قال : هذا مَثَلٌ ضَرَبَه مَعْنَاه أَي لا أُرَاجَعُ ولا أُكَلَّم فيها كما لا يُكَلَّم الوَلِيدُ في الشيْءِ الذي يُضْرَب له فيه المَثَلُ وقال الأَصمعيّ وأَبو عُبَيْدَةَ في قولهم : هو أَمْرٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه . قال أَحدُهما : أَي هو أَمْرٌ جَلِيلٌ شدِيدُ لا يُنَادَى فيه الوَلِيدُ ولكن يُنَادَى فيه الجِلَّةُ وقال آخرُ : أَصلُه من الغَارَة أَي تَذْهَلُ الأُمُّ عنِ ابْنِها أَنْ تُنَادِيَه وتَضُمَّه ولكِنَّهَا تَهْرُبُ عنه ويقال : أَصْلُه مِن جَرْيِ الخَيْلِ لأَن الفَرسَ إِذا كانَ جَوَاداً أَعْطَى مِنْ غَيْرِ أَن يُصاحَ به لاِسْتِزَادَتِه كما قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يَصِفُ فَرساً : .
وَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ العَجَاجَةِ صَدْرَهُ ... وَهَزَّ اللِّجَامَ رَأْسُه فَتَصَلْصَلاَ .
أَمَامَ هَوِيٍّ لا يُنَادَى وَلِيدُه ... وشَدٍّ وَأَمْر بِالعِنَانِ لِيُرْسَلاَ ثم قِيل ذلك لكُلّ أَمرٍ عظيمٍ ولكُلِّ شَيْءٍ كثيرٍ قال ابنُ السّكّيت : ويقال : جاءُوا بطعامٍ لا يُنادَى وَلِيدُه . وفي الأَرْض عُشْبٌ لا يُنَادَى وَلِيدُه أَي إِن كان الوَلِيدُ في ماشِيَةٍ لم يَضُرَّه أَيْنَ صَرَفَهَا لأَنها في عُشْب فلا يُقَالُ له اصْرِفْهَا إِلى مَوْضِعِ كذا لأَن الأَرْضَ كُلَّهَا مُخْصِبَةٌ وإِن كان طَعَامٌ أَو لَبَنٌ فمعناه أَنه لا يُبَالَى كيْف أَفْسَد فِيه ولا مَتَى شَرِبَ ولا في أَيِّ نَوَاحِيه أَهْوَى . ووَلَدَت المرأَةُ تَلِدُ وِلاَداً ووِلاَدَةً بكسْرِهما وإِنما أَطْلقَهما أعتماداً على الشُّهْرةِ ولكن في المِصْباح أَن كَسْرَهما أَفْصَحُ مِن فَتْحِهما وهذا يَدُلُّ على أَن الفتحَ قَوْلٌ فيهما وإِلاَدَةً أُبدِلتِ الواوُ همزةً وهو قِيَاسق عند جَمَاعَةٍ في الهَمْزَةِ المَكْسُورة كإِشَاحٍ وإشكافٍ قاله شيخُنَا . ولِدَةً ومَوْلِداً كِعدَةٍ ومَوْعِدٍ أَمَّا الأَوَّل فهو القياسُ في كُلِّ مِثَالٍ كما سبق وأَما الثاني فهو أَيضاً مَقِيسٌ في بابِ المِثَال وما جاءَ بالفَتْح فهو على خِلافِ القِياسِ كمَوْحَدٍ وقد سبق البَحْثُ فيه . في المحكم : وَلَدَتْه أُمُّه وِلاَدَةً وإِلادَةً على البَدَلِ فهي والِدٌ على النَّسب ووَالِدَةٌ على الفِعْلِ حكاه ثَعْلَبٌ في المرْأَةِ وكُلّ حامِلٍ تَلِدُ ويقال لأُمِّ الرجُلِ : هذه والِدَةٌ في الحديث فَأَعْطَى شَاةً وَالِداً قال الليثك شَاةٌ والِدٌ هي الحامِلُ وإِنها لَبَيِّنَةُ الوِلاَدِ . ومعنى الحديثِ أَي عُرِفَ منها كَثْرَةُ النِّتَاجِ كما في النهاية . ومثل ذلك في الصحاح نَقْلاً عن ابنِ السِّكّيت وزاد في المصباح : والوِلاَدُ بغير هاءٍ يُسْتَعْمَل في الحَمْلِ في اللسان وشاةٌ وَالِدَةٌ ووَلُودٌ الأَخير كصَبُورٍ وج وُلَّدٌ بضَمّ فتشديد كسُكَّر وهو المَقِيس في فاعِلٍ كرَاكعٍ ورُكَّع وهكذا هو مضبوط عندنا في سائرِ النُّسخ ووُجِد في نُسخ الصحاح واللسان بضمّ فَسُكونٍ ومثلُه في أَكثرِ الدَّواوين قال شيخُنَا : وكلاهما ثابِتٌ . قد وَلَّدْتُها تَوْلِيداً فأَوْلَدَتْ هي وهي مُولِدٌ كمُحْسِن من غَنمٍ مَوَالِيدَ وَمَوَالِدَ ويقال : وَلَّدَ الرجُلُ عَنَمَهُ تَوْلِيداً كما يقال : نَتَّجَ إِبلَه . وفي حديثِ لقيطٍ ما وَلَّدْتَ يا رَاعي يقال : وَلَّدْت الشَّاةَ تَوْلِيداً . إِذا حَضَرْت وِلادَتَها فَعَالَجْتها حَتَّى يَبِينَ الوَلَدُ مِنها وأَصحابُ الحَدِيث يقولون : مَا وَلَدَتْ . يَعْنُونَ الشَّاةَ والمحفوظُ بِتَشْدِيد اللامِ علَى الخِطَابِ للرَّاعِي ومنه حديثُ الأَعْمَى والأَبرص والأَقْرَع فَأُنْتِجَ هذَانِ وَوَلَّدَ هَذَا وقال الأُمويّ : إِذا وَلَدَتِ الغَنَمُ بَعْضُها بعد بَعْضٍ قيل : قد وَلَّدْتُها الرُّجَيْلاَءَ ممدودٌ ووَلَّدْتُها طَبَقاً وطَبَقَةً وقول الشاعر : .
إِذَا مَا وَلَّدُوا شَاةً تَنَادَوْا ... أَجَدْيٌ تَحْتَ شَاتِك أَمْ غُلاَمُ