وعن ابنِ السِّكّيت : يقال : ما تَقَعَّدَنِي عن ذلك الأَمْرِ إِلاَّ شُغُلٌ أَي ما حَبَسَني . وفي الأَفعال لابن القَطَّاع : قَعَد عن الأَمْرِ : تَأَخَّر . وبي عَنْك شُغلٌ حَبَسَني . انتهى . والعرب تدعو على الرّجل فتقول : حَلَبْتَ قاعِداً وشَرِبْتَ قائماً تقول : لا مَلَكْت غيرَ الشَّاءِ التي تُحْلَبُ مِن قُعُودٍ ولا مَلَكْتَ إِبلاً تَحْلُبُها قائماً معناه ذَهبَتْ إِبلُك فصِرْتَ تَحْلُبَ الغَنَم لأَنَّ حالبَ الغَنم لا يكون إِلاَّ قاعداً والشَّاءُ مَالُ الضُّعفاءِ . والأَذلاَّءِ . والإِبلُ مالُ الأَشرافِ والأَقوِيَاءِ . ويقال : رجلٌ قاعدٌ عن الغَزْوِ وقَوْم قُعَّادٌ وقاعِدُونَ . وتقَاعَدَ به فُلانٌ إِذا لم يَخْرُج إِليه مِنْ حَقَّه . وما قَعَّدَك واقْتَقَدك : ما حَبَسَك . والقَعَدُ : النَّخْلُ وقيل : صِغارُ النَّخْلِ وهو جمع قاعِدٍ كخادمٍ وخَدَمٍ . وفي المثل : اتَّخذوه قُعَيِّدَ الحاجات تصغير القَعُود إِذا امْتَهنُوا الرَّجُلَ في حَوائجهم . وقاعَدَ الرَجُلَ : قَعَدَ معه . والقِعَادَةُ : السَّريرُ يَمانِيَة . والقاعِدَة أَصْلُ الأُسِّ . والقَوَاعِدُ الإِسَاسُ وقَوَاعِدُ البيت إِسَاسُه وقال الزَّجّاج : القَوَاعِد : أَساطِينُ البِنَاءِ التي تَعْمِدُه وقولُهم : بَنَى أَمْرَه على قَاعِدَةٍ وقَوَاعِدَ وقاعِدَةُ أَمْرِك وَاهِيَةٌ وتَركوا مقاعِدَهم : مَرَاكِزَهم وهو مَجازٌ وقواعِدُ السَّحابِ : أُصولُها المُعْتَرِضة في آفاق السماء شبهت بقواعد البناء قاله : أَبو عُبَيْدٍ وقال ابنُ الأَثير : المُرَاد بالقواعِدِ ما اعترَضَ منها وسَفَلَ تَشْبِيهاً بقَوَاعِد البِنَاءِ .
ومن الأَمثَال : إِذا قام بك الشَّرُّ فاقْعُدٍْ قال ابنُ القَطَّاع في الأَفعال : إِذا نَزَل بك الشرُّ بدل قام . وقوله فاقْعُدْ . أَي أحلُم . قلت : ومعناه ذِلَّ له ولا تَضْطَرِبْ وله معنًى ثَانٍ أَي إِذا انْتَصَب لك الشّرُّ ولم تَجِدْ منه بُدًّا فانْتَصِبْ له وجاهِدْه وهذا مما ذَكَرَه الفَرَّاءُ . وفي اللسان والأَفْعَال : الإِقْعَادُ في رِجْلِ الفَرس : أَن تُفْرَشَ جدًّا فلا تَنْتَصِب . وأُقْعِدَ الرَّجلُ : عَرَجَ والمُقْعَد : الأَعْرَجُ . وفي الأَساس : من المَجازِ : قَعَدَ عن الأَمْرِ : تَرَكَه . وقَعَد يَشْتُمُني : أَقْبَلَ . انتهى . والذي في اللسان : الفَرَّاءُ : العَرَبُ تقول : قَعَدَ فُلانٌ يَشْتُمني بمعنى طَفِقَ وجَعَل وأَنشد لبعض بني عامر : .
" لاَ يُقْنِعُ الجَارِيَةَ الخِضَابُ .
" وَلاَ الوِشَاحَانِ ولا الجِلْبَابُ مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِيَ الأَرْكَابُ وَيَقْعُدَ الأَيْرُ لَهُ لُعَابُ ورَحىً قاعِدَةٌ : يَطْحَن الطاحِنُ بها بالرَّائِدِ بِيَدِه . ومن المَجاز : ما تقَعَّدَه ما اقْتَعَده إِلاَّ لُؤْمُ عُنْصُرِه . ورجُلُ قُعْدُدَةٌ . جَبَانٌ . والمُقْعَنْدَدُ : موضِعُ القُعود . والنون زائدة قال : .
" أَقْعَدَ حَتَّى لَمْ يَجِدْ مُقْعَنْدَدَا وقد أقعد بالمكان وأقعد وورِثَ المال بالقُعْدَى كبُشْرَى أَي بالقُعْدُد . والقَعُود كصَبور : أَربَعَةُ كَواكِبَ خَلْفَ النَّسْرِ الطائِرِ تُسَمَّى الصَّلِيب . والقُعْدُد من الجَبَل : المُسْتَوِي أَعلاه . ويقال : اقْتَعَد فُلاناً عن السَّخَاءِ لُؤْمُ جِنْثِه قال : .
فَازَ قِدْحُ الكَلْبِيِّ وَاقْتَعَدَتْ مَعْ ... زاءَ عَنْ سَعْيهِ عُرُوقُ لَئِيمِ واقْتَعَدَ مَهْرِيًّا : جعلَه قَعُوداً له . وفي الحديث نَهَى أَنْ يُقْعَد على القَبْر . قيل : أَرادَ القُعودَ للتَّخَلِّي والإحْدَاثِ أَو القُعودَ للإِحْدادِ أَو أَرادَ تَهْوِيلَ الأَمْرِ لأَن في القُعُودِ عليه تَهاوُناً بالمَيت والمَوْتِ . وسَمَّوْا قِعْدَاناً بالكسر . وأَخَذَ المُقِيمُ المُقْعِد . وهذا شَيءٌ يَقْعُدُ به عليك العَدُوُّ ويَقُومُ . ومما استدْرَكه شيخُنا : التَّقَعْدُدُ : التَّثَبُّتُ والتَّمَكُّن استعمله القاضي عياضٌ في الشفاءِ وأَقَرَّه شُرَّاحُه . والمُقَعَّد كمُعْظَّم : ضَرْبٌ من البُرُود يُجْلَب مِن هَجَرَ .
ق ف د