مَرُؤَ الرجلُ كَكَرُمَ يَمْرَؤُ مُرُوءةً بضم الميم فهو مَرِيءٌ على فَعيلٍ كما في الصحاح أَي ذو مُرُوءةٍ وإنْسانِيَّةٍ . وفي العُباب : المُروءة : الإنسانيَّة وكمال الرُّجولِيَّة . ولك أَن تُشَدِّدَ قال الفَرَّاء : ومن المُروءة مَرُؤَ الرجلُ . وكتب عمر بن الخطَّاب إلى أَبِي موسى : خُذِ النَّاس بالعربيَّةِ فإنه يزيد في العَقْلِ ويُثْبِتُ المُرُوءة . وقيل للأحنف : ما المُرُوءة ؟ فقال : العِفَّةُ والحِرْفَةُ . وسُئِل آخر عنها فقال : هي أن لا تفعل في السِّرِّ أَمراً وأَنت تَسْتَحْيي أَن تفعَلَهُ جَهْراً . وفي شرح الشِّفاء للخفاجي : هي تعاطي المَرْءِ ما يُستحسن وتجَنُّبُ ما يُسْتَرْذَل انتهى . وقيل : صيانَةُ النَّفْسِ عن الأَدْناس وما يَشينُ عند النَّاس أوالسَّمْتُ الحَسَنُ وحِفْظُ اللسانِ وتَجَنُّبُ المَجونِ . وفي المصباح : المُرُوءة : نَفْسانيَّةٌ تحمل مُراعاتها الإنسانَ على الوُقوفِ عند مَحاسِن الأَخلاق وجميل العَادات نقله شيخنا . وتَمَرَّأَ فلانٌ : تكَلَّفَها أَي المُرُوءةَ . وقيل : تَمَرَّأَ : صارَ ذا مُرُوءةٍ وفلانٌ تَمَرَّأَ بهم أَي طلب المُرُوءة بنقصهم وعيبهم نقله الجوهريّ عن ابن السكِّيت واقتصر في العُباب على النَّقْصِ وغيره على العَيْبِ والمصنِّف جمع بينهما . وقد مَرَأَ الطَّعامُ مُثلَّثة الرَّاء قال الأَخفش كفَقُهَ وفَقِهَ والفتح ذكره ابنُ سيده وابنُ منظور مَراءةً ككَرُم كَرَامَةً واسْتَمْرَأَ فهو مَرِيءٌ أَي هَنيءٌ حميدُ المَغَبَّةِ بيِّن المَرْأَةِ كتَمْرَةٍ نقل شيخنا عن الكشَّاف في أَوائل النِّساء : الهَنيءُ والمَريءُ صفتان من هَنَأَ الطَّعامَ ومَرَأَ إِذا كانَ سائِغاً لا تَنْغيصَ فيه وقيل : الهُنيءُ : ما يَلَذُّه الآكل والمَريءُ : ما يحمَدُ عاقبته . وقال غيره : الهَنيءُ من الطَّعامِ والشَّرابِ ما لا يعقبُه ضَرَرٌ وإن بَعُدَ هضمُه . والمَريءُ : سريعُ الهَضْمِ . انتهى . وقال الفَرَّاء : مَرُؤَ الرجلُ مُرُوءةً ومَرُؤَ الطَّعامُ مَراءةً وليس بينهما فرقٌ إِلاَّ اختلافُ المصدرين . وفي حديث الاستسقاءِ " اسْقِنا غَيْثاً مَريئاً مَريعاً " وقالوا : هَنِئَني الطَّعامُ ومَرِئَني وهَنَأَني ومَرَأَني بغير أَلف في أَوَّله على الإتباع أَي إِذا أَتبعوها هَنَأَني قالوا مَرَأَني فإن أُفْرِدَ عن هَنَأَني فأَمْرَأَني ولا يقال أَهْنَأَني يقال : مَرَأَني الطَّعامُ وأَمْرَأَني إِذا لم يثقُل على المَعِدة وانْحَدَرَ عنها طيِّباً . وفي حديث الشُّرْبِ " فإنَّه أَهْنَأُ وأَمْرَأُ " قال : أَمْرَأَني الطَّعامُ إمْراءً وهو طعامٌ مُمْرِئٌ ومَرِئْتُ الطَّعامَ بالكسر : اسْتَمْرَأْتُهُ وما كانَ مَريئاً ولقد مَرُؤَ وهذا يُمْرِئُ الطَّعامَ . وقال ابن الأَعْرابِيّ : ما كانَ الطَّعامُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ وما كانَ الرجلُ مَريئاً ولقد مَرُؤَ . وقال شَمِرٌ عن أَصحابه : يقال مَرِئَ لي هذا الطَّعامُ مَراءةً أَي اسْتَمْرَأْتُهُ وهَنِئَ هذا الطَّعامُ وأَكلْنا هذا الطَّعامَ حتَّى هَنِئْنا منه أَي شبعْنا ومَرِئْتُ الطَّعامَ فاسْتَمْرَأْتُه وقلَّما يَمْرَأُ لك الطَّعام . وكَلأٌ مَرِيءٌ : غير وَخيمٍ ومَرُؤَتِ الأَرضُ مَراءةً فهي مَريئَةٌ أَي حَسُنَ هَواؤُها . والمَرِيءُ كأَميرٍ : مجرى الطَّعامِ والشَّرابِ وهو رأسُ المَعِدَةِ والكَرِشِ اللاّصِقِ بالحُلْقومِ الذي يجري فيه الطعامُ والشرابُ ويدخل فيه ج أَمْرِئَةٌ ومُرُؤٌ مهموزةٌ بوزن مُرُعٍ مثل سريرٍ وسُرُرٍ وكلاهما مَقيسٌ مسموعٌ وفي حديث الأَحنف : يأْتينا في مثل مَرِيءِ نَعامٍ . المَرِيءُ : مجرى الطَّعام والشَّراب من الحَلْقِ ضَرَبَه مَثلاً لضيقِ العَيْشِ وقلَّة الطَّعام وإِنَّما خصَّ النَّعامَ لدِقَّةِ عُنُقُه ويُستدلُّ به على ضيقِ مَرِيئِه وأَصلُ المَرِيءِ رأسُ المَعِدَةِ المتَّصلُ بالحُلْقوم وبه يكون استمراءُ الطَّعام ويقال هو مَرِيءُ الجَزورِ والشَّاةِ للمُتَّصل بالحُلْقوم الذي يجري فيه الطَّعام والشَّراب . قال أَبو منصور : أَقْرَأَني أَبو بكرٍ الإياديُّ المَرِيءُ لأبي عبيدٍ فهمزه بلا تشديد . قال : وأَقْرَأَني المنذريُّ : المَرِيُّ لأبي الهيثم فلم يهمزه وشدَّد الياء . والمَرْءُ : مُثلّثة الميم لكن الفتح هو القياس خاصَّةً والأُنثى مرأة : الإنسانُ