ونَأْنَأَ عنه : قَصُرَ وعَجَز وقال أبو عمرو : النَأْنَأَةُ : الضَّعفُ وروى عِكرمةُ عن أبي بكرٍ الصِّديق Bه أنه قال : طوبَى لمن ماتَ في النَّأْنَأَةِ . مهموزة يعني أَوَّلَ الإسلام قبلَ أَن يَقْوى ويكْثُرَ أَهلُه وناصِرُه والدَّاخِلونَ فيه فهو عند الناس ضَعيفٌ كتَنَأْنَأَ في الكُلِّ يقال : تَنَأْنَأَ الرجلُ إذا ضعُفَ واستَرْخى قال أبو عُبيد : ومن ذلك قولُ عليٍّ Bه لسُلَيْمانَ بن صُرَد وكان قد تخلَّفَ عنه يوم الجَمَل ثمَّ أَتاه بعدُ فقال له : تَنَأْنَأْتَ وتَراخَيْتَ فكيفَ رأَيْتَ صُنْعَ الله ؟ يريد ضَعُفْتَ واسْتَرْخَيْتَ . وفي الأَساس : أَي فَتَرْتَ وقصَّرتَ . قلت : وقرأْتُ في كتاب الأَنساب للبلاذُرِيّ في خبر الجَمَل : حدَّثني أبو زكريا يحيى بنُ مُعينٍ حدَّثنا عبدُ الرحمن بن مَهْدِيّ حدثنا أبو عَوانة عن إبراهيم بن محمد بن المُنْتَشِر عن أبيه عن عُبَيْد بن نُضَيْلة عن سُلَيْمانَ بن صُرَد قال : أَتيتُ عليًّا حينَ فرغَ من الجَمَل فقال لي : تَرَيَّضْتَ ونأْنَأْتَ . قلتُ : إنَّ الشَّوْطَ بَطينٌ يا أَميرَ المؤمنين وقد بقِيَ من الأُمورِ ما تعرِفُ به صَديقَك من عَدُوِّكَ . هكذا هو مَضْبوطٌ كأنَّه من التَّأَنِّي . ثمَّ ساقَ رِوايةً أُخرى وفيها : نَأْنَأْتَ وتَرَبَّصْتَ وتأَخَّرْتَ . والنَّأْنَأُ بالقصر كفَدْفَدٍ : المُكْثِرُ تَقليبَ الحَدَقَةِ قال في المحكم : والمعروف رَأْراءٌ والعاجزُ الجبانُ الضعيف كالنَّأْناءِ بالمدّ والنُّؤْنوءِ كعُصفور وفي بعض النسخ بالقصر والمُنَأْنَإِ كمُعَنْعَن على صيغة اسم المفعول وإنَّما قيل للضعيف ذلك لكونه مَكْفوفاً عمَّا يقوم عليه القويُّ قال امرؤُ القيس : .
لَعَمْرُكَ ما سَعْدٌ بخُلَّةِ آثِمٍ ... ولا نَأْنَإٍ عندَ الحِفاظِ ولا حَصِرْ ن ب أ .
النَّبَأُ محرَّكَةً الخَبَرُ وهما مترادفانِ وفرَّق بينهما بعضٌ وقال الراغبُ : النَّبَأُ : خَبَرٌ ذو فائدةٍ عظيمةٍ يحصلُ به عِلْمٌ أَو غَلَبَة ظَنٍّ ولا يُقال للخبر في الأَصلِ نَبَأٌ حتَّى يتضمَّنَ هذه الأَشياءَ الثلاثة ويكون صادِقاً وحقُّه أَن يتعَرَّى عن الكذب كالمُتواتِر وخَبَرِ الرسولِ A ولتَضَمُّنِه معنى الخَبَرِ يقال : أَنْبَأْتُه بكذا ولتضمُّنه معنى العِلْمِ يقال : أَنْبَأْته كذا . قال : وقوله تعالى : " إنْ جاءَكم فاسِقٌ بِنَبَإٍ " الآية فيه تَنْبيه على أنَّ الخبرَ إذا كانَ شَيئاً عَظيماً فحقُّه أن يُتَوَقَّفَ فيه وإن عُلِمَ وغَلَبَ صِحَّته على الظنِّ حتَّى يُعادَ النَّظَرُ فيه ويتبيَّن فضلَ تَبَيُّنٍ يقال نَبَّأْته وأَنْبَأْته ج أَنباءٌ كخَبَرٍ وأَخبارٍ وقد أَنْباهُ إيَّاه إذا تضمَّن معنى العِلْم وأَنبَأَ به إذا تضمَّن معنى الخبر أَي أَخبَره كَنَبَّأَهُ مشدَّداً وحكى سيبويه : أنا أَنْبُؤُك على الاتباع . ونقل شيخُنا عن السَّمين في إعرابه قال : أَنْبَأَ ونَبَّأَ وأَخبَرَ متى ضُمِّنتْ معنى العِلم عُدِّيَت لثلاثةٍ وهي نهاية التَّعَدِّي وأَعلمته بكذا مُضَمَّنٌ معنى الإحاطة قيل : نَبَّأْتُه أَبلغ من أَنْبَأْتُه قال تعالى : " مَنْ أَنْبَأَكَ هذا قال نَبَّأَني العَليمُ الخَبيرُ " لم يقل أَنْبَأَني بل عَدَل إلى نَبَّأَ الَّذي هو أَبلغُ تنْبيهاً على تحقيقِه وكونِه من قِبَلِ الله تعالى . قاله الراغب . واسْتَنْبَأَ النَّبأَ : بحث عنه ونابَأَه ونابَأْتُه أَنبؤة وأَنْبَأْته أَي أَنْبَأَ كلٌّ منهما صاحِبَه قال ذو الرّمَّة يهجو قوماً : .
زُرْقُ العُيونِ إذا جاوَرْتَهُمْ سَرَقوا ... ما يَسْرِقُ العبدُ أَو نَابَأْتَهُمْ كَذَبوا