والتَّنَادُّ : التَّفَرُّقُ والتَّنَافُرُ ومنه سُمِّيَ يوم القيامة يَوْم التَّنَادِّ لما فيه من الانزِعَاجِ إِلى الحَشْرِ وفي التنزيل " يَوْمَ التَّنَادِ يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ " قال الأَزهريُّ : القُرَّاءُ على تَخْفِيف الدالِ وَقَرَأَ به أَي بالتشديد ابنُ عَبَّاسٍ وجَمَاعَةٌ وفي التهذيب : وقَرَأَ الضَّحّاكُ وحده يَوْمَ التَّنَادِّ بالتشديد قال أَبو الهَيثم : هو من نَدَّ البعيرُ نِدَاداً إِذا شَرَدَ قال : والدليلُ على صِحَّةِ قِرَاءَةِ مَن قَرَأَ بالتشديدِ قوله " يَوْم تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ " ونقل شيخُنَا عن العناية أَثناءَ سورة غَافِر أَنه يقال : نَدَا إِذا اجْتَمَع ومنه النَّادِي ويوم التَّنَادِ فجَعَلَه على الضِّدِّ مما ذَكَرَه المُصًنَّف . إِذا يكون المَعْنَى على ذلك : يوم الاجْتِمَاعِ لا التَّفَرُّق وصَوَّبه جَماعَةٌ . انتهى . قلت : وهذا من غرائِبِ التفسير وقال ابنُ سِيده : وأَما قِرَاءَة من قَرَأَ " يَوْمَ التَّنَادِ " فيجوز أَن يَكُونَ مِن مُحَوَّلِ هذا البابِ فحوَّل للياءِ لِتَعْتدِلَ رُؤُوس الآيِ . ويَنْدَدُ كجَعْفَرٍ : نقله الصاغَانيُّ قيل : هي اسم مَدِينَة النَّبيِّ صلى اللهُ عَليه وسلَّمَ . ونَادَدْتُه : خَالَفْتُه ومنه أُخِذ النِّدُّ كما قاله أَبو الهَيْثَمِ وتقدَّمَ . ومما يستدرك عليه : نَاقَةٌ نَدُودٌ : شَرُود . وقال الفارسيُّ : قال بعضُهم : نَدَّتِ الكَلِمَةُ : شَذَتْ وليستْ بِقَوِيَّةٍ في الاستعمالِ أَلا تَرَى أَن سِيبويْهِ يقول : شَذَّ هذا ولا يقول : نَدَّ : والتَّنْدِيد : رَفْعُ الصَّوتِ . والمُنَدَّد من الأَصواتِ : المُبَالَغُ في النِّدَاءِ قالَ طَرَفة : .
" لِهَجْسٍ خَفِيٍّ أَوْ لِصَوْتٍ مُنَدَّدِ ومَنْدَدُ بَلَدٌ قال ابنُ سِيدَه : وأَرَاه جَرَى في فَكِّ التضعِيفِ مَجْرَى مَحْبَبٍ لِلعَلَميَّة قال : ولم أَجعلْه من باب مَهْدَدٍ لعَدمِ م ن د قال ابنُ أَحْمَر : .
وللشَّيْخ تَبْكِيهِ رُسُومٌ كَأَنَّمَا ... تَرَاوَحَهَا العَصْرَيْنِ أَرْوَاحُ مَنْدَدِ ن ر د .
النَّرْدُ أَهمله الجوهريُّ . وقال الصاغانيُّ : هو معروف شيءٌ يُلْعَب به قال ابنُ دُرَيْد : فارسي مُعَرَّبٌ واخْتُلِف في واضِعه كما اخْتُلِف في واضِع الشِّطْرَنْج فقيل : وضَعَه أَرْدَشِيرُ بنُ بَابَك من مُلوكِ الفُرْسِ ولهذا يُقَالُ له النَّرْدَ شير إِضافَةً له إِلى واضِعِه وقد ورد هكذا في الحَديث مَن لَعِبَ بالنَّرْدَ شِيرِ فكأَنَّمَا غَمَسَ يَدَه في لَحْمِ الْخِنْزِير ودَمِه وقال ابنُ الأَثير : النَّرْدُ اسمٌ أَعجميٌّ مُعَرَّب وشِير بمعنى حُلْوٍ قلت وهكذا نقله ابن منصور وسيخنا وقوله شير بمعنى حلو وَهُمٌ بل شِير هو الأَسد إِذا كَانَت الكَسْرَةُ مُمَالَةً وإِذا كانت خالِصَةً فمعناه اللَّبَن وأَما الذي مَعناه الحُلْوُ فإِنما هو شِيرين كما هو مَعْرُوفٌ عِنْدَهم وقد ذَكَر المُؤرِّخون في سَببِ تَسْميَتهِ أَرْدَ شيرَ وُجُوهاً منها أَن الأَسدَ شَمَّه وهو صَغِيرٌ وتَرَكه ولم يَأْكُلْه وقيل : لِشجاعتِه فَرَاجِع المُطَوّلات . في التهذيب في ترجمة رند : الرَّنْدُ عند أَهْلِ البَحْرَينِ شِبْه جُوَالِق واسِع الأَسْفَلِ مُخْرُوط الأَعْلَى يُسَفُّ مِن خُوصِ النَّخْلِ ثم يُخَيَّطُ ويُضَرَّبُ تَضْرِيباً بِشُرُطٍ بضمّتين جمع شَرِيط كقُضُبٍ وقَضِيب أَي مَفْتُولَة من اللِّيفِ حتَّى يَتَمَتَّنَ فيقُوم قَائِماً ويُعَرَّى بِعُراً وَثِيقةٍ يُنْقَلُ فيه الرُّطَب أَيَّامَ الخِرَافِ بالكسر يُحْمَلُ منه رَنْدَانِ على الجَمَلِ القَوِيِّ قال ورأَيتُ هَجَرِيًّا يقول : النَّرْد وكأَنَّه مَقلُوبٌ ويقال له : القَرْنَةُ أَيضاً . النَّرْدُ : طِلاَءٌ مُرَكَّبٌ يُتَدَاوىَ بِهِ . وعَبَّاسٌ النَّرْدِيُّ نُسِب إِلى النَّرْد كأَنَّه لِلَعِبِه به رَوَى حديثاً عن خَلِيفَةِ المؤمنينَ هارُونَ الرَّشيدِ العَبَّاسِيِّ أَنارَ اللهُ حُجَّتَه هكذا ذَكَرَه الحافِظ في التَّبْصِيرِ .
ن ش د