وَجَدَ المَطلوبَ والشيْءَ كوَعَدَ وهذَه هي اللغة المشهورة المتّفق عليها وَجِدَه مثل وَرِمَ غير مشهورة ولا تُعرَف في الدواوين كذا قاله شيخُنَا وقد وَجَدْت المصنِّفَ ذكَرَها في البصائر فقال بعد أَن ذَكَر المفتوحَ : ووَجِدَ بالكسر لُغَةٌ وأَورده الصاغانيّ في التكملة فقال : وَجِد الشّيءَ بالكسر لغة في وَجَدَه يَجِدُه ويَجُدُهُ بضمّ الجيم قالَ شيخنا : ظاهره أَنه مُضارعٌ في اللغتينِ السابِقَتينِ مع أَنه لا قائلَ به بل هاتانِ اللغتانِ في مُضارِعِ وَجَدَ الضالَّة ونَحْوها المَفْتوح فالكسر فيه على القياس لُغَةٌ لجميعِ العَرَب والضمُّ مع حذفِ الواو لُغَة لبني عامرِ بن صَعْصَعَةَ ولا نَظِيرَ لَهَا في باب المِثَال كذا في ديوان الأَدب للفَارابيّ والمصباح وزاد الفيُّوميُّ : ووَجْه سُقُوطِ الواو على هذه اللغةِ وُقوعُها في الأَصل بين ياءٍ مفتوحةٍ وكسرةٍ ثم ضُمَّت الجيم بعد سُقوط الواوِ من غير إِعادتها لعدمِ الاعتداد بالعارِض وَجْداً بفتح فسكون وجِدَةً كعِدَة ووُجْداً بالضَّمّ ووُجُوداً كقُعُود ووِجْدَاناً وإجداناً بِكَسْرِهما الأَخيرة عن ابن الأَعْرابيّ : أَدْركَه وأَنشد : .
وآخَر مُلْتَاث يجُرُّ كِساءَه ... نَفَى عَنْه إِجْدَانُ الرِّقِينَ المَلاَوِيَا قال : وهذا يَدُلّ على بَدَلِ الهمزة من الواوِ المكسورةِ كما قالوا إِلْدَة في وِلْدَة . واقتصر في الفَصيح على الوِجْدَان بالكسر كما قالوا في أَنَشَد : نِشْدَان وفي كتاب الأَبنيَة لابن القطّاع : وَجَدَ مَطْلوبَه يَجِدُه وُجُوداً ويَجُدُه أَيضاً بالضمّ لُغَة عامِريّة لا نظير لَهَا في باب المِثال قال لَبِيدٌ وهو عامِرِيٌّ : .
لَمْ أَرَ مِثْلَكِ يَا أُمَامَ خَلِيلاَ ... آبَى بِحَاجَتِنَا وَأَحْسَنَ قِيلاَ .
لَوْ شِئْتِ قَدْ نَقَعَ الفُؤَادُ بِشَرْبَةٍ ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لاَ يَجُدْنَ غَلِيلاَ .
بِالعَذْبِ مِنْ رَضَفِ القِلاَتِ مَقِيلةً ... قَضَّ الأَباطِحِ لاَ يزالُ ظَلِيلاَ