أَدَارَ سُلَيْمَى بِالوَحِيدَةِ فَالغَمْرِ أَبِينِي سَقَاكِ القَطْرُ مِنْ مَنْزِلٍ قَفْرِ يقال : فَعَلَه مِنْ ذاتِ حِدَتِه وعلى ذاتِ حِدَتِه ومن ذِي حِدَتِه أَي مِن ذاتِ نَفْسِه وذاتِ رَأْيِه قاله أَبو زيد تقول : ذلك أَمْرٌ لَسْتُ فيه بِأَوْحَدَ أَي لا أُخَصُّ به وفي التهذيب : أَي لَسْتُ عَلَى حِدَةٍ وفي الصحاح : ويقال : لَسْتُ في هذا الأَمْرِ بأَوْحَدَ ولا يُقَال للأُنْثَى وَحْدَاءُ انتهى : وقيل : أَي لَسْتُ بِعَادِمٍ فيه مِثْلاً أَو عِدْلاً وأَنْشَدَنا شيخُنَا المَرحوم مُحمّد بن الطيِّب قال : أَنْشدَنَا أَبو عبد الله مُحَمّد بن المسناويّ قال : مما قَالَه الإِمامُ الشَّافِعِيُّ Bه مُعَرِّضاً بأَنّ الإِمَامَ أَشْهَبَ C يَتَمَنَّى مَوْتَه : .
تَمَنَّى رِجَالٌ أَنْ أَمُوتَ فَإِنْ أَمُتْ ... فَتِلْكَ سَبِيلٌ لَسْتُ فِيها بِأَوْحَدِ .
" فَقُلْ لِلَّذِي يَبْغِي خِلاَف الَّذِي مَضَىتَهَيَّأْ لأُخْرَى مِثْلِهَا فكَأَنْ قَدِ قلتُ : ويُجْمَع الأَوْحَدُ على أُحْدَانٍ مثل أَسْوَدَ وسُودَانٍ قال الكُمَيْت : .
" فَبَاكَرَهُ والشَّمْسُ لَمْ يَبْدُ قَرْنُهَابِأُحْدَانِه المُسْتَوْلِغَاتِ المُكَلِّبُ يَعْنِي كِلابَه التي لا مِثْلُهَا كِلاَبٌ أي هي واحِدَةُ الكِلابِ . في المحكم : وفُلاَنٌ لا وَاحِدَ له أَي لا نَظِيرَ له . ولا يَقُوم لهذا الأَمْرِ إِلاَّ ابْنُ إِحْدَاها يقال : هو ابنُ إِحْدَاهَا إِذا كان كَرِيم الآباءِ والأُمَّهَاتِ مِن الرِّجَالِ والإِبِلِ وقال أَبو زيد : لا يَقُومُ بهذا الأَمْرِ إِلاَّ ابنُ إِحْدَاها أَي الكَرِيمُ مِن الرِّجَالِ . وفي النوادر : لا يَستطيعُها إِلاَّ ابنُ إِحْدَاتِها يعني إِلاَّ ابْنُ وَاحِدةَ منها . وَوَاحِدُ الآحَادِ وإِحدى الإِحَدِ وواحد الأَحَدِينَ وأَن أَحَداً تَصغيره أُحَيْد وتَصْغِير إِحْدَى أُحَيْدَى مَرَّ ذِكْرُه في أَ ح د واختار المُصنِّف تَبعاً لشيخِه أَبي حَيَّان أَن الأَحَدِ مِن مادة الوَحْدَة كما حَرَّرَه وأَن التفرِقَة إِنما هي في المَعاني وجَزَم أَقوامٌ بأَن الأَحَدَ من مادَّة الهَمزة وأَنه لا بَدَلَ قاله شيخُنا . وَنَسِيجُ وَحْدِه مَدْحٌ وعُيَيْرُ وَحْدِه وجُحَيْشُ وَحْدِه كلاهما ذَمٌّ الأَوَّل كأَمِيرٍ والاثنانِ بعْدَه تَصْغِيرُ عَيْرٍ وجَحْش وكذلك رُجَيْلُ وَحْدِه وقد ذكرَ الكُلَّ أَهْلُ الأَمْثَال وكذلك المصنِّف فقد ذَكَرَ كُلَّ كَلِمَةٍ في بَابِها وكُلُّهَا مَجَازٌ كما صَرَّحَ به الزمخشريُّ غيرُه قال الليثُ : الوَحْدُ في كُلِّ شيْءٍ مَنصوبٌ جَرَى مَجْرَى المَصْدَرِخارِجاً مِن الوَصْفِ ليس بِنَعْتٍ فيَتْبَع الاسْمَ ولا بِخَبَرٍ فيُقْصَد إِليه فكانَ النَّصْب أَوْلَى به إِلاّ أَنّ العَرَب أَضافَتْ إِليه فقالَتْ هو نَسِيجُ وَحْدِه وهما نَسِيجاً وَحْدِهما وهُمْ نَسِيجُو وَحْدِهم وهي نَسِيجَةُ وَحْدِهَا وهُنَّ نَسَائِجُ وَحْدِهِنَّ وهو الرَّجُلُ المُصِيبُ الرَّأْيِ قال : وكذلك قَرِيعُ وَحْدِه وهو الذي لا يُقَارِعُه في الفَضْلِ أَحدٌ . وقال هِشَامٌ والفَرَّاءُ : نَسيجُ وَحْدِه وعُيَيْرُ وَحْدِه ووَاحِدُ أُمِّهِ نَكِرَاتٌ الدَّليلُ على هذا أَنَّ العَرَب تقولُ : رُبَّ نَسِيجِ وَحْدِه قد رأَيْتُ ورُبَّ وَاحِدِ أُمِّه قَدْ أَسَرْت قال حاتِمٌ : .
أَماوِيَّ إِنِّي رُبَّ وَاحِدِ أُمِّهِ ... أَخَذْتُ وَلاَ قَتْلٌ عَلَيْهِ ولا أَسْرُ