وفي أَحكام الأَساس : ومن المجاز قولهم : عليه مُلاَءةُ الحُسْنِ . وجَمَّش فَتًى من العرب حَضَرِيَّةً فَتَشَاحَّتْ عليه فقال لها : والله مالَكِ مُلاءةُ الحُسْنِ ولا عَمُودُه ولا بُرْنُسُه فما هذا الامتناعُ ؟ مُلاءة الحُسْنِ : البَياضُ . وعَموده : الطُّولُ وبُرْنُسُه : الشَّعر . ومَلأَه على الأَمرِ كمَنَعَه ليس بمشهور عند اللغويين : ساعَدَه وشايَعَه أَي أَعانَهُ وقوَّاه كَمَالأَهُ عليه مُمَالأَةً . وتَمَالَئُوا عليه أَي اجْتَمَعوا قال الشاعر : .
وتَحَدَّثوا مَلأً لتُصْبِحَ أُمُّنَا ... عَذْراءَ لا كَهْلٌ ولا مَوْلودُ أَي تشاوروا وتحدَّثوا مُتَمالِئينَ على ذلك ليقتُلونا أَجمعين فتصبِح أُمُّنا كالعذراءِ التي لا ولدَ لها . قال أَبو عُبَيد : يقال للقوم إِذا تتابَعوا برأْيِهم على أَمْرٍ : قد تَمَالَئوا عليه . وعن أَبِي الأَعرابيِّ : مالأَه إِذا عاوَنَه ولامَأَهُ إِذا صَحِبَه أَشْباهُه . وفي حديث عليٍّ : واللهِ ما قَتَلْتُ عُثمانَ ولا مالأْتُ على قتلِهِ . أَي ما ساعدت ولا عاوَنْتُ . وفي حديث عُمَر : لو تَمَالأَ عليه أَهْلُ صَنْعاءَ لأَقَدْتُهم به . أَي لو تَضافَروا عليه وتعاوَنوا وتَساعدوا . ويقال : .
" أَحْسِنِي مَلأً جُهَيْنَا أَي أَحسِنِي مُمَالأَةً أَي مُعاونَةً من مَالأْتُ فُلاناً : ظاهَرْته . والمِلْءُ بالكسر : اسمُ ما يأخُذُه الإناءُ إِذا امتَلأَ يقال : أَعْطِه أَي القَدَحَ مِلأَهُ ومِلأَيْهِ وثلاثَةَ أَمْلائِهِ وحجرٌ مِلْءُ الكَفِّ . وفي دُعاء الصلاة " لكَ الحَمْدُ مِلْءَ السّمواتِ والأَرْضِ " هذا تمثيلٌ لأنَّ الكلام لا يسع الأَماكنَ والمُرادُ به كثرَةُ العَدد . وفي حديث إسلام أَبِي ذَرٍّ قال : لنا كلمةٌ تَمْلأُ الفَم أَي أَنَّها عظيمةٌ شَنيعةٌ لا يجوز أَن تُحكى وتُقال فكأَنَّ الفَمَ مَلآنٌ بها لا يقدِرُ على النُّطْقِ . ومنه في الحديث " امْلَئُوا أَفْواهَكُمْ من القُرْآن " وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : مِلْءُ كِسائِها وغَيْظُ جارَتِها . أَرادت أَنَّها سمينةٌ فإذا تغَطَّتْ بكسائها مَلأَتْه . والمِلأَةُ بهاءٍ : هَيْئَةُ الامْتِلاءِ وإنَّه لحَسَنُ المِلأَةِ وقد تقدَّم ومصدرُ مَلأَهُ بالفتح وقد تقدَّم أيضاً فذكره كالاستدراك . وفي حديث عِمْرانَ : إنَّه ليُخَيَّلُ إلينا أَنَّها أَشدُّ مِلأَةً منها حينَ ابْتُدِئَ فيها . أَي أَشدُّ امتلاءً والمِلأَةُ أيضاً الكِظَّةُ مضبوطٌ عندنا بالكسر وضبطه شيخنا بالفتح من الطَّعامِ هو ما يَعْتَري الإنسانَ من الكَرْبِ عند الامتلاءِ منه . ومن المجاز كذا في الأَساس وتبعه المناوي أَملأَ النَّزْعَ في قَوْسِه ومَلأَ مُضعَّفاً إِذا أَغْرَق في النَّزْعِ وقيل مَلأَ في قوسِه : غَرَّقَ النُّشَّابَةَ والسَّهْمَ وأَمْلأْتُ النَّزْعَ في القَوس إِذا شددْتَ النَّزْعَ فيها . وفي التهذيب : يقال : أَمْلأَ فلانٌ في قَوسِهِ إِذا أَغْرَق في النَّزْع . ومَلأَ فلانٌ فُرُوجَ فَرَسِه إِذا حَمَله على أَشَدِّ الحُضْرِ . وقد أَغفله المُؤَلِّف . والمُمْلِئُ : شاةٌ في بطنِها ماءٌ وأَغْراسٌ جمع غِرْسٍ بالكسر جِلْدَة على جَبْهَةِ الفَصيلِ وسيأْتي فتحْسَبُها حامِلاً لامْتِلاءِ بطنِها . ومن المجاز : نظرتُ إليه فملأْتُ منه عَيْني وهو مَلآنُ من الكَرَمِ ومُلِئَ ومُلِّئَ رُعْباً . وفلانٌ مَلأَ ثِيابي إِذا رَشَّ عليه طِيناً أَو غيره كذا في الأَحكام .
م ن أ .
المَنيئَةُ على فَعيلة هو الجِلْدُ أَوَّلُ ما يُدبغ ثمَّ هو أَفيقٌ ثمَّ أَديمٌ . قال حُمَيْد بن ثَوْرٍ : .
إِذا أَنتَ باكَرْتَ المَنِيئَةَ باكَرَتْ ... مَدَاكاً لها من زَعْفَرانٍ وإِثْمِدَا