فمضَى وقَدَّمَها وكانَتْ عادةً ... منه إِذا هي عَرَّدَتْ إِقْدَامُها أَنَّث الإقدام لتعلقه بها كقوله : .
مَشَيْنَ كما اهتَزَّتْ رِمَاحٌ تَسَفَّهَتْ ... أَعَالِيهَا مَرُّ الرِّياحِ النَّواسِمِ وعَرَّد فلانٌ تَعْريداً : تَرَك القَصْدَ من الطَّريق وانْحَرَف عنها وانهزمَ . ومن ذلك في الأساس : عَرَّدَ عنه : انحَرَفَ وبَعُدَ . قال : وسَمِعْتُ في طَرِيقِ مَكَّةَ من يقول : ضَرَبْتُ البَعِيرَ فَعَرَّدَ عَنِّي . وعَرَّدَ النَّجمُ تَعريداً إذا ارتفعَ قال الراعي : .
بأَطْيَبَ من ثَوْبَيْنِ تأْوِي إليهما ... سُعادُ إذا نَجْمُ السِّماكَيْنِ عَرَّدَا أَي ارتفعَ هكذا فَسَّره شَمِرٌ . وقال أيضاً : .
فجَاءَ بأَشْوالٍ إلى أَهْلِ خُبَّةٍ ... طَرُوقاً وقد أَقْعَى سُهَيْلٌ فعَرَّدَا قال : أَقعَى أَي ارتفَع ثم لم يَبْرَحْ . ويقال عَرَّدَ النَّجمُ تَعريداً إذا مالَ لِلغُرُوبِ أيضاً بعد ما تَكَبَّدَ السَّماءَ هكذا على وزن تَقَبَّلَ وفي بعض النسخ : يُكَبَّدُ مَبْنِيّاً للمفعول من التَّفعيل قال ذو الرُّمَّة : .
" وهَمَّتِ الجَوْزاءُ بالتَّعْرِيدِ وقال ذو الرُّمة يصف ثَوْراً : .
" كأنه العَيُّوقُ حين عَرَّدا .
" عايَن طَرَّادَ وُحوشٍ مِصْيَدَا وقال أَيضاً : .
" والنَّجْمُ بين القِمِّ والتَّعْرِيدِ .
" يَسْتَلْحِقُ الجَوْزَاءَ في صَعُودِ يعني الثُّرَيَّا بين حِيالِ الرَّأْس وبين أَن يكونَ قد ارتفعَ . أي لم يَسْتَوِ النجمُ على قمة الرأس أي هو بين ذلك . وعَرْدَةُ كحَمْزَةَ : ع قال عَبِيد : .
فعَرْدَةٌ فقَفَا حِبرٍّ ... ليسَ بها مِنْهُمُ عَرِيبُ ويُرْوَى : .
" فَفَرْدَةٌ فقَفَا عِبرٍّ بالفاءِ والعين والعَارِدُ : المُنْتَبِذُ . وقولُ حَجْلٍ بفتح فسكون مَوْلَى بني فَزارَةَ كما قاله الأَصمعيُّ وقيل لِرَجُلٍ من بَني أسدٍ وفي حَوَاشِي ابنِ بَرِّيٍّ أنه لأبي محمد الفَقْعَسِيّ : .
" صَوَّى لها ذا كِدْنةٍ جُلاعِدَا .
" لم يَرْعَ بالأَصْيافِ إِلاَّ فارِدا .
" تَرَى شُؤُونَ رأْسِه العَوَارِدَا .
" الخَطْمَ واللَّحْيَيْنِ والأَرَائِدَا .
" وحيثُ تَلْقَى الهَامَةُ الأَصائِدَا .
" مَضْبورةً إلى شَباً حَدائِدا والرواية : مَأْرومة وشَبَا حدائِدَا بالتنوين وغير التنوين أَي مُنْتَبِذَةً بعضًها من بعضِ قاله ابن بُزُرْج أَو المُرَادُ : الغَلِيظَةُ . قال ابن بَرِّيٍّ : وإِنشادُ الجوهريِّ تَرى شُؤونَ رأْسِها غَلَطٌ والصواب رأْسِهِ كما قدَّمنا لأَنه يصف جَملاً وفي الحواشي : فحْلاً . ومعنى صَوَّى لها : اخْتَار لها فَحْلاً والكِدْنَةُ : الغِلَظُ والجُلاعِدُ : الشَّدِيدُ الصُّلْبَ .
ومما يستدرك عليه : عَرَدَت أَنيابُ الإِبل : غَلُظَتْ واشْتَدَّتْ . وَعرَّدَ الرجلُ تَعريداً : قَوِيَ جِسْمُه بعْدَ المَرَضِ . وعَرَدَت الشّجرةُ تَعرُد عُرُوداً ونَجَمَت نُجوماً : طَلَعتْ وقيل : اعْوَجَّتْ . وفي النوادر : عَرَدَ الشَّجَرُ وأَعْرَدَ إذا غَلُظَ وكَبُرَ . وعَرَادٌ عَرِدٌ على المبالَغَةِ قال أبو الهيثم : تقولُ العربُ قيل للضَّبِّ : وِرْداً وِرْداً فقال : .
" أَصْبَحَ قَلْبي صَرِدًا .
" لا يَشْتَهِي أَن يَرِدَا .
" إِلاّ عَرَاداً عَرِدَا .
" وصِلِّيَاناً بَرِدَا .
" وعَنْكَثاً مُلْتَبِداَ وإِنَّمَأ أَراد : عارِداً وبارداً فحذَف للضَّرورَة . ويقال : عَرَّدَ فُلانٌ بِحَاجَتِنا إذا لم يَقْضِها . ونِيقٌ مُعَرِّدٌ : مُرْتَفِعٌ طَوِيلٌ قال الفَرَزْدَقُ : .
وإِنِِّي وإِيَّاكُمْ وَمَنْ في حِبالِكُمْ ... كمَنْ حَبْلُهُ في رَأْسِ نِيقٍ مُعَرِّدِ وعَرِدَ كسَمِعَ : قَوِيَ جِسْمُه بعْد المَرَضِ . وأبو عيسى أحمد بن محمد بن موسى العَرَّاد شَيْخٌ لابنِ عَدِيٍّ وسعِيدُ بنُ أَحْمَدَ العَرَّاد شيخٌ للدَّارَ قُطْنيّ .
ع - ر - ب - د .
العِرْبَدُّ كقِرْشَبٍّ يعني : بكسر فسكون ففتح مع تشديد الدال وتُكْسَرُ الباءُ الموحَّدة : الشَّدِيدُ من كُلِّ شَيءٍ يقال غَضَبٌ عِرْبِدٌّ أَي شَدِيد قال : .
" لَقَد غَضِبْنَ غَضباً عِرْبِدَاً