وفي الحديث " إذا نَشَأَتْ بَحْرِيَّةٌ ثمَّ تَشاءمَتْ فتلك عَيْنٌ غُدَيْقَةٌ " وفي حديث آخر " كانَ إذا رأَى ناشِئاً في أُفُقِ السَّماءِ " أَي سَحاباً لم يتَكامَلَ اجتماعُه واصْطِحابُهُ ومنه : نَشَأَ الصَّبِيُّ يَنْشَأُ فهو ناشئٌ إذا كَبِرَ وشَبَّ ولم يتكامَلْ أَي فيكون مجازاً . والنَّشْءُ : ريحُ الخَمْرِ حكاه ابنُ الأَعرابيّ . وأَنْشَأَ فلانٌ يَحْكي حديثاً أَي جَعَلَ يَحكيه وهو من أَفعالِ الشُّروع . وأَنشأَ يفعلُ كذا ويقولُ كذا : ابتَدَأَ وأَقبلَ وأَنْشَأَ منه : خرجَ يقال من أينَ أَنْشَأْتَ أَي خرجْتَ وأَنْشَأَت الناقَةُ وهي مُنْشِئٌ : لَقِحَتْ لغةٌ هُذَلِيَّة رواها أبو زيدٍ وأَنْشَأَ داراً : بَدَأَ بناءها وقال ابنُ جِنّي في تأدية الأَمثال على ما وُضِعتْ عليه : يُؤدَّى ذلك في كلِّ موضعٍ على صورته التي أُنشِئَ في مبدَئِه عليها فاستعمل الإنشاءَ في العَرَضِ الذي هو الكلام . وأَنْشَأَ الله تعالى السحابَ : رفَعَه في التنزيل " ويُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ " وأَنْشَأَ فلان الحَديثَ : وضَعَه . وقال الليث : أَنْشَأَ فلانٌ حديثاً أَي ابتدَأَ حديثاً ورَفَعَه وأَنْشَأَ فلانٌ : أَقْبَل وأَنشد قول الراجز : .
" مَكانَ مَنْ أَنْشَاَ على الرَّكائِبِ أَراد أَنْشَأَ فلم يسْتَقِم له الشِّعْرُ فأَبْدَل وعن ابن الأَعرابيّ : أَنْشَأَ إذا أَنشَدَ شِعْراً أَو خَطَب بخُطبةٍ فأَحسن فيهما وأَنْشَأَه الله : خَلَقَه ونشأَه . وأَنْشَأ الله الخَلْقَ أَي ابتَدَأَ خَلْقَهم . وقال الزجَّاج في قوله تعالى " وهو الذي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْروشَاتٍ " أَي ابتَدَعَها وابتدَأَ خَلْقَها . والنَّشيئَةُ هو أَوَّلُ ما يُعمل من الحَوْضِ . يقال : هو بادي النَّشيئَةِ إذا جفَّ عنه الماءُ وظهرتْ أَرضُه قال ذو الرُّمَّة : .
هَرَقْناهُ في بَادي النَّشيئَةِ داثِرٍ ... قديمٍ بعَهْدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائِبُهْ الضمير للماء والمُراد ببادي النَّشيئَةِ الحوضُ والنصائب : ما نصب حوله حجارة تنصب والنصائب يأتي ذِكره والنَّشيئة : الرَّطْبُ من الطَّريفَةِ فإذا يَبِسَ فهو طَريفةٌ والنشيئة : نبتُ النَّصِيِّ كغَنِيّ والصِّلِيَّانِ بكسر الصاد المهملة واللام وتشديد الياء ذكره المصنف في المعتلّ قال ابن منظور : والقولان مُقْتَربانِ وعن أبي حنيفة . النَّشيئَةُ " التَّفِرَةُ إذا غلُظتْ قليلاً وارتفعتْ وهي رَطْبَةٌ وقال مرَّةً : أَو النَّشيئَةُ : ما نهضَ من كلِّ نباتٍ ولكنه لم يغلُظ بعد كما في المحكم كالنَّشْأَةِ في الكلِّ وأَنشد أبو حنيفة لابنِ ميَّادٍ في وصف حمير وحش : .
أَرِناتٍ صُفْرِ المَناخِرِ والأَشْ ... دَاقِ يَخْضِدْنَ نَشْأَةَ اليَعْضِيدِ والنَّشيئَة : الحَجَرُ الذي يُجعل في أَسفلِ الحَوْضِ ونَشيئَةُ البئرِ : تُرابَها المُخْرَجُ منها ونَشيئَةُ الحَوْضِ : ما وراءَ النَّصائِبِ من التُّرابِ وقيل : هي أَعضادُ الحَوْضِ والنَّصائِبُ : ما نُصب حولَ الحَوْضِ لسَدِّ ما بينها من الخَصاصِ بالمدَرَةِ المعجونة واحدها نَصيبَةٌ . وروى ابن السِّكيت عن أبي عمرٍو : تَنَشَّأَ فلانٌ لحاجَتِه : نَهَضَ فيها ومَشى وأَنشد : .
فلمَّا أَنْ تَنَشَّأَ قامَ خِرْقٌ ... من الفِتْيانِ مُخْتَلَقٌ هَضوم