَشَى مِشْيَةَ المُنَكِّس كما تقدَّم قال المُثَقِّبُ العَبْدِيُّ ويُروَى لعَدِيِّ بنِ وَادَعٍ : .
فبَاتَ يَجْتَابُ شُقَارَى كمَا ... بَيْقَرَ مَنْ يَمْشِي إلى الجَلْسَدِ . بَيْقَرَ : حَرَصَ بِجَمْعِ وفي بعض الأُصول : على جَمْعِ المالِ ومَنَعَه . بَيْقَرَ الفَرَسُ إذا خَامَ بِيَدَهِ كما يَصْفِنُ بِرِجْلِه نُقِلَ ذلك عن الأصمعيّ والخَوْمُ هو الصُّفُون كما سيأْتي .
بَيْقَرَ : خَرَجَ من الشّام إلى العِراقِ قال امرُؤُ القَيْس : .
ألاَ هلْ أتَاها والحَوَادِثُ جَمَّةٌ ... بأنَّ امْرَأ القَيْسِ بنَ تَمْلِك بَيْقَرَا . بَيْقَرَ : هَاجَرَ من أَرضٍ إلى أرضِ ويقال : خَرَجَ من بلدٍ إلى بلدٍ فهو مُبَيْقِرٌ وهو مّما أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَات وليس بمُصَغَّر في أَلفاظ سَبَقَ ذِكرُهَا في ب ط ر . وقال السُّهَيْلِيُّ في الرَّوض : المُهَيْنِمُ والمُبَيْطِرُ والمُبَيْقِرُ لو صَغَّرْتَ واحداً من هذه الأسمَاءِ لَحَذَفْتَ الياءَ الزائدةَ كما تَحْذِفُ الألِفَ من مَفَاعِلَ ويَلحَقُ ياءُ التَّصْغِيرِ في مَوْضِعِها فيعودُ اللَّفْظُ إلى ما كان فيقال في تِصْغِير : مُهَيْنِمٍ ومُبَيْطِرٍ : مُهنم ومُبطر وله في هذا المَقَام بحثٌ نَفِيسٌ فراجِعْه .
والبُقَّيْرَى كسُمَّيْهَى : لُعْبَة الصِّبْيَانِ وهي كَوْمَةٌ مِن تُرَابٍ وحَولَهَا خُطُوطٌ ذَكَرَه ابن دُرَيْدٍ . وبَقَّرَ الصَّبِيُّ تَبْقِيراً : لَعِبَهَا يَأْتُون إلى مَوضعٍ قد خُبِّئَ لهم فيه شيْءٌ فيَضْرِبُون بأَيْدِيهم بلا حَفْرٍ يَطْلُبُونه والذي في الجَمْهَرة لابنِ دُرَيْدٍ : بَيْقَرَ الصَّبِيُّ بَيْقَرَةً : لَعِبَ البُقَّيْرى فهو مُبَيْقِرٌ . فانْظُرْه وتَأَمَّلْ . والبَيْقَرَانُ : نَبْتٌ عن أبي مالِكٍ قال ابن دُرَيْدٍ : ولا أَدْرِي ما صحَّتُه .
والبُقّارَى بالضَّمِّ والشَّدِّ وفتح الرّاءِ : الكَذِبُ والدّاهِيَةُ كالبُقَرِ كصُرَدٍ يقال : جاءَ بالشُّقّارَى والبُقَّارَى وجاء بالشُّقَرِ والبُقَرِ أي الكَذِبِ نقله ابن دُرَيْدٍ في الجَمْهَرة عن أبي مالكٍ وقال : الصُّقّارَى : والبُقَّارَى والصُّقَر والبُقَر وأوردَه المَيْدَانِيُّ أيضاً في مَجْمَع الأَمثال .
والبَيْقَرُ كحَيدَرٍ : الحائِكُ . والأُبَيْقِرُ كأنّه تصغيرُ أبْقَرَ : هو الرجلُ الذي لا خَيرَ فيه ولا شَرَّ كما في التَّكْمِلَة . والمَبْقَرَةُ بالفتح : الطَّرِيقُ : لسَعَتِهَا أو لِكَوْنِهَا مَشْقُوقَةً مفتوحةَ .
وعَيْنُ البَقَرِ بعَكّا من سواحلِ الشّامِ . وعُيُونُ البَقَرِ : ضَرْبٌ من العِنَب أسودُ كبيرٌ مُدَحْرَجٌ غيرُ صادِقِ الحَلاَوَةِ وهو مجازٌ