مَادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً ومَيَدَاناً محرَّكَةً : تَحَرَّكَ بِشِدَّة ومنه قوله تعالى " أَنْ تَمِيدَ بِكُم " أَي تَضْطَرِب بكم وتَدُور بكم وتُحَرِّككم حَرَكَةً شديدةً كذا في البصائر . ماد الشيْءُ يَمِيدُ مَيْداً : مَالَ وزَاغَ وزَكَا وفي الحديث لَمَّا خَلَق اللهُ الأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ فأَرْسَاهَا بِالجِبَالِ . وفي حَدِيثِ ابن عَبَّاسٍ فَدَحَا اللهُ الأَرْضَ مِنْ تَحْتِهَا فَمَادَتْ . وفي حديثِ عَلِيٍّ فَسَكَنَت مِنَ المَيَدَانِ بِرُسُوبِ الجِبَالِ . مَادَ السَّرابُ مَيْداً : اضْطَرَبَ . مادَ الرَّجُلُ يَمِيدُ إِذا انْثَنَى وتَبَخْتَرَ . ما دَهُم يَمِيدُهم إِذا زَارَهُمْ قيل : وبه سُمِّيَت المائدةُ لأَنه يُزَار عَلَيْهَا . مَادَ قَوْمَه غَارَهُم ومَادَهم يَمِيدُهم لغةٌ في مَارَهم من المِيرَةِ والمُمْتَاد مُفْتَعَلٌ منه وهو مجاز قيل : ومنه سُمِّيَت المائدةُ . من المَجاز : مَادَ الرجلُ يَمِيدُ فهو مائِدٌ : أَصَابَه غَثَيَانٌ وحَيْرَةٌ ودُوَار مِن سُكْرٍ أَو رُكوبِ بَحْرٍ مِن قَوْمٍ مَيْدَى كرَائِبٍ ورَوْبَى وفي البصائر : مَيْدَى كحَيْرَى . ومادَ الرَّجُلُ : تَحَيَّرَ . وروى أَبو الهيثم المائدُ : الذي يَرْكَبُ البَحْرَ فتَغْثِي نَفْسُه من نَتْنِ ماءِ البَحْرِ حتى يُدَارَ به ويَكَاد يُغْشَى عليه فيقال : مادَ به البَحْرُ يَمِيدُ به مَيْداً وقال الفَرَّاءُ : سَمِعتُ العَرَبَ تَقُول : المَيْدَى : الذين أَصابَهُم المَيْدُ مِن الدُّوَارِ وفي حديثِ أُمِّ حَرامٍ المائدُ في البَحْرِ له أَجْرُ شَهِيدٍ هو الذي يُدَارُ بِرَأْسِه مِن رِيحِ البَحْرِ واضْطَرابِ السَّفِينةِ بالأَمْواجِ . مَادَت الحَنْظَلَةُ تَمِيدُ : أَصَابَها نَدًى أَو بَلَلٌ فتَغَيَّرَتْ وكذلك التَّمْرُ . والمائدةُ : الطَّعَامُ نَفْسُه من مَادَ إِذا أَفْضَل كما في اللسان وهذا القولُ جَزَم به الأَخْفَشُ وأَبو حاتمٍ أَي وإِن لم يكن مَعه خِوَانٌ كما في التقريبِ واللسانِ وصرّح به ابنُ سِيدَه في المحكم ونقَلَه في فَتْح البارِي قال شيخُنا : والآيةُ صَرِيحَةٌ فيه قالَه أَربابُ التفسيرِ والغَرِيبِ قيل : المائدة : الخِوَانُ عليه الطّعامُ قال الفارسيُّ : لا تُسَمَّى مائدةً حتى يَكون عليها طَعَامٌ وإِلاَّ فهي خِوَانٌ . قلت : وقد صرَّح به فقهاء اللُّغَةِ وجزمَ به الثَّعالبيُّ وابنُ فارس واقتصر عليه الحريريُّ في دُرَّة الغَوَّاص وزعم أَن غيرَه مِن أَوْهَامِ الخَوَاصّ وذكر شيخُنا في شَرْحِها أَنه يجوز إِطلاقُ المائدةِ على الخِوَانِ مُجَرَّداً عن الطعامِ باعتبار أَنه وُضِعَ أَو سَيُوضَع . وقال ابنُ ظَفَرٍ : ثَبَت لهَا اسمُ المائدة بعدَ إِزالةِ الطّعام عَنْهَا كما قيل لِقْحَةٌ بعد الوِلاَدة قال أَبو عُبَيْد : وفي التنزيل " رَبَّنَا أَنْزِلْ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ " المائدة في المعنَى مَفْعُولَةٌ ولفظُها فاعلَة وهي مثل " عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ " وقيل : من مَادَ إِذا أَعْطَى يقال مادَ زَيْدٌ عَمْراً إِذا أَعطاه وقال أَبو إِسحاق الأَصل عندي في مائدة أَنها فاعِلَة من مَاد يَمِيد إِذا تَحَرَّك فكأَنَّهَا تَمِيدُ بما عَلَيْهَا أَي تَتحَرَّكُ وقال أَبو عُبيدة : سُمِّيتْ مائدةً لأَنها مِيدَ بِها صاحِبُها أَي أُعْطِيَها وتُفُضِّل عليه بها وفي العِنَاية : كَأَنَّها تَعْطِي مَنْ حَوْلَهَا مِمَّا حَضَرَ عليها وفي المصباح : لأَن المالكَ مَادَهَا للناسِ أَي أَعطاهم إِيَّاها ومثلُه في كتاب الأَبْنية لابن القطّاع كالمَيْدَةِ فِيهما أَي في الطَّعام والخِوَانِ قاله الجَرْمِيُّ وأَنشد : .
وميْدَةٍ كَثِيرَةِ الأَلْوَانِ ... تُصْنَعُ لِلإِخْوَانِ والجِيرَانِ